الأولى

أنباء عن تعزيز الجيش على خطوط التماس في ريف حلب الشمالي … دمشق: من حقنا استخدام كل الوسائل المشروعة لمواجهة أي إجراءات يتخذها نظام أردوغان

| حلب- خالد زنكلو

جددت سورية أمس التأكيد على رفضها الأعمال العسكرية العدائية التي تشنها قوات الاحتلال التركي منذ عدة أيام على مناطق وقرى في شمال شرق سورية، وشددت على حقها المتأصل في القانون الدولي باستخدام كل الوسائل المشروعة التي يكفلها هذا القانون ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة لمواجهة أي إجراءات يتخذها النظام التركي وعملاؤه من التنظيمات الإرهابية.

واعتبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح نقلته «سانا»، أن ما يقوم به النظام التركي لإنشاء ما تسمى «منطقة آمنة» على الأراضي السورية هو عمل مشين من أعمال العدوان وجزء من سياسة التطهير العرقي والجغرافي التي تمارسها حكومة رجب طيب أردوغان في الأراضي السورية المحتلة وهي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يرفضها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

المصدر الذي أعاد التأكيد على أن سيادة سورية واستقلالها وسلامة ووحدة أراضيها لن تكون محل ابتزاز أو مساومة، طالب بخروج جميع القوات الأجنبية غير الشرعية من الأراضي السورية والتوقف عن دعم الإرهاب أينما وجد كما تدعو إلى دعم جهود الدولة السورية في نزع كل سلاح غير شرعي واستعادة الأمن والاستقرار والرفاه الاقتصادي والاجتماعي في جميع أنحاء البلاد وبما يستجيب لتطلعات السوريين جميعاً.

تحذيرات دمشق من مغبة أي عدوان تركي جديد على أراضيها، جاءت وسط أنباء عن تعزيز الجيش العربي السوري من وجوده على طول خطوط التماس مع مناطق سيطرة قوات الاحتلال التركي في ريف حلب الشمالي، ومع تراجع خطاب رئيس النظام التركي فيما يخص إنشاء ما يسمى «المنطقة الآمنة»، حيث أربك الموقف الروسي الحاسم على ما يبدو، النظام التركي بشأن مسألة البدء بعدوان جديد على الأراضي السورية.

وتمكنت موسكو، بعد تحريك ذراعها العسكرية في مناطق سورية مرشحة للغزو التركي، من تضييق خيارات أردوغان وإيصاد كل الأبواب في وجه مطامعه ومناوراته السياسية والعسكرية، ما قيّد مسألة اتخاذ قرار بتحديد ساعة الصفر، التي يبدو أن موعدها سيطول أو لن يتحدد لمباشرة تنفيذ وعيده، على الرغم من استكمال استعدادات جيش الاحتلال لشن العدوان، بخلاف التصريحات الرسمية التركية بخصوص ذلك.

المراقبون أكدوا على أن عملية الغزو، الشاملة بمفهوم أردوغان، أصبحت في خبر كان، ولم تعد على أجندته في المدى المنظور مع ثبات الموقف الروسي الرافض لها تحت أي ذرائع، ومواصلة موسكو توجيه الرسائل العسكرية الضاغطة والمحذرة من التدخل العسكري داخل المناطق السورية، ولفتوا إلى أن العملية قد تحدث ولكن على نطاق ضيق جداً ومحدود داخل شريط حدودي ضيق بريف الحسكة الشمالي وبضوء أخضر أميركي هدفه إنقاذ أردوغان من ورطته أمام الرأي العام التركي الذي هيأه للعدوان.

على الأرض، واصلت قوات الجو الروسية، وعبر الحوامات أمس، مراقبة الشريط الحدودي بين سورية وتركيا وخطوط التماس بين مناطق هيمنة «قسد» ومناطق سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته، بعد توجيهها سلسلة تحذيرات نارية برية وجوية ضد الاحتلال التركي خلال الأيام الماضية.

وقالت مصادر أهلية لـ«الوطن»: إن سرباً من المروحيات الروسية حلق ولليوم الثاني على التوالي، في سماء خطوط التماس بريف حلب الشمالي الأوسط، وصولاً إلى أبو راسين في ريف الحسكة الشمالي الغربي وبلدتي الدرباسية وعامودا بريفها الشمالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن