روسيا أكدت أنّ طهران أظهرت ليونة في المفاوضات والكرة الآن بملعب واشنطن … إيران: الولايات المتحدة تبدي رغبة في عقد مفاوضات مباشرة معنا
| وكالات
أكدت إيران أمس أنها تتبادل الرسائل مع واشنطن، وأنّ الأخيرة ترغب في إجراء مفاوضات مباشرة لحلّ الإشكالات العالقة في مفاوضات فيