رياضة

الوجه القبيح في كرة القدم قد يتسيّد المشهد

| الوطن

كل من تابع مباراة ريـال مدريد وليفربول في نهائي دوري الأبطال أمس الأول اعترف بأن الطرف الأفضل خسر لينتصر الوجه القبيح لكرة القدم وهذا ليس غريباً على كرة القدم التي هي أساساً علم غير صحيح.

فمن حق المدريديين القول الغاية تبرر الوسيلة وهي مقولة إيطالية أساساً، ومن حق أنشيلوتي الإيمان بها والحرص على تطبيقها، لكن في الآن ذاته من حق الليفربوليين الحسرة على مباراة كانت بالمتناول، وخاصة أن ريـال مدريد لم يظهر شيئاً يستحق عليه اللقب سوى امتلاكه حارس مرمى قام بتصديات تستحق الإشادة.

مباريات اللقب كما يقولون تُكسب ولا تلعب، والأداء ينسى والنتيجة تبقى، والتاريخ يذكر الفائزين ويتجاهل المهزومين، وأحد المدربين الأساطير للريدز قالها سابقاً:

إذا كنت الأول فأنت كل شيء وإذا كنت الثاني فكأنك الأخير..

هذا حال أنشيلوتي ولاعبيه الذين ارتضوا الفوز أياً كانت الوسائل وهم الآن زعماء أوروبا للمرة الرابعة عشرة ولا يهم كل ما يقال عن الحظ والتوفيق أمام باريس وتشيلسي والسيتي وأخيراً ليفربول.

وهذا حال كلوب الذي قبل الخسارة وبارك للريـال رافضاً الاستسلام معتبراً أن ما حصل وجه من أوجه كرة القدم ينتصر فيها الوجه القبيح أحياناً، إذ لا فائدة من السيطرة وخلق الفرص ما لم تترجم.

وكثيراً ما يقال حارس المرمى نصف الفريق ولكن كورتوا كان الفريق بأكمله في سهرة السبت والأرقام تتكلم.

الريـال اعتمد الأسلوب الدفاعي الذي ضُرب كثيراً والريدز اعتمد الأسلوب الهجومي وكل منهما قام بالمتوقع، ولكن بالنهاية ليفربول لم يترجم فرصه والريـال استثمر نصف فرصة.

ريـال مدريد خسر أربع مباريات في دوري الأبطال بينما ليفربول خسر أربع مباريات في موسمه كله الذي خاض فيه 63 مباراة ولكن الريـال بالنهاية فاز في المباراة الأهم على مستوى القارة.

المعلق المصري الراحل محمد لطيف يقول: الكرة أهداف، حكاية المونديال ملأى بأمثلة على فرق سيطرت وخذلتها الكرة وما زال المنتخب البرازيلي خلال مونديالات 1982 و1986 و1990 حديث الملايين إلى يومنا، ولكن ذلك ليس بيت القصيد ومبلغ الأمل.

أنشيلوتي ليس المدرب الأفضل وسبق له أن خسر أمام ليفربول في ست دقائق عندما كان ميلان بأوجه ويمتلك لاعباً عملاقاً في كل مركز، ومع ذلك هو اليوم الأكثر تتويجاً بلقب دوري الأبطال والتاريخ لا يذكر إلا الأبطال وأصحاب الزعامة.

وكلوب مدرب ممتع بأسلوبه وبالكرة الهجومية التي يقدمها ولكنه اليوم الطرف المهزوم والمتعة لا تهم بدليل أن البرازيل منبع المتعة لم تعد كرتها كذلك واتجهت للفوز ولو بوسائل خسيسة وما أكثر المباريات التي تفوقت فيها على الأرجنتين عندما لم تكن الطرف الأفضل.

منتخب المجر الذهبي 1954 كان يفضل الفوز 6/5 على الفوز بهدفين دون مقابل، ولكن ذلك لم يكن كافياً لزعامة العالم فحدث ما حدث في النهائي أمام ألمانيا الغربية.

واليوم ريـال مدريد هو الزعيم وبطل أوروبا وليفربول هو الطرف المهزوم والمكلوم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن