تعالت الأصوات في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد المناهضة للعدوان الجديد الذي أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، أنه سيشنه داخل الشريط الحدودي السوري في شمال البلاد.
ويسيطر على منطقة «خفض التصعيد» التي تضم أجزاء واسعة من محافظة إدلب وأرياف حلب وحماة واللاذقية المحيطة بها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي المدعوم من نظام أردوغان الذي يقيم في المنطقة العشرات من نقاط المراقبة وفيها العديد من التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية له. وذلك من ضمن المناطق التي يحتلها ذاك النظام في شمال غرب سورية، وبالتحديد في مدينة سرمين بريف إدلب وعلى قرابة 1 كم عن إحدى نقاط الاحتلال التركي هناك.
وذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن تظاهرة، خرجت في مدينة سرمين بريف إدلب ضمت عشرات المهجرين من مناطق ريف إدلب الشرقي والجنوبي، ضد تنفيذ أردوغان عملية جديدة تستهدف أجزاء واسعة من مناطق شمال شرق سورية وذلك بذريعة الدفاع عن «الأمن القومي التركي» واستكمالاً لما سماها «المنطقة الآمنة»، حيث هتف المشاركون بالتظاهرة بشعارات ضد أردوغان، ونددوا بالعملية العسكرية التركية.
ولفتت المصادر إلى أن المظاهرة التي شهدتها مدينة سرمين تمت على قرابة 1 كم عن إحدى نقاط الاحتلال التركي هناك.
وذكرت، أن الأغلبية العظمى من المدنيين في شمال سورية ترفض العدوان الذي يهدد الاحتلال التركي بشنه على عدة مدن وبلدات مثل القامشلي والمالكية والدرباسية ومنبج، والذي يهدف إلى احتلال مزيد من الأراضي السورية وتهجير سكانها، كما يعتبر الكثير أن هذا العدوان يهدف لحصر المدنيين على الشريط الحدودي.
ونقلت المصادر عما يسمى الناشط الصحفي «م. أ» المقيم في ريف إدلب الشمالي تأكيده أن النظام التركي لا يهمه مأساة النازحين والمهجرين في الشمال السوري وكل ما يريده هو مزيداً من السيطرة على المناطق بذريعة ما يسمى أمن بلاده القومي، مشيراً إلى أنه قد مضى أكثر من ثلاثة سنوات على نزوح أكثر من مليون نسمة من مناطق وأرياف إدلب وحلب وحماة وهم يعيشون أسوأ الظروف في المخيمات التي تسيطر عليها الميليشيات التابعة للاحتلال التركي.
وأوضح، أن مئات آلاف المدنيين في تلك المناطق، في حال شن الاحتلال التركي عدوانه، سيكون مصيرهم النزوح والتشرد، وستولد هذه العملية الكثير من الدمار، وستفتح الفرصة للميليشيات الموالية له للسرقات والاستيلاء على ممتلكات المدنيين كما فعلت سابقًا خلال عدواني «غصن الزيتون» و«درع الفرات».
وبين «م. أ»، أن أغلبية المدنيين يرفضون العدوان ويعتبرونه سعيًا من الاحتلال التركي لتثبيت دائم لوجوده في الشمال السوري، حيث يريد البقاء لأطول فترة ممكنة، مؤكداً ضرورة الوقوف بوجه هذا العدوان وإيقافه لتجنب كارثة حقيقية وحتى نضمن كف يد تركيا عن أطماعها المستقبلية في سورية.
بدوره أشار «س. م» النازح من منطقة جبل شحشبو في ريف حماة الغربي ويقطن في أحد مخيمات بلدة أرمناز في ريف إدلب الشمالي، إلى أن العدوان إن بدأ سيكون وقوده المسلحين الموالين للاحتلال التركي، ويقتصر التدخل التركي على وجود مشرفين ضباط وسلاح الجو التركي كما في العمليات العسكرية السابقة، لافتاً إلى أن النظام التركي يستخدم مسلحي الميليشيات الموالية له كوقود لتنفيذ أجنداته في سورية وهو يسعى أيضاً لإنهاء الوجود الكردي ضمن المناطق المحاذية للشريط الحدودي.
وبين، أن الاحتلال التركي دخل بداية تحت ذريعة حماية المدنيين والدفاع عن حقوقهم لكن ما يشاهده الجميع الآن هو تغير كبير طرأ على المواقف التركية، فهي تريد أن تسيطر على مزيد من الأراضي السورية بهدف إعادة اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها.
من جهته، أكد «ق. ب» وهو شاب نازح من ريف إدلب الجنوبي ويقطن في مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي، أن العدوان الذي يريد النظام التركي شنه على مناطق شمال شرق سورية مرفوض لعدة أسباب ومن أبرزها، أن الأضرار ستكون جسيمة جداً بالنسبة لأبناء المنطقة حيث سيجبرون على ترك منازلهم والنزوح والتشرد.
وأوضح، أن الأغلبية من سكان المناطق التي سيستهدفها العدوان التركي هم من الأكراد، وهم أحد مكونات الشعب السوري ولا يوجد عاقل يوافق على تهجيرهم من منازلهم وأرضهم، لكن للأسف هناك الكثير من المطبلين لتركيا ومن يؤيدون هذه العملية العسكرية بسبب ميليشيات «قسد» متناسين أن هذه المناطق ملأى بالمدنيين.
وأشار «ق. ب» إلى أن هذه العملية التي ستدفع بالمدنيين للنزوح القسري من منازلهم وأرضهم، منوها بأن أردوغان يخرج كل فترة بعملية جديدة وتحت مسمى جديد وكل ذلك من أجل حماية مصالحه في سورية.