رياضة

أحداث شغب بعد نهاية لقاء الكرامة والوحدة وأضرار كبيرة لحقت بالصالة ورسالة لرئيس الاتحاد الرياضي العام

| مهند الحسني

من حق جمهور نادي الوحدة أن يحزن على الخسارة التي لحقت بفريقه مساء يوم السبت بمدينة حمص أمام الكرامة في دوري السلة، ومن حقه أيضاً أن يعبر عن حزنه جراء الخسارة وتأجيل موضوع التأهل للمباراة النهائية، لكن هذا لا يعني أن يعبر عنه بالخروج المشين عن الأخلاق الرياضية التي تربينا عليها، ولا أن يلحق الأذى ويعكر صفو الأجواء الكرنفالية التي شاهدناها في أثناء سير اللقاء نظراً لما يملكه الفريقان من لاعبين كبار.

فما حصل بعد نهاية المباراة يندى له الجبين، وهو وبصمة عار بحق رياضتنا ويتنافى مع كل المبادئ والأخلاق الرياضية، ولا يجب اعتباره بأنه أمر وقع يمكن غض النظر عنه، بل يجب أن يكون موضوع أحداث الشغب على طاولة أعلى القيادات الرياضية حتى نتمكن من وضع الحلول الناجعة والجذرية لهذه الآفة التي عكرت أجواء سلتنا وكادت توصلها إلى الهاوية.

أحداث وتعصب أعمى

ما سنذكره ليس مشهداً من أفلام الأكشن الأميركية، ولا هو حالة مغالى فيها، وإنما هو حقيقة ملموسة جرت فصولها بعد نهاية مباراة الكرامة والوحدة التي شهدت مع نهايتها أحداث شغب مؤسفة وقاسية كنا نتمنى عدم مشاهدتها في صالاتنا وملاعبنا لكونها عكرت صفو المباراة وأنستنا جماليتها.

ما إن أعلنت الصافرة نهاية المباراة وفوز الكرامة حتى قام جمهوره بالنزول على أرضية الصالة للاحتفال بفوز فريقه، وهذا مخالف للأنظمة والقوانين، لكن جمهور الوحدة لم يتوقف عند حدود المتابعة والمشاهدة بل قام برمي عبوات المياه على أرضية الصالة كردة فعل على خسارة فريقه، الأمر الذي اعتبره جمهور الكرامة إساءة له، فقام الأخير أيضاً برد العبوات وقذفها على جمهور الوحدة، الذي هاج وماج وتعالت أصوات مشجعيه، وبدأ بإمطار جمهور الكرامة بعبارات خادشة للحياء نخجل على ذكرها، وتبادل الجمهوران الشتائم حتى وصل الأمر لحدود الاشتباك والضرب وتحولت باركية صالة غزوان أبو زيد إلى حلبة مصارعة وملاكمة، وبدل من تدخل عقلاء الناديين لتهدئة الجمهور قام مشرف اللعبة بنادي الوحدة بالتهجم على مدرب الكرامة هيثم جميل من دون أي سبب، ليختلط الحابل بالنابل وبدأ بعض لاعبي الوحدة بالمشاركة في الرد على جمهور الكرامة برمي الكراسي في تصرف غير أخلاقي لا يليق بلاعبين يلعبون بدوري المحترفين، وحاول رجال حفظ النظام رأب النزاع بين الجمهورين، لكن الأمور فاقت حجم العناصر الموجودين بالصالة، ومع ذلك رجال حفظ النظام عملوا ما عليهم وتمكنوا من تهدئة الجمهورين لكنها جاءت متأخرة بعدما تم إلحاق الأذى ببعض مشجعي الوحدة وأحدهم إصابته مؤلمة وقاسية، وليصل انفعال الجمهورين إلى المرافق العامة بالصالة والتي عادت إلى العصور الوسطى بعدما فعل بها المسيئون ما فعلوا من تكسير الكراسي واللوحة الالكترونية وتحطيم المشالح والحمامات في طريقة لا تمت للأخلاق الرياضية أبداً.

لسنا ضد هذا النادي أو ذاك، وإنما كلمة حق يجب ذكرها بأن الفريقين التقيا مساء يوم الخميس الفائت بحمص وخسر الكرامة على أرضه وبين جمهوره ولم يقم أي أحد من مشجعيه بتوجيه كلمة معيبة بحق نادي الوحدة، لكن بعض المسيئين من جمهور الوحدة وهم قلة قليلة لا يعبرون أبداً عن هذا النادي الكبير ساهموا في اشتعال هذه الأحداث.

رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا

ندرك مدى حرصكم على سلامة منشآتنا الرياضية، وندرك ما هو حجم اهتمامكم بكل تفاصيل العمل فيها، وعلى سلامة روادها من الرياضيين والمتابعين، ونعرف تماماً ما تم صرفه من أموال كبيرة على تجهيز صالة غزوان أبو زيد التي بدت كعروس في يوم زفافها بعد عمليات الإصلاح التي طالت جميع مرافقها منذ فترة قريبة، لكننا وصلنا إلى قناعة تامة بأن عقوبات اتحاد السلة لم تعد مجدية، وهي ضحك على اللحى لا أكثر، ولا يمكن أن تضيف أي حلول جديدة، لا بل ساهمت في تفاقم الأحداث بعد أن اخترع الاتحاد مسلسل العقوبات المالية المشروطة باستبدال عقوبات الحرمان والإيقافات بدفع الأموال وعلى مبدأ (أدفع واشتم واضرب من تريد).

ما نتمناه أن تكون هذه الأحداث المسيئة موضع اهتمامكم، وأن تشكل لجنة خاصة للبت بها وبيان المتسببين بإشعال فتيلها وفرض عقوبات صارمة ورادعة بحقهم بعيداً عن المحسوبيات والمصالح الشخصية، ولا ضير في إقامة المباراة الفاصلة بين الفريقين المقررة يوم الجمعة القادم بلا جمهور خوفاً من تفاقم أحداث شغب قد تكون نهايتها مأساوية لا سمح الله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن