سورية

أنباء عن تعزيز الجيش لوجوده على خطوط التماس في ريف حلب الشمالي.. وحركة نزوح للأهالي من «أبو راسين» … موقف روسيا حاسم وثابت في منع العدوان التركي

| حلب- خالد زنكلو - حماة– محمد أحمد خبازي - دمشق– الوطن– وكالات

وسط أنباء عن تعزيز الجيش العربي السوري من وجوده على طول خطوط التماس مع مناطق سيطرة قوات الاحتلال التركي في ريف حلب الشمالي، أربك الموقف الروسي الحاسم النظام التركي بشأن مسألة البدء بعدوان جديد على الأراضي السورية، على الرغم من مضي أكثر من أسبوع على إطلاق رئيس هذا النظام رجب طيب أردوغان تهديداته بشن العدوان لاغتصاب ٣٠ كيلو متراً بعمق الشريط الحدودي.

وتمكنت موسكو، بعد تحريك ذراعها العسكرية في مناطق سورية مرشحة للغزو التركي، من تضييق خيارات أردوغان وإيصاد كل الأبواب في وجه مطامعه ومناوراته السياسية والعسكرية، ما قيّد مسألة اتخاذ قرار بتحديد ساعة الصفر، التي يبدو أن موعدها سيطول أو لن يتحدد لمباشرة تنفيذ وعيده، على الرغم من استكمال استعدادات جيش الاحتلال لشن العدوان، بخلاف التصريحات الرسمية التركية بخصوص ذلك.

وبينما أعلن نظام أردوغان، أكثر من مرة أن سبب تأجيل العدوان مرده لعدم استكمال الاستعدادات العسكرية والأمنية واللوجستية، الأمر الذي فرض التريث والتأخير، إلا أن واقع الحال يشير إلى أن قرار الكرملين المبدئي غير المهادن وغير المتبدل بوقف أو منع نشوب عدوان جديد على الأراضي السورية غيّر المعطيات وفرض «المعادلة» الميدانية الراهنة والثابتة بخطوط تماسه شمال وشمال شرق البلاد منذ آخر عدوان تركي في تشرين الأول ٢٠١٩.

مراقبون للوضع في شمال وشمال شرق سورية، حيث المطامع والمطامح التركية، أكدوا لـ«الوطن»، أن المعلومات تدل أن الاحتلال التركي ومرتزقته، أتموا الاستعدادات اللازمة على طول الجبهات المنتخبة للبدء بالعدوان، لكن الإعلان عن تأجيله حتى إشعار آخر يأتي في إطار الحفاظ على ماء وجه أردوغان، غير القادر على مواجهة أو تجاهل الخطوط الحمراء الروسية والأميركية، ولذلك يسعى من تحت الطاولة وعبر نشاط دبلوماسي لافت أخيراً لتأمين ذلك الضوء.

ولفتوا إلى حديث مرتزقة نظام أردوغان، أمس لوكالة «رويترز» وعلى لسان اثنين من كبار متزعميها عن صدور أوامر إلى «الجيش الوطني» باتخاذ «موقف هجومي» مع تصعيد جيش الاحتلال التركي القصف بقذائف المورتر وضربات الطائرات المسيرة في الأراضي التي تسيطر عليها ميليشيات «وحدات حماية الشعب» العمود الفقري لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية العميلة للاحتلال الأميركي، وذلك بعد يوم من تسريب خبر وعلى لسان متزعمي المرتزقة عن تأجيل العدوان، وهو ما يدل على تخبط في اتخاذ القرارات من رأس النظام التركي.

وشدد المراقبون على أن عملية الغزو، الشاملة بمفهوم أردوغان، أصبحت في خبر كان، ولم تعد على أجندته في المدى المنظور مع ثبات الموقف الروسي الرافض لها تحت أي ذرائع ومواصلة موسكو توجيه الرسائل العسكرية الضاغطة والمحذرة من التدخل العسكري داخل المناطق السورية، ولفتوا إلى أن العملية قد تحدث ولكن على نطاق ضيق جداً ومحدود داخل شريط حدودي ضيق بريف الحسكة الشمالي وبضوء أخضر أميركي هدفه إنقاذ أردوغان من ورطته أمام الرأي العام التركي الذي هيأه للعدوان.

على الأرض، واصلت قوات الجو الروسية، وعبر الحوامات أمس، مراقبة الشريط الحدودي بين سورية وتركيا وخطوط التماس بين مناطق هيمنة «قسد» ومناطق سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته، بعد توجيهها سلسلة تحذيرات نارية برية وجوية ضد الاحتلال التركي خلال الأيام الماضية.

وقالت مصادر أهلية لـ«الوطن»: إن سرباً من المروحيات الروسية حلق ولليوم الثاني على التوالي، في سماء خطوط التماس بريف حلب الشمالي الأوسط، وصولاً إلى أبو راسين في ريف الحسكة الشمالي الغربي وبلدتي الدرباسية وعامودا بريفها الشمالي.

ميدانياً، تحدثت مصادر إعلامية معارضة عن وصول تعزيزات عسكرية لقوات الجيش العربي السوري، إلى قرى وبلدات الزيارة ودير جمال وخريبكه وأبين ومرعناز ومطار منغ العسكري شمال حلب.

وبينت، أن التعزيزات انتشرت على طول خطوط التماس مع مناطق سيطرة قوات الاحتلال التركي ومرتزقته في ريف حلب الشمالي وناحية شيراوا بريف عفرين.

من جهة ثانية، ذكرت المصادر أن قذيفتين من مدفعية الاحتلال التركي سقطتا على محيط نقطة روسية في قرية الوحشية بريف حلب الشمالي.

وشهدت ناحية أبو راسين التي كثف الاحتلال التركي ومرتزقته منذ عدة أيام من قصفه بسلاح المدفعية عليها وعلى تل تمر وزركان والأغيبش وغيرها بالريف الشمالي الغربي للحسكة ما تسبب بأضرار كبيرة في منازل المدنيين وممتلكاتهم والبنى التحتية فيها، موجة نزوح جديدة نتيجة اعتداءات الاحتلال التركي والمجموعات الإرهابية التي تدعمها بالمدفعية والقذائف الصاروخية.

وأوضح مدير الشؤون الاجتماعية، إبراهيم خلف، حسب وكالة «سانا»، أن عدد الأسر التي نزحت من أبو راسين والقرى المجاورة لها خلال اليومين الماضيين جراء اعتداءات الاحتلال التركي ومرتزقته بلغ أكثر من 130 أسرة باتجاه ناحية تل تمر والمزارع والقرى الأكثر أماناً، مشيراً إلى أنه لم يسجل دخول أي أسر نازحة إلى مدينة الحسكة حتى الآن.

إلى شمال غرب البلاد، حيث بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف إدلب الجنوبي، دكت بالمدفعية الثقيلة مواقع للإرهابيين بريف إدلب الجنوبي، وذلك رداً على خرق الإرهابيين اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع ريف إدلب من منطقة «خفض التصعيد».

وفي البادية الشرقية، بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش قضى على العديد من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي وأصاب آخرين، موضحاً أن الطيران الحربي السوري والروسي، شن عدة غارات على مواقع للدواعش في عدة قطاعات من البادية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن