سورية

انسداد أفق حصوله على ضوء أخضر روسي – أميركي … مراقبون لـ«الوطن»: العدوان التركي محدود في حال حدوثه و«الآمنة» بعيدة المنال

| حلب- خالد زنكلو

قلل مراقبون من احتمال لجوء النظام التركي إلى فرض ما يسميه «منطقة آمنة» داخل الشريط الحدودي السوري بعمق 30 كيلو متراً، حسب ما لوّح به رئيسه رجب طيب أردوغان قبل أيام، لعدم توافر الظروف الموضوعية الإقليمية والدولية المناسبة، وتوقعوا بأن ينفذ جيشه عملية عسكرية محدودة النطاق ومتدحرجة، في حال اتخاذ قرار بذلك.

واستبعد مراقبون للوضع شمال وشمال شرق سورية في تصريحات لـ«الوطن» تضافر المواقف الدولية، وخاصة الدول الفاعلة في الملف السوري، للسماح لأردوغان بتنفيذ تهديداته، لاسيما بعد إعلان واشنطن صراحة رفضها التصعيد التركي واتخاذ روسيا مواقف ميدانية مناهضة له على الأرض، وإعلان الأمم المتحدة على لسان المتحدث الرسمي باسم أمينها العام ستيفان دوجاريك، بأن سورية «لا تحتاج إلى عمليات عسكرية، بل إلى حل سياسي والمزيد من المساعدات الإنسانية».

وأكد المراقبون أن «الزوبعة الإعلامية» لنظام أردوغان سيخبو وهجها ومفعولها النفسي مع مرور الوقت، مع انسداد أفق حصوله على ضوء أخضر من موسكو وواشنطن للمضي بتنفيذ تهديداته العدوانية التوسعية على حساب الأراضي السورية، والهادفة إلى إعادة هندسة الديموغرافيا السورية وفق أهوائه وغاياته الانتخابية، وابتزاز حلف الأطلسي «ناتو» والولايات المتحدة وروسيا التي يظن أردوغان أنها غير قادرة على لجم طموحاته الرعناء لانشغالها بالحرب الأوكرانية، بخلاف واقع الحال وما هو قائم في مناطق نفوذها على امتداد الجغرافيا السورية.

ورأوا أن انتزاع أردوغان المتوقع لموافقة مجلس الأمن القومي التركي، خلال اجتماعه اليوم الخميس، بتنفيذ عملية عسكرية جديدة عبر الحدود وإنشاء «الآمنة»، هو مجرد «بروباغندا إعلامية» لن تقدم أو تؤخر في منح الشرعية أو القوة الكافية له بالتهور أبعد من الخطوط الحمر المرسومة له من ضامني اتفاق وقف إطلاق النار روسيا والولايات المتحدة في شمال وشمال شرق سورية.

المراقبون أعربوا عن قناعتهم بأن «الآمنة»، التي يطالب ويتوعد أردوغان بها راهناً ستظل حبيسة أفكاره بعدما عجز عن خلق الظروف الملائمة لتأسيسها منذ طرحها سنة 2016، أما جسارته بشن عملية عسكرية لاقتطاع أراض سورية على حساب ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية» الانفصالية فلا تزال قائمة بسبب استقواء الميليشيات بواشنطن التي لا تعرف سوى لغة المصالح، وانفصالها عن القرار والجسد السوري وحامي وحدة البلاد الجيش العربي السوري.

وتوقعوا أن يبدأ العدوان التركي، في حال اتخذ أردوغان قرار الحرب، من مناطق حدودية وشريط ضيق بدءاً من محافظة الحسكة، على أن تتدحرج العملية ببطء بعد قياس ردود الفعل الإقليمية والدولية واختبار ثبات موقف موسكو وواشنطن المناوئ للعملية العسكرية واتساع نطاقها، لأن لا مصلحة إطلاقاً لكل الدول الفاعلة في الملف السوري بنشوب حرب وتقوية ساعد أردوغان المراوغ والمتاجر بالقضايا الإنسانية لتحقيق مصالحه الشخصية الآنية الضيقة.

ولفتوا إلى عجز أردوغان عن ضبط الأمن حتى داخل المناطق السورية التي يحتلها حالياً بمساعدة مرتزقته، بدليل دوام حالة الفلتان الأمني على ما هو عليه منذ سلخها عن محيطها السوري، وهو ما أكده اقتتال مرتزقته يوم أمس الذي دار داخل مدينة رأس العين وامتد إلى مدينة عفرين، على الرغم من تدخل جيش الاحتلال التركي لفضه عسكرياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن