شؤون محلية

السوريات يكتشفن طرقاً جديدة للمونة بعد انقطاع الكهرباء وارتفاع الأسعار

| اللاذقية – عبير سمير محمود

تغيّرت عادات كثير من أهالي اللاذقية فيما يخص تخزين المواد والخضار الموسمية «المونة» إلى مواسم أخرى، لتتحول العادة من «التجميد» إلى «التخليل – الصمد» أو «التيبيس» للخضار الصيفية لتكون جاهزة للطهي في فصل الشتاء.

وتقول أم رامي لـ«الوطن»: اضطررنا لاستبدال طرق حفظ «المونة» مرغمين بسبب الأسعار الكاوية للخضار وعدم توافر الكهرباء، لنقوم بصمد الفول والبازلاء على طريقة المخلل بالماء والملح بدلاً من حفظهما بالثلاجة التي لم تعرف طريق الثلج منذ سنوات بسبب عدم توافر التيار الكهربائي لأكثر من ساعة متواصلة في اللاذقية.

وتضيف السيدة الريفية: إن طريقة «تخليل» الخيار والفليفلة، باتت معممة لديها على مواد البازلاء والفول والبامياء وورق العنب «الدوالي»، إذ تقوم بفرطها وتقطيعها حسب الرغبة وتضعها بعبوات فارغة أو مرطبانات وتضع لكل ليتر ماء معدل ثلاث ملاعق ملح صخري وملعقة صغيرة من السكر، بما يضمن حفاظ الخضار على جودتها بنسبة كبيرة حتى فصل الشتاء، وتقول بسخرية: «بس ما يرفعوا أسعار الملح والمياه بعد ما يعرفوا طريقتنا الجديدة!».

وفي طريقة أخرى، تقول هنادي لـ«الوطن»: لقد أرغمتنا الظروف على تجربة كل شيء وإيجاد البدائل حسب المتوافر، ولأن الكهرباء غير متوافرة لنقوم بتفريز «المونة»، فقد تحولنا إلى تيبيسها في الهواء الطلق، وهي تجربة ناجحة بالنسبة لمواد اليقطين والبامياء والباذنجان في سنوات سابقة، وهذا العام سنجربها على الفول والبازلاء فربما تكون ناجحة ونستغني عن الكهرباء لحفظ «المونة» بشكل تدريجي.

في المقابل، أشارت ربات منزل إلى عدم قدرتهن على شراء الفول والبازلاء بهذه الفترة بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي ومنها ما وصل إلى ثلاثة أضعاف، إذ يسجل اليوم سعر كيلو الفول 2500 ليرة، ويزيد 500 ليرة «للمفروط»، والبازلاء تباع اليوم بـين 3500-3000 آلاف ليرة، في حين تباع «فرط» بحوالي 7500 ليرة للكيلو الواحد بما يسمى «مونة التنابل».

وذكرت إحدى السيدات أن كل كيلو بازلاء «حب مفروط» بحاجة لشراء 3 كيلو بازلاء بورقها، ما يعني أن تكلفة كيلو «المونة المفروط» حوالي 22 ألف ليرة كحد أدنى، وبعض السيدات تبيعه بأسعار أغلى مع المطالبة بأجور يد وأكياس وغيرها من تجهيز الخضار الموسمية.

عدد من الباعة أكدوا لـ«الوطن» تراجع نسبة مبيعات الفول والبازلاء هذا الموسم مقارنة بمواسم سابقة، مشيرين إلى أن ارتفاع الأسعار وعدم توافر الكهرباء اللازمة لتموين هذه المواد أديا إلى تراجع شرائها مع وصولنا لنصف الموسم.

ولفت عدد منهم إلى عدم إقبال حتى الباعة الجوالين على شراء أكياس كبيرة من الفول أو البازلاء والتجوال فيها بالحارات الشعبية كما كانت تجري العادة، وذلك بسبب عدم توافر الوقود الكافي لتجوال سيارات السوزوكي، ومن جهة ثانية بسبب عدم إقبال المواطنين من ذوي الدخل المحدود في الحارات الشعبية على شراء كميات كبيرة من الخضار لحفظها حتى الشتاء لتتغير عادات عدة هذا الموسم، وفق ما ذكروا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن