عربي ودولي

أكد أن لا قوة للبنان في ضعفه.. ولن يحل مشكلته إلا النفط والغاز في المياه الإقليمية … السيد حسن: المقاومة أقوى من أي وقتٍ مضى.. والمساس بالأقصى سيفجّر المنطقة

| وكالات

توجّه الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر الله، بالتهنئة والتبريك إلى اللبنانيين بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، لافتًا إلى أن هذا اليوم السعيد من تاريخنا هو من الأيام السعيدة التي مرت على اللبنانيين منذ عشرات السنين، مشدداً على أن المقاومة باتت أقوى من أي وقت مضى، وأن المساس بالمسجد الأقصى سيفجّر المنطقة.

وفي كلمة له عبر فضائية «المنار» اللبنانية مساء أمس الأربعاء، أعرب نصر اللـه عن شكره لمن قدّم وضحّى من كل الفصائل وكل الطوائف ولأهلنا الصامدين وللجيش اللبناني والجيش العربي السوري وفصائل المقاومة الفلسطينية، وللرؤساء المقاومين خلال التحرير وهم: إميل لحود ونبيه بري وسليم الحص، وكذلك للجمهورية الإسلامية في إيران على ما قدّمته.

وتابع: «يجب تظهير كافة التضحيات، فهذا النصر لم يأتِ بالمجان بل صُنع بالدماء والدموع والأيدي والأصابع على الزناد والعقول والقلوب والإرادة، يجب إظهار من قاوم الاحتلال ومن تآمر على أبناء وطنه، ومن وقف على التل، وذلك ليس لأجل فتح الجروح، بل لمنع المزايدات وإثبات من هو السيادي»، وقال: إن «الانتصار الذي تحقق في عام 2000 هو أهم وأعظم إنجاز تحقق في التاريخ المعاصر وهو انتصار لا غبار عليه وقوبل بافتخار عربي وإسلامي ووطني، وكسر صورة الجيش الذي لا يُقهر، وكسر مشروع «إسرائيل الكبرى» وأعطى الأمل للشعب الفلسطيني بتحرير أرضه».

وأكد نصر اللـه أن «الخط البياني لقدرة كيان العدو بدأ بالنزول بعد الهزيمة التي تلقاها في لبنان عام 2000 وهذا بشهادة رئيس حكومة الكيان السابق بنيامين نتنياهو».

وبين نصر اللـه أن «المقاومة لم تحتكر العمليات أو الانتصارات والإنجازات، والمقاومة الوحيدة التي حققت نصراً ولم تحكم هي المقاومة في لبنان، وخصوصاً حزب اللـه ولم نطالب بذلك لأنّنا لم نقاتل لأجل السلطة بل لتحرير الأرض والشعب ولأجل الكرامة الوطنية».

وقال: «حين دخلنا للحكومة، دخلنا لحماية ظهر المقاومة، وعندما صرنا جزءاً من الحكومة بتنا معنيين بمتابعة أمور الناس ومسؤوليتنا خدمتهم، أما نحن لا تعنينا سلطة كما يعتقد البعض»، لافتاً إلى أن الأمور وصلت ببعض الأشخاص إلى السؤال «من كلّفكم بقتال العدو؟» في وقتٍ كان بلدنا محتل ورجاله ونساؤه في السجون، ونحن نسأله في المقابل، نحن دافعنا عن وطننا وأنتم ماذا فعلتم؟ الذي كلّفنا هو واجبنا الأخلاقي والإنساني والديني، ولم نسكت للاحتلال وللظلم وقاتلنا ليكون التحرير عام 2000».

وأضاف: «الآن تستمر الأسئلة من كلّفكم بالحماية؟! وهذا يعبّر عن تخلف سياسي وانحطاط أخلاقي، وهنا موضع الخلاف حيث من يسأل هذه الأسئلة هو من لا يعتبر أن إسرائيل عدو ولها أطماع في بلدنا، بل كان جزءاً من المشروع الإسرائيلي في لبنان»، لافتًا إلى أن «المقاومة التي انتصرت عام 2000 قاتلت في ظل الانقسام اللبناني ولم يكن هناك إجماع على خيار المقاومة وكانت بعض الوسائل الإعلامية تقود جولات العنف في الجنوب وكانت تسمي شهداء المقاومة بالقتلى».

وأضاف: «كما أن المقاومة التي خرجت إلى سورية لم يكن هناك إجماع عليها، وحتى لو عاد حزب اللـه من سورية ولم يتحدث بأي شأن خارجي فلا يوجد في لبنان إجماع على خيار المقاومة، هذه المقاومة تحمي في ظل الانقسام وتؤمن حماية لبنان بالمعادلة الذهبية، وهذه الحماية أسس لها الانتصار عام 2000، فالاختلاف والسجال على المقاومة قديم وهو قائم ويستمر وكل طرف استخدم الحجج التي لديه ومن يريد الاقتناع سيقتنع ومن لا يريد لن يقتنع».

وأردف: «كانت المعركة الأخيرة هي الضغط على بيئة المقاومة وعلى حلفائها وهذه المرّة الأولى التي تشعر المقاومة بهذه القوة جراء الاحتضان، وبعض القوى السياسية أصبح لديها التباس جرّاء خلل بالنيات، وحين يتحدث حزب اللـه بصوت مرتفع يقولون حزب اللـه يهدّدنا وإن تحدث حزب اللـه بهدوء يقولون حزب اللـه ضعيف وهذا خطأ وخلل بالفهم».

وأكد نصر اللـه «أنه وبهذه اللحظة ومنذ العام 1982 لم تكن المقاومة أقوى مما هي عليه الآن ولم تكن ظروفها الداخلية والإقليمية أفضل مما هي اليوم، فالمقاومة اليوم هي أقوى مما تتوقعون وأقوى مما تتصورون».

وقال: «حلّوا أزمات البلد ليبقى جيش وتبقى دولة وبعدها تعالوا لنناقش الإستراتيجية الدفاعية، وإن أردتم مناقشة كل شيء سوياً فتفضلوا».

وأضاف: «أجدد الدعوة لكم من موقع القوة والاقتدار بالشراكة والتعاون، نحن أمام خيارين لبنان القوي والغني وذلك بالمعادلة الذهبية التي حمت لبنان خلال الأعوام الماضية والتي تستطيع أن تحفظ ثرواته، وخيار لبنان الضعيف والمتسوّل ولا قوة للبنان في ضعفه، لدى لبنان كنز وثروة هائلة من النفط والغاز نقف مكتوفي الأيدي أمامها في حين كيان العدو يُبرم عقوداً مع الاتحاد الأوروبي بالغاز كبديل عن الغاز الروسي»، مؤكداً أنه «لا يحلّ مشكلة لبنان إلا النفط والغاز في المياه الإقليمية، فتفضلوا لنرى كيف نستخرجها ونحميها، وهذا يحتاج القليل من الجرأة».

ونبّه إلى خطورة الأوضاع في فلسطين المحتلة، مشيراً إلى أنه قد تحدث خلال أيام أمور تؤدي لانفجار المنطقة، لافتاً إلى أن المقاومة الفلسطينية أخذت خيارها بالردّ على أي مساس بالمسجد الأقصى ومسيرات الإعلام الصهيونية.

وشدّد نصر اللـه على أن «أيَّ مسٍ بالمسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة سيفجّر الوضع في المنطقة وسيؤدي لما لا تُحمد عقباه لأنه سيستفز مشاعر جميع المسلمين».

ودعا نصر اللـه إلى «الترقب والانتباه والاستعداد لما قد يجري حولنا وله تداعيات كبيرة على المنطقة وهذا يتوقف على حماقة العدو»، مشيراً إلى أنه «بقي على نهاية المناورة الصهيونية 10 أيام ونحن ما زلنا على جهوزيتنا واستنفارنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن