الأولى

كيسنجر محذراً بلاده: لا تهزموا روسيا وتحاوروا مع الصين وإلا فالعواقب وخيمة … موسكو: أميركا وحلفاؤها يبذلون كل ما في وسعهم لإطالة أمد الأزمة

| الوطن

توازياً مع استمرار العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا التي تستعد لدخول شهرها الرابع، ومعها يستعد العالم لقبول المزيد من التحولات والمتغيرات التي تؤكد بأن عودة خرائط التحالفات والنفوذ لن يعود كما كان، أكدت روسيا أمس، على لسان المتحدثة باسم خارجيتها ماريا زاخاروفا، بأن الولايات المتحدة وحلفاءها في «الناتو» يبذلون كل ما في وسعهم لإطالة أمد الأزمة الأوكرانية وجعل العملية العسكرية فيها أكثر دموية، مذكرة العالم بأن «أكثر من 30 دولة معظمها من حلف الناتو، تخشى الهزيمة الكاملة للقوات المسلحة الأوكرانية، وتقدم لكييف مساعدات عسكرية تصل قيمتها إلى عشرات مليارات الدولارات وتبذل قصارى جهدها لتأخير مجرى الأحداث والأعمال القتالية وجعل المواجهة دموية قدر الإمكان».

بدوره كشف نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو عن استعداد بلاده لتوفير ممرات إنسانية لفتح الموانئ الأوكرانية وبأن على نظام كييف تطهيرها من الألغام، وبين أن الشروط التي حددتها أوكرانيا لمواصلة المحادثات مع روسيا، تؤشر لأمر واحد فقط وهو أن كييف لا ترغب بإخلاص في إيجاد حل سلمي للنزاع القائم.

التصريحات الروسية المتتابعة حول الدفع الأميركي والغربي للنظام بكييف من أجل المضي قدماً في مواصلة النزاع، جاءت عقب زوبعة سياسية كبيرة كان أثارها وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، حول ضرورة وقف الحرب الأوكرانية والذهاب سريعاً لإيجاد حلول مع كل من روسيا والصين، قبل وقوع عواقب وخيمة سيدفع الغرب ثمنها على المدى الطويل، الأمر الذي أثار جدلاً دفع من رد رسمي سريع من قبل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

كسينجر وفي حديثه أمام منتدى الاقتصاد العالمي في «دافوس»، اعتبر بأنه يجب على أوكرانيا التخلي عن جزء من أراضيها، للتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا، مشدداً على ضرورة أن يبدأ الجانبان الروسي والأوكراني المفاوضات في الشهرين المقبلين، قبل أن تحدث اضطرابات وتوترات لن يتم التغلب عليها بسهولة، مشيراً إلى أن الموقف المناسب لأوكرانيا هو أن تكون دولة محايدة، لا جزءاً متكاملاً من أوروبا.

وشدد وزير الخارجية الأميركي الأسبق على ضرورة عودة الأمور إلى سابق عهدها، محذراً من أن مواصلة الحرب في ما بعد تلك المرحلة، لن تكون متمحورة حول حرية أوكرانيا، وإنما ستفتح الباب لـ«حرب جديدة ضد روسيا نفسها»، مذكراً القادة المشاركين بمنتدى دافوس بأن روسيا كانت جزءاً أساسياً من أوروبا منذ 400 عام، وأسهمت في توازن القوى خلال الأوقات الحرجة التي مرت بها القارة، ولذلك، فإنه يتوجب على الدول الغربية «تذكر أهمية روسيا وعدم الانغماس في مزاج اللحظة».

ودعا كيسنجر الذي شغل منصب وزير خارجية الولايات المتحدة في عهد الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، إلى عدم المخاطرة بدفع روسيا إلى تحالف أوثق مع بكين، معرباً عن أمله في أن يتسم الأوكرانيون بالحكمة حيال هذه القضية.

كيسنجر الذي كان قاد بلاده نحو تدشين علاقات دبلوماسية مع بكين، دعا السلطات الأميركية إلى تجنّب المواجهة مع الصين بشأن تايوان، قائلاً: إنه «يجب تجنّب المواجهة المباشرة بشأن تايوان، ولا يمكن أن تكون تايوان في قلب المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين، يجب أن تكون مبادئ العلاقات في صميمها.

هذه التصريحات التي رد عليها رئيس الخدمة الصحفية بوزارة الخارجية الأميركية نيد برايس من خلال الزعم بأن إعلان انتهاء الحرب متروك للحكومة الأوكرانية، التي تمثل الشعب الأوكراني، لتقرر كيف ومتى يجب أن تنتهي هذه الحرب، جاءت وسط مؤشرات متزايدة على أن التحالف يشهد تدهوراً متنامياً مع تفاقم أزمة الغذاء والطاقة وبلوغ العقوبات الغربية ضد موسكو حدودها القصوى، ووسط مؤشرات على انقسام في موقف الساسة الأميركيين بشأن الحرب، بعد تصويت 11 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ و57 عضواً في الكونغرس ضد حزمة المساعدات الضخمة التي تعتزم إدارة جو بايدن منحها لأوكرانيا والمقدرة بنحو 40 مليار دولار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن