عربي ودولي

شينزو آبي: مواقف زيلينسكي تسببت في الصراع.. وموسكو: لا نية باستخدام أسلحة نووية تكتيكية … بوتين يؤكد استمرار توريدات الغاز الروسي إلى صربيا

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره الصربي ألكسندر فوتشيتش استمرار توريدات الغاز الروسي إلى صربيا من دون أي انقطاع، فيما أكدت الأخيرة أن موسكو قدمت عرضاً سخياً لها بشأن أسعار الغاز.
يأتي ذلك في حين اقترح مسؤول في منطقة زابوروجيه على روسيا تشغيل المطار العسكري بمدينة ميليتوبول والقاعدة البحرية بمدينة بيرديانسك، بينما أشار رئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبي إلى أن مواقف الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي تسببت في الصراع بأوكرانيا، في حين أشارت وسائل إعلام أميركية من جانبها إلى أن انضمام كييف سريعاً إلى الاتحاد الأوروبي لن يكون في مصلحة بروكسل.
ونقلت وكالة «تاس» عن المكتب الصحفي للكرملين قوله في بيان: «تم خلال الاتصال بين بوتين وفوتشيتش تبادل الآراء حول عدد من القضايا الدولية وبينها الوضع في أوكرانيا وتطور الأحداث حول كوسوفو» مشيراً إلى أن بوتين وفوتشيتش اتفقا على توريد الغاز الروسي إلى صربيا من دون انقطاع.
وأضاف البيان: تمت مناقشة بالتفصيل قضايا جدول الأعمال الحالي للعلاقات الثنائية بين البلدين بما في ذلك توسيع التعاون التجاري والاقتصادي متبادل المنفعة.
من جانبه أعلن فوتشيتش، أمس الأحد، أن روسيا قدمت لبلاده عرضاً سخياً يتعلق بأسعار الغاز والنفط المستورد من موسكو.
وحسب وكالة «سبوتنيك» قال فوتشيتش: خلال محادثة هاتفية مع بوتين توصلنا إلى اتفاق على أسعار حصرية للغاز مقدمة من روسيا لصربيا، حيث ستكون أقل بكثير من متوسط أسعار السوق بحوالي ثلاثة أضعاف.
وأضاف فوتشيتش قائلاً: المفاوضات لا تزال قائمة على 800 مليون متر مكعب إضافية من الغاز سنوياً وسبب هذه الزيادة هو تطور وتقدم صربيا، لذلك تبقى مسألة تحديد سعر الجزء الإضافي.
ولفت الرئيس الصربي قائلاً: أما بالنسبة لـ2.2 مليار متر مكعب من الغاز فقد تم التوصل إلى اتفاق مع الرئيس بوتين بأن هذا سيكون السعر الأكثر ملاءمة في أوروبا والاتفاق النهائي سيتم مع شركة غاز بروم الروسية.
وأكد الرئيس الصربي في 5 أيار الجاري خلال زيارة لألمانيا أن صربيا دولة محايدة عسكرياً وستظل كذلك.
من جانب آخر أكد السفير الروسي لدى لندن أندريه كيلين أن موسكو لا تنوي استخدام أسلحة نووية تكتيكية في عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، مشيراً إلى هذه الأسلحة لا تستخدم في هذه المواقف إطلاقاً.
وفي تصريح لشبكة «بي بي سي» البريطانية، قال كيلين: وفقاً للعقيدة العسكرية الروسية، فإن الأسلحة النووية التكتيكية، لا تستخدم في مثل هذه النزاعات على الإطلاق، ولا علاقة لها بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وأضاف: إن السلطات الروسية لديها قائمة صارمة بشروط استخدام هذه الأسلحة.
على خط مواز قال رئيس وزراء اليابان السابق، شينزو آبي: إن موقف الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من عضوية بلاده في الناتو، ورفضه حل النزاع في دونباس أديا إلى إطلاق عملية روسية خاصة في أوكرانيا.
وأضاف آبي في مقابلة مع «الإيكونومست»: ربما كان من الممكن تجنب الأعمال العدائية لو أعلن زيلينسكي التعهد بأن بلاده لن تنضم إلى الناتو، أو أن يمنح درجة عالية من الحكم الذاتي لكل من لوغانسك ودونيتسك في الشرق الأوكراني، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن يستطيع التأثير على زيلينسكي.
في غضون ذلك أفادت مجلة «أميريكان كونسيرفاتيف» بأن الانضمام السريع لأوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي لن يكون في مصلحة الاتحاد، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستخل بتـوازن القـوى في المؤسسات الأوروبية.
