سورية

التنظيم سوق لـ«اعتداله» عبر صحفية أذرية ظهرت في إدلب من دون حجاب! … «النصرة» يشدد قبضته على لقمة عيش المواطنين في مناطق سيطرته

| وكالات

واصلت ما يسمى «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، تشديد قبضتها على مقومات الحياة اليومية لمن يعيش في مناطق سيطرتها في إدلب، وذلك خلال تحكم الشركات التجارية التابعة لها بالسلع الأكثر تداولاً، كالمحروقات والكهرباء والخبز، وذلك بالتزامن مع محاولتها لخلع الانطباعات دولياً عنها، والانتقال من «الجهادية العالمية» إلى «الجهادية الوطنية المحلية» وذلك عقب ما نشرت مراسلة التلفزيون الأذربيجاني صوراً من زيارتها لإدلب من دون الحجاب الذي تفرضه «الهيئة» على الصحفيات الأجنبيات.
وفي التفاصيل، فقد نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن «ناشطين» محليين، أن شركة «وتد» التابعة لـ «الهيئة» رفعت أسعار المشتقات النفطية في مناطق سيطرتها بمحافظة إدلب، بنسبة ليرتين تركيتين للبنزين المستورد، وليرة تركية واحدة لليتر المازوت المستورد، فيما ارتفع سعر أسطوانة الغاز المنزلي بمقدار ثلاث ليرات تركية (الليرة التركية تساوي 243 ليرة سورية).
كما أعلنت شركة الكهرباء الوحيدة في مناطق سيطرة «النصرة» بإدلب، عن رفع سعر كيلو الواط المنزلي بنسبة 30 قرشاً من الليرة التركية، و40 قرشاً للكيلو واط المخصص للأسواق ومحالّ التجارة المنتشرة في المحافظة.
وأشار الناشطون إلى أن «مديرية الأفران» التابعة لـما يسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة لـ«الهيئة»، خفضت وزن ربطة الخبز للمرة الثانية منذ ثلاثة أيام، بمقدار 50 غراماً، من وزن 525 غراماً إلى 475غراماً بعدد خمسة أرغفة بدلاً من ستة، وحددت ثمن الربطة الواحدة بخمس ليرات تركية.
وبررت الشركات التابعة لـ«الهيئة»، رفع الأسعار بسبب هبوط أسعار الليرة التركية مقابل الدولار الأميركي.
في السياق، ذكرت المواقع أن الجوع والفقر يهيمنان على السكان الذين يعيشون في مناطق سيطرة «الهيئة» بإدلب، ونقلت عما يسمى فريق «منسقو استجابة سورية» في تقرير لهم، أن العائلة المؤلفة من أربعة أفراد تستهلك من الخبز بمقدار 450 ليرة تركية، و250 ليرة للكهرباء، و1500 للخضار والمواد الغذائية، بينما تبلغ تكلفة استهلاك المياه نحو150 ليرة، و250 للحوم، و215 للأسطوانة الغاز شهرياً.
وذكر الفريق أن تكلفة الدواء للعائلة شهرياً تبلغ 150 ليرة تركية، وللمدارس 200 ليرة، لتصل التكلفة الكلية المعيشية للأسرة الواحدة شهرياً إلى 3165 ليرة تركية في الحد الأدنى، فيما قدر المدخول الشهري للأسر التي تعمل بمقدار 2340 ليرة تركية.
من جانب آخر، نشرت مراسلة التلفزيون الأذربيجاني فافا أغابالاييفا صوراً من زيارتها للمناطق التي تسيطر عليها «الهيئة» في إدلب لتصوير فيلم وثائقي حمل اسم «الوهم»، تظهر فيها على خلاف العادة من دون الحجاب الذي تفرضه «الهيئة» على الصحفيات الأجنبيات.
وذكرت المواقع أن أغابالاييفا دخلت إلى إدلب من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بالتنسيق مع ما يسمى «مركز إدلب للخدمات الإعلامية»، الذي ذكر في منشور على حسابه في «تليغرام» أن الزيارة جاءت بغرض «تغطية حركة الأسواق».
وظهرت المراسلة في الصور التي نشرتها على حسابها في «إنستغرام»، تارة بحجاب وتارة أخرى من دونه، وذلك في مواقع مختلفة داخل مدينة إدلب وعلى خطوط الجبهات وفي مخيمات المهجرين والنازحين.
وينشر المركز صوراً للمراسلين الأجانب الداخلين إلى إدلب، ويظهر بشكل واضح إلزام جميع الصحفيات بارتداء حجاب وعباءة، لتكون المراسلة أغابالاييفا الأولى التي تخرق هذه القاعدة الصارمة لدى «الهيئة»، التي تنتهج إستراتيجية جديدة لينة على مستوى الخطاب والسلوكيات، تسعى من خلالها الهيئة لخلع الانطباعات عنها دولياً، والانتقال من «الجهادية العالمية» إلى «الجهادية» الوطنية المحلية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن