ثقافة وفن

المخرجة رشا شربتجي هي التي جعلتني متأكداً من أن الشخصية ستصل … كرم الشعراني لـ«الوطن»: كنت أعلم منذ البداية بأن هذا الدور لن يمر مرور الكرام وسيترك بصمة خاصة

| مايا سلامي

اختار طريق الفن ليبدع فيه وليثبت قدراته ومهاراته التمثيلية التي صقلها بإبداعه حتى تبلورت شيئاً فشيئاً وخلقت موهبة فريدة ولامعة طوعها بذكاء وحنكة ليقدم نفسه للمشاهدين بشكل جديد ومختلف، فحجز لنفسه مكانة خاصة في الدراما السورية لنقول بحق إن هذه السنة هي سنة الفنان كرم الشعراني التي خاض فيها غمار شخصيتين مركبتين تعكسان حالات نفسية وتوجهات مختلفة، قدمهما على مستوى عالٍ ومبهر من الحرفية والإبداع فبرع بتقمّص شخصية «أبو مريم» في مسلسل «كسر عضم» وعلى نقضيها تماماً شخصية « عزمي نسوان» في مسلسل « جوقة عزيزة»، فكان له حضور مؤثر بين الجماهير المحلية والعربية.

وفي حوار خاص له مع «الوطن» أخبرنا الآتي:

• في البداية ما الذي شجعك لأداء شخصية «أبو مريم» في مسلسل كسر عضم؟ وهل كنت تتوقع هذا النجاح الكبير والأصداء الواسعة التي حققتها؟

ما شجعني لخوض هذا الدور هو إدارة المدام رشا شربتجي فوجود أي ممثل تحت إدارتها يشعره بالأمان كالطفل الذي يسير في الطريق ويمسك بيده والده، هذا التشبيه ملائم جداً للمدام رشا بالنسبة للممثل المتمكن من أدواته فيشعر دائماً بأن هناك من يرعاه ويحرص عليه، وكان ذلك واحداً من أهم الأسباب التي شجعتني وجعلتني متأكداً من أن هذه الشخصية ستصل إلى بر الأمان، أما بالنسبة لتوقع النجاح فكنت أعلم منذ قراءتي للنص بأن هذا الدور لن يمر مرور الكرام وأنه سيترك بصمة خاصة ومميزة، لكن في الحقيقة لم أتوقع كل هذه الجماهيرية والأصداء الإيجابية الواسعة التي حدثت.

• ما سر النجاح الكبير ومحبة الجمهور لهذه الشخصية على الرغم من أنها تجسد أحد خطوط الشر في العمل؟

أنا أعتقد أنهم أحبوا الممثل الذي أدى هذه الشخصية وذلك بحسب شهاداتهم بأنه أداها بطريقة جميلة وواقعية جداً أنستهم أن ما يقدمه مجرد تمثيل وكان هذا من التعليقات الكثيرة التي وصلتني، ومن الأسباب التي جذبتهم أيضاً إليها هي درجة الإقناع التي وصلت لهم بواقعية الدور وصدق الأداء إضافة إلى وجود بعض التفاصيل التي يحتاجها الناس في حياتهم، فاليوم بحكم الواقع الذي نعيشه وبحكم المشاكل والضغوط التي يتعرض لها المواطن هو بحاجة لمثل هذه الشخصيات التي تحل له مشاكله مهما تعاظمت، وعندما وجدوا هذا الجانب في «أبو مريم» الذي دائماً ما يعالج كل المشاكل من دون أن يصعب عليه شيء شعروا بحاجتهم لوجود مثل هذا الشخص في حياتهم لكن من دون النظر إلى الجانب الشرير في شخصيته.

• ضحكة «أبو مريم» كانت من الأمور المميزة التي شكلت بصمة خاصة لهذه الشخصية، فما سرها؟

سر ضحكة «أبو مريم» جاء من دراستي للشخصية بكل جوانبها أي من خلال كيفية حركتها وكيفية تفكيرها ومنطق الكلام الخاص بها وكيف ستكون الضحكة الملائمة لها، وفي الحقيقة كان هناك مقترح لضحكتين قدمتهما للمدام رشا وتمت الموافقة على هذه الضحكة التي شاهدناها في العمل، ومن المؤكد أنها صنعت بصمة خاصة في العمل لغرابتها، ولكن هناك الكثير من الناس وفي الحياة الواقعية يضحكون بشكل خارج عن المألوف، فهذا الشيء كان ناتجاً عن دراسة الشخصية فيزيولوجياً ولغة جسدها وتصرفاتها في كل موقف توضع فيه.

• هل ستزيد شخصية «أبو مريم» من مسؤوليتك لاحقاً في انتقاء أدوارك؟

من المؤكد أن شخصية أبو مريم زادت من المسؤولية لأنه دائماً في السلّم الفني الممثل الذي يصعد درجتين أو ثلاث درجات لا يقبل أن يعود إلى الوراء في الأدوار التي تقدم له، كما أنه ليس الدور الذي يلعبه الممثل هو الذي يحدد النجاح لأن هذا الشيء مرتبط بالمخرج أولاً وبالنص ثانياً وبالجهة المنتجة ثالثاً، وتكامل هذه الأمور إضافة إلى الممثل هي التي تؤدي إلى النجاح ودائما الشخصيات التي تحقق نجاحاً كبيراً يكون لها ظرف خاص والدراما لدينا لا تطرح دائماً مثل هذه الشخصيات التي لها ظروف خاصة أو تفكير خاص.

• حدثنا عن التعاون مع المخرجة رشا شربتجي

أول وقوف لي أمام الكاميرا كان في الجزء الثاني من مسلسل « الولادة من الخاصرة» مع المدام رشا شربتجي وتجدد في مسلسل «سمرة» ومسلسل «شوق» ومسلسل «حارة القبة» في جزأيه وأخيراً «كسرعضم»، وكما ذكرت سابقاً الممثل يشعر بالأمان معها لأنها تملك إدارة ناجحة جداً ورائعة جدا، وهي تفهم وتعرف كيف تصنع دراما مشابهة للحياة وتعرف من أين تؤكل الكتف وما سر نجاح الدراما أو كيف تنجح الدراما المطروحة.

• ما الأوجه التي ميزت كلاً من ثنائيتك مع الفنان فايز قزق في مسلسل «كسر عضم» وثنائيتك مع الفنان فادي صبيح في مسلسل «حارة القبة»؟

الأستاذ الكبير فايز قزق هناك كيميا موجودة وشفرات خاصة بيننا بحكم أنني كنت طالباً عنده في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكل منا يعلم كيف يفكر الآخر فلم نجد أي صعوبة بالتعامل معاً بحكم الود والحب والسنوات التي جمعت بيننا فكانت شراكة مميزة. أما بالنسبة للأستاذ والفنان فادي صبيح فكانت من الثنائيات التي تضمنت وجود شريك إيجابي جداً، ومبادر دائماً نحو شريكه، ولعل هذا واحد من أهم الأشياء التي ميزت هذه الثنائية وأعطتها جمالية خاصة في مسلسل «حارة القبة».

• في مسلسل «جوقة عزيزة» ألم تتخوف من أداء شخصية «عزمي نسوان» لكونها تقترب من الخطوط الحمراء في المجتمع السوري؟

من المؤكد أن شخصية عزمي نسوان في مسلسل «جوقة عزيزة» كانت مغامرة كبيرة وأنا من قرر أن يخوضها بعد اطلاعي على الدور وفي الحقيقة أنني لم أستطع النوم ليومين وأنا أفكر هل أجسد هذه الشخصية أم لا، صحيح أنها تقترب من الخطوط الحمراء لكن شئنا أم أبينا هي موجودة في المجتمع، ولكن حاولت من خلال أداء الشخصية ألا أذهب إلى أمور تنفر المشاهدين وألا أطرح التفاصيل التي تزيد من نفور الناس، فأديتها كشخصية طبيعية كما لو كان كرم يريد أن يكون أنثى حاولت الاعتماد على هذا التفصيل كيف يفكر، كيف يتصرف، كيف يتعامل مع الناس لإيصال هذه الشخصية إلى بر الأمان.

• هل سببت لك الإحراج هذه الشخصية أثناء أدائها أو حتى في حياتك الواقعية؟

في الحقيقة أثناء أدائها لم تسبب لي أي إحراج فنحن بالنهاية ممثلون وعندما نقوم بأداء أي شخصية فنحن لا نؤدي شخصياتنا الحقيقية فـ«عزمي نسوان» لم يكن كرم بل كان كرم الذي يؤدي هذه الشخصية فهو لا يمت لي بأي صلة، وفي الحياة الواقعية علينا تقبل وجهات النظر فهناك من أثنى على أداء هذه الشخصية وخصوصاً أنها عرضت بالتزامن مع شخصية « أبو مريم» في مسلسل «كسر عضم»، وهناك بعض التعليقات التي لم تتقبل هذه الشخصية نهائياً وقارنت بينها وبين «أبو مريم» من خلال التعليق الشهير «وين راحت هيبتك يا أبو مريم» بمعنى أنه دائماً كان هناك آراء متفاوتة ومتضاربة لكن بالنهاية هذا هو الفن، وجهات نظر مختلفة.

• الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها مسلسل «جوقة عزيزة»، هل أخفقت جهودك في بناء كاركتر كان من المفترض أن يكون له شأن كبير؟

الانتقادات اللاذعة التي طالت عمل «جوقة عزيزة» لم تؤثر علي أبداً لكن من الممكن أنها أثرت على جماهيرية العمل لأنه واجه هجوماً وحملة كبيرة ضده منذ بداية عرضه وكانت حملة شديدة تعكس وجهات نظر وآراء علينا تقبلها، ولكن الشيء الوحيد الذي لم أستطع تفهمه هو كيف يمكن للمشاهد أن يحكم على العمل من أول أو ثاني حلقة هذا ما استغربته في الحملة التي شنت على جوقة عزيزة، وربما لو نال العمل استحسان الناس وحقق نسبة جماهيرية أكبر لكان من الممكن أن ينتشر كاركتر عزمي نسوان أكثر ويحقق نسبة مشاهدة أعلى وكان أيضاً قد حكم عليه بعناية أكبر من خلال صيرورة العمل وليس فقط من مشهد ومشهدين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن