مشروع وطني للقضاء على التلاسيميا في عام 2025 … معاون وزير الصحة: أكثر من 200 طفل مصاب يولد سنوياً ومجموع الإصابات وصل إلى 5830 مريضاً
| محمود الصالح
كشف معاون وزير الصحة أحمد ضميرية أن عدد الولادات الجديدة لمرضى التلاسيميا يتجاوز 200 ولادة سنوياً، في وقت ارتفعت فيه تكاليف علاج مريض التلاسيميا بشكل كبير جداً، حيث تقوم وزارة الصحة بتوفير العلاج الكامل بشكل مجاني ونقل الدم وكل مستلزمات الرعاية لكل مرضى التلاسيميا في البلاد الذين بلغ عددهم الآن 5830 مريضاً في جميع المحافظات، وتأتي دمشق في المرتبة الأولى من حيث عدد المصابين تليها محافظة حلب.
ضميرية بين ذلك خلال اجتماع اللجنة الوطنية لمرضى التلاسيميا، التي أطلقت مشروعا جديداً بعنوان «معاً نحو مجتمع خال من ولادات جديدة مصابة بالتلاسيميا بحلول عام 2025». وتتضمن خطة المشروع رفع مستوى الثقافة الصحية حول الأمراض الوراثية ولاسيما التلاسيميا وإيجاد طريقة لردع الزواج بين حاملي المرض بالتعاون مع الجهات المعنية من خلال وضع القوانين اللازمة وعدم تكفل الدولة بعلاج المصابين إذا كان الزواج خيارهم رغم معرفة المخاطر والإقرار بتحمل مسؤولية خيارهم بإتمام هذا الزواج إضافة إلى نشر الوعي المجتمعي حول خطورة المرض.
مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور زهير السهوي بين في تصريح خاص لــ«الوطن» أن التلاسيميا مرض وراثي مزمن يسبب إرهاقاً للطفل وعائلته بسبب إصابته بأمراض أخرى كالسكري وتأخر البلوغ وفشل النمو وتعرضه لأخطار نقل الدم وفشل قلبي وكلوي ومضاعفات صحية قاتلة، وهو ناجم بشكل أساسي عن زواج الأقارب، لذلك يتم العمل في الجانب الاجتماعي والديني للحد من هذا المرض من خلال وقف حالات الزواج بين الأقارب ممن تثبت التحاليل الطبية قبل الزواج وجود زمر معينة في الدم تؤدي إلى مرض التلاسيميا.
وأضاف السهوي: إن ورشة العمل حددت دور كل وزارة وجهة من الجهات العامة لهذا المشروع للوصول إلى الهدف المنشود.
وأشار مدير الأمراض السارية إلى أن كلفة علاج مريض التلاسيميا تصل إلى حدود 9 ملايين ليرة سورية سنوية، وتبلغ نفقات مرضى التلاسيميا في البلاد أكثر من 52 مليار ليرة، حيث تتكفل الدولة بتوفير العلاج والدم وكل مستلزمات المريض بشكل مجاني، التي تعتمد على خالبات الحديد وتبديل الدم وتصل كلفة كيس الدم الواحد اليوم إلى 25 ألف ليرة سورية وفلتر الدم إلى 45 ألف ليرة سورية والتحليل الواحد إلى أكثر من مليون ومئة ألف ليرة سورية.
وأهاب السهوي بجميع الجهات المعنية وخاصة الدينية ومن خلال مؤسساتنا الوطنية الدينية أن تكون هناك مبادرات وفتاوى تساهم في وضع حد نهائي لهذا المرض الذي يتسبب في خسائر بشرية كبيرة، وآلام عميقة للأسرة التي يولد لديها طفل مصاب بهذا المرض.
وفاء التجار من منظمة الصحة العالمية بينت أن هناك أكثر من 400 ألف طفل يولد في العالم وهو مصاب بالتلاسيميا نتيجة حملهم الخضاب الشاذ، وتعمل منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة على تطبيق إستراتيجيات وقائية للكشف المبكر، والأهم هو الاستشارة الوراثية المسبقة.