بطلا اليورو وكوبا أميركا يتواجهان على غرار الإنتركونتيننتال … الآتزوري وراقصو التانغو وبينهما كأس الأبطال
| خالد عرنوس
يلتقي منتخبا إيطاليا بطل أوروبا والأرجنتين بطل أميركا الجنوبية في لقاء الأبطال على ملعب ويمبلي في العاصمة البريطانية لندن بداية من الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة بتوقيت دمشق، وهي المباراة التي اتفق اليويفا والكونيميبول على إقامتها أواخر العام الماضي في إطار تعزيز العلاقات بينهما وقد قررا أن تكون هذه المباراة التي أطلق عليها اسم «الفيناليسما» أي النهائي الكبير بعد عام من انتهاء بطولة اليورو وذلك حتى عام 2028 واعتبر الطرفان عبر المكتب الذي يعنى بشؤون الكرة في الاتحادين أنها بادرة أولى لتعاون مشترك لتنظيم أحداث كروية بين القارتين في المستقبل، وتعيد المواجهة ذكريات قديمة بين القارتين عندما أقاما مثل هذه المباراة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
فكرة قديمة
منذ القديم ساد التنافس بين قارتي أوروبا وأميركا اللاتينية كرة القدم العالمية بداية من الدورات الأولمبية ثم بطولة كأس العالم ولم تغب الأندية عن هذا الصراع فأقيمت مسابقة الإنتركونتيننتال بين بطلي القارتين طوال 34 عاماً قبل أن ينظم الفيفا مونديال الأندية، وفي منتصف الثمانينيات أقيمت أول مباراة بين بطلي القارتين على مستوى المنتخبات وقدمت كأس للفائز منها حملت اسم الإيطالي أرتيمو فرانكي تكريماً لرئيس الاتحاد الأوروبي الذي قضى بحادث سير عام 1983، وجمعت يومها منتخبي فرنسا حامل لقب يورو 1984 والأورغواي بطل كوبا أميركا 1983 وأقيمت في البارك دوبرنس بباريس وانتهت بفوز الديوك بهدفين دون مقابل، وتجددت هذه المواجهة بين الأرجنتين والدانمارك عام 1993 في بيونيس آيرس ويومها فاز الأول بركلات الترجيح 5/4 بعد التعادل 1/1، وغابت هذه المباراة أو المسابقة بعد استحداث بطولة القارات واعتمادها من الفيفا عام 1997.
عراقة قارية وعالمية
عند ذكر اسمي الأرجنتين وإيطاليا فإن أول ما يتبادر للذهن التنافس التاريخي بين البلدين كروياً خاصة أن إيطاليا خطفت عدداً من اللاعبين ومنحتهم الجنسية الإيطالية ومثلوا الآتزوري في مونديال 1934 فأرسلت الأرجنتين يومها فريقاً من الشباب أو من الصف الثاني، وتوالت رحلة لاعبي بلاد الفضة نحو بلاد السباكيتي ولعبوا لأندية الكالشيو ومنهم لاعبون نالوا شهرة واسعة أمثال مونتي فيراري وسيفوري وسواهم واستمر العشق الأرجنتيني لإيطاليا حتى الآن فمرّ العديد من النجوم الكبار في الأندية الإيطالية وبعضهم أصبح من الأساطير كمارادونا وبيرتوني وباساريللا وكانينجيا وباتيستوتا وزانيتي وكامورانيزي الذي كان آخر أبناء التانغو الذين مثلوا الآتزوري.
وقد جمعت الفريقين تاريخياً 15 مباراة أولاها عام 1954 وفاز الإيطالي يومها بهدفين وآخرها عام 2018 ضمن استعدادات الأرجنتين لمونديال روسيا وانتهت بفوزه بهدفين أيضاً، ويتفوق الآتزوري بواقع 5 انتصارات مقابل 4 للألبيسيليستي وتعادلا 6 مرات وسجل الطليان 22 هدفاً مقابل 15 للأرجنتيني.