وقالت المجلة الأميركية: إن الإجراءات المستعجلة لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي في ظل ظروف خاصة لن تكون في مصلحة الاتحاد، لأن هذه الخطوة ستكون سيئة من حيث القواعد القانونية وستخل بتوازن القوى داخل المؤسسات الأوروبية القائمة.
وأضافت المجلة: بعد 4 أيام من بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة، طالب زيلينسكي بقبول بلاده فوراً في الاتحاد الأوروبي بموجب إجراء خاص جديد، مشيرة إلى أن هذا الإجراء غير موجود، وعلى أوكرانيا ألا تنخدع وتتحرك نحو العضوية بوتيرة متسارعة.
ولفتت إلى أن سياسة الانضمام المستعجلة هذه لن تنقذ أوكرانيا ولن تخدم مصالح الاتحاد الأوروبي، وأوضحت أن إجراء انضمام خاص سيعني تبني قوانين خاصة بهذه القضية، التي تعتبر غريبة على القانون الأوروبي، وسيتطلب الشروع بإجراء جديد يشمل موافقة سياسية من جميع الدول الأعضاء.
وأردفت قائلة: في حين أن المسار السريع إلى العضوية يعد اقتراحاً مثيراً في أوقات الحرب، فمن الضروري الالتزام بعملية وشروط الانضمام، ويجب على الاتحاد الأوروبي ألا يخفض معاييره.
وأكدت أن الانضمام السريع لأوكرانيا يعني تجاهل مثل هذه المعايير المهمة لسيادة القانون.
من جانب آخر قالت النائبة الأولى لرئيس البنك الوطني الأوكراني، كاترينا روزكوفا: إن ميزانية البلاد تلقت 6.5 مليارات دولار من الدول الشريكة لدعم الاقتصاد، بعد بدء العملية الخاصة الروسية، لافتة إلى أن كل هذه الأموال تذهب إلى الميزانية.
ويشمل هذا المبلغ حسب روزكوفا كلاً من أموال المنح والقروض، لكنها لم تحدد مقدار المبالغ التي تم تلقيها مجاناً، والمبالغ التي تستوجب إعادتها كقروض، ولم تفصح عن سعر الفائدة على هذه القروض.
وأشارت روزكوفا أيضاً إلى أن أوكرانيا تحتاج إلى 5 مليارات دولار شهرياً لتغطية عجز الميزانية الحكومية، وتتوقع كييف تلقي هذه الأموال من «الشركاء الدوليين».
من جانبه أعلن عضو مجلس الإدارة المدنية العسكرية لمنطقة زابوروجيه جنوب شرق أوكرانيا فلاديمير روغوف أن منطقته قد تقترح على روسيا تشغيل المطار العسكري بمدينة ميليتوبول والقاعدة البحرية بمدينة بيرديانسك.
ونقلت وكالة «تاس» عن روغوف قوله: أعتقد أنه يوجد لدينا ما يمكن أن نقترحه لأنه لدينا على الأراضي المحررة من القوات الأوكرانية والكتائب المتطرفة التابعة لها قاعدتان على الأقل هما قاعدة فوستوك البحرية السابقة الواقعة في مدينة بيرديانسك والمطار العسكري في ميليتوبول.
وأكد روغوف أن وجود العسكريين الروس في المنطقة يعد ضماناً لأمن سكان منطقة زابوروجيه، مشيراً إلى أن المنطقة تفهم ذلك بشكل جيد.
وفي سياق متصل كشف روغوف عن تلقي رؤساء بلديات المدن في المنطقة والمعلمين ومديري الشركات وغيرهم من الأشخاص الذين يقومون بعملهم السلمي تهديدات بالسجن أو القتل من النظام الأوكراني.
وأكد روغوف أن الإرهاب النازي موجود باستمرار كما كانت عليه الحال بعد الحرب الوطنية العظمى التي تم فيها الانتصار على النازية (1941-1945) عندما بدأ السكان بإقامة حياة سلمية على أراضي أوكرانيا المحررة.
بدورها أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الروسية فككت أكثر من 11 ألف لغم من مخلفات القوات الأوكرانية والنازيين المتطرفين التابعين لها في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
وقال رئيس مركز إدارة الدفاع الروسي الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف: إن «القوات المسلحة ووزارة الطوارئ الروسيتين تواصلان تطهير أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين من الأجسام المتفجرة حيث تم تفكيك 11300 لغم منها 352 خلال أول من أمس السبت.
وكانت جمهورية دونيتسك قد أعلنت أن إزالة الألغام في منطقة ميناء ماريوبول اكتملت وأن العمل جار حالياً لترميم الميناء.
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إسقاط مقاتلة أوكرانية «سو25» في منطقة دنيبروبيتروفسك، وتدمير مراكز تجمع عسكرية ومستودعات أسلحة ومخازن أوكرانية بأسلحة روسية عالية الدقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن