الأفلام السينمائية تبقى خالدة … حسام شراباتي لـ«الوطن»: فيلم «سلمى» يعتمد على لوكيشين وبطلة واحدة
| هلا شكنتنا
دائماً ما تكون أحلام الشباب وخاصة المخرجين السينمائيين كبيرة، وتحمل معها روح المغامرة وحب التطور واستكشاف الأدوات الفنية التي تساعدهم على تطوير أنفسهم وإثبات ذاتهم ضمن المجال السينمائي، كما أن الارتقاء بالسينما السورية وإيصالها للمكانة التي يحلمون بها تجعل عمل المخرجين الشباب أكثر حيوية وتجدداً ونشاطاً، ومن هذا المنطلق قرر المخرج السوري الشاب «حسام شراباتي» أن يقدم تجربة سينمائية جديدة تعتمد على موقع التصوير الواحد والبطلة الواحدة وذلك من خلال كتابته وإخراجه لفيلم «سلمى» من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وبطولة الممثلة «علا باشا».
تفاصيل فيلم «سلمى» التي تستعد للاحتفال بعيد ميلادها
وفي حديث خاص لـ«الوطن» مع المخرج الشاب «حسام شراباتي» الذي أوضح بدوره بأن «سلمى» هو فيلم قصير من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ضمن خطتها لهذا العام، مبيناً بأن الفيلم يتحدث عن زوجة تدعى «سلمى» تستعد للاحتفال بمناسبة «عيد ميلادها»، لكن مع متابعة الأحداث والترتيب لهذا الاحتفال سوف يرى المشاهد طبيعة العلاقة الغريبة التي تجمعها مع زوجها حسب قوله.
الاعتماد على مبدأ اللوكيشين والبطلة الواحدة
أما عن اعتماده على بطلة وشخصية واحدة للفيلم التي تقوم بتأديتها الممثلة «علا باشا» وما سبب اختياره لهذه الفكرة التي تعتبر خطوة جديدة في السينما السورية، أوضح شراباتي بأن هذه هي منهجية العمل الذي أراد أن يعمل بها منذ أن بدأ بكتابة الفيلم، حيث اعتمد على مبدأ اللوكيشين الواحد وممثلة واحدة، مبيناً بأنها تجربة خاصة ولها علاقة باختبار المخرج لأدوات فنية جديدة من خلال الأفلام القصيرة التي تعتبر مساحة تجريب.
المرأة مهمة جداً وهي نصف المجتمع
وبالحديث عن سبب اختياره لأسماء النساء ضمن عناوين أفلامه السابقة مثل «سلمية» وماذا تمثل له المرأة في أفلامه وإذا كانت قادرة على تجسيد الواقع بشكله الصحيح؟أوضح المخرج الشاب قائلاً: «أنا أميل لطرح مشاكل المرأة بشكل عام، وأعتقد عندما أقوم بتسليط الضوء على حياة المرأة ومشاكلها، نكون عملنا على معالجة نصف المجتمع لأنه المرأة حقيقة هي نصف المجتمع، وبرأيي قضايا المرأة هي من القضايا الكبرى المتواجدة في مجتمعنا العربي».
التجربة في فيلم «سلمى» متكاملة
وعن تعامله مع الممثلة «علا باشا» وكيف تم التعاون بينهما ضمن فيلم «سلمى»، بين المخرج قائلاً: «بعدما تم الانتهاء من تجهيز النص ووصل إلى مرحلة الإنتاج، قمت بالتواصل مع الممثلة علا باشا، التي أبدت إعجابها بالنص وكانت متحمسة جداً لهذه التجربة والشخصية التي سوف تقدمها، وحقيقة تناقشنا حول الشخصية وقمنا بتطويرها، خاصة أنها سيدة وقادرة على فهم الشخصيات النسائية أكثر، وكان لها عدة اقتراحات مهمة لذلك هذه التجربة التي جمعتنا أعتبرها تجربة متكاملة من حيث تعاوني مع الممثلة علا باشا والمؤسسة العامة للسينما الذي أوجه لهم الشكر وعلى رأسهم الأستاذ «مراد شاهين» ومدير الإنتاج «وائل يونس»، كما أود توجيه الشكر لشخصين مهمين جداً هما مديرا الإضاءة والتصوير الاستاذان «محمد مطر» و«جمال مطر».
السينما يحكمها ظرفان ويؤثران فيها
أما عن رأيه بالسينما السورية في الوقت الحالي وكيف يراها، أكد شراباتي على أن السينما ليست بأفضل حالاتها لسببين أولهما الظرف العام له علاقة بأوضاع البلاد، أما السبب الآخر فهو ظرف خاص له علاقة بكيفية صناعة السينما التي تحتاج لشركات خاصة وصالات عرض التي تعتبر مهمة جداً، كما أضاف المخرج السوري بأنه يجب توجيه شكر للمؤسسة العامة للسينما التي أخذت على عاتقها مهمة كبيرة منذ نشأتها وهي إنتاج أفلام سينمائية سورية على الرغم من جميع الظروف.
أميل للسينما أكثر من الدراما
كما أوضح أيضاً المخرج شراباتي بأنه يميل أكثر للإخراج السينمائي لأنها من أرقى أنواع الفنون وتبقى الأفلام خالدة ولاتموت، بعكس الدراما التي تنسى أعمالها غالباً مع مرور الوقت وفق قوله.
أما إذا كانت أحلامه في عالم الإخراج السينمائي وميوله لها سوف تكون سبب في بعده عن إخراج الأعمال الدرامية مستقبلا؟ أوضح حسام بأنه يميل للسينما بشكل أكبر، لكن عندما تأتيه فرصة درامية وضمن شروط صحية من جميع الجوانب سوف يتجه نحو الإخراج الدرامي.
المعهد العالي للسينما سوف يفيد بتطور السينما السورية
وعن رأيه بافتتاح المعهد العالي للفنون السينمائية، وإذا كان المعهد قادراً على تطوير أدوات المخرجين السوريين الشباب الذي يحلمون بالإخراج السينمائي، أكد حسام شراباتي بأن وجود المعهد حاجة ماسة وكان يجب افتتاحه منذ زمن، مبيناً بأن المعهد يوجد به قسمان القسم الأول مهتم بالإخراج السينمائي، والقسم الثاني مهتم بالكتابة السينمائية، وهذا الأمر بالتأكيد سوف يعود بالفائدة على السينما حسب قوله.
يوجد أزمة نصوص سينمائية ودرامية
وبالحديث عن الحالة العامة التي تعيشها السينما التي يكون بها كاتب الفيلم هو المخرج أيضاً، وإذا كان هذا الأمر نتيجة نقص النصوص السينمائية في البلاد؟ أوضح المخرج الشاب قائلاً: «حقيقة يوجد أزمة نصوص في البلد سواء كانت سينمائية أم درامية، لكن أحد فروع السينما هو فرع المخرج المؤلف، حيث يقوم مخرج الفيلم بكتابة القصة الذي يريد إيصالها ويقوم بتسليط الضوء عليها حسب وجهة نظره، وعندما يكون المؤلف السينمائي هو المخرج أيضاً سوف يكون قادراً على إيصال وتنفيذ السيناريو بأفضل صورة ممكنة».
أعمال إخراجية جديدة
وفي نهاية حديثه أوضح المخرج حسام شراباتي بأنه يستعد لإخراج عشارية درامية، وفي المجال السينمائي بالتأكيد سوف يكون هنالك شيء جديد.