وتقابل الفريقان في خمس نسخ متتالية في بطولة كأس العالم لعل أشهرها في نصف نهائي مونديال 1990 والتي أقيمت في نابولي ويومها شجع أهل المدينة منتخب الأرجنتين كرمى لعيون بطلهم المحبوب مارادونا الذي خرج فائزاً مع فريقه بركلات الترجيح بعد التعادل 1/1، وفي مونديال 1982 فاز الآتزوري 2/1 في الدور الثاني وكان باكورة انتصاراته في الطريق إلى اللقب، وسبق للمنتخبين أن تعادلا 1/1 في الدور الأول لمونديال 1974 ثم فاز الإيطالي بالدور ذاته لمونديال 1978 بهدف يتيم، وتكرر التعادل 1/1 في الدوري الأول لمونديال 1986،
تاريخ قريب
ما أشبه اليوم بالبارحة فقد جمع الفريقين لقاء ودي قبل المونديال الروسي وكان يومها راقصو التانغو يستعدون لخوض النهائيات العالمية على حين كان الآتزوري غائباً عن تلك النسخة وهاهما يلتقيان مرة أخرى في ظرف مشابه مع فارق جوهري أنهما بطلا النسخة الأخيرة من بطولتي قارتيهما، فالفريق الأرجنتيني استعاد كوبا أميركا بعد غياب 28 عاماً على حين الإيطالي حقق اللقب الأوروبي بعد غياب 53 سنة، ومنذ ذلك التتويج مرّ الفريق بقيادة المدرب مانشيني بظروف صعبة فتوقفت سلسلته القياسية العالمية وخسر في نصف نهائي دوري الأمم أمام اللاروخا الإسباني ثم احتل المركز الثالث في البطولة قبل أن يخفق بالوصول إلى المونديال عبر الملحق عندما خسر أمام منتخب مغمور هو المقدوني، وبالمقابل أتى التتويج الأرجنتيني بلقبه القاري الخامس عشر على الأراضي البرازيلية في توقيت مثالي وأكمل بعده الفريق بقيادة المدرب ليونيل سكاروني التصفيات المونديالية بنجاح تاريخي حيث لم يخسر أي مباراة فيها.
ويخوض الألبيسيليستي المباراة بصفوف مكتملة بقيادة ليونيل ميسي ودي ماريا وديبالا ولاوتارو مارتينيز مع الشاب الصاعد يوليان الفاريز إضافة إلى خواكين كوريا وأليخاندرو غوميز وأوتاميندي وأكونيا وجون فويث كريستيان روميرو، على حين يغيب العديد من اللاعبين عن صفوف الآتزوري كالمهاجمين شيرو إيموبيلي ودومنيكو بيراردي وبينامونتي للإصابة ويحوم الشك حول مشاركة مويس كين وكابراري وفيراتي وقد أراح المدرب القائد جورجينيو احترازياً خاصة أن الفريق لديه استحقاق رسمي مهم يتمثل بدوري الأمم الأوروبية حيث يبدأ المشوار فيها بمواجهة كبيرة أيضاً أمام المناشافت الألماني، وضمت اللائحة التي استدعاها المدرب مانشيني تونالي وكابراري ودونا روما وإينسيني وسكاماكا وازنوليو وباريللا ولوكاتيللي وبونوتشي وسبينازولا وفلورينزي ودي ماركو وباستوني وبيراغي.. وسواهم.
وتشكل المواجهة مناسبة خاصة للمدافع الإيطالي المخضرم جورجيو كيليني الذي أعلن أن مباراة الأرجنتين ستكون الأخيرة دولياً في مسيرته، ويكمل مدافع اليوفي الثامنة والثلاثين من العمر في آب المقبل وسبق له خوض 116 مباراة مع الآتزوري منذ عام 2004 وسجل خلالها 8 أهداف وهو خامس أكثر اللاعبين ظهوراً بالقميص الأزرق، وقد فضل كيليني الاعتزال في ملعب ويمبلي الذي كان شاهداً على أجمل ذكرى له حيث توج هناك باللقب الأوروبي في العام الماضي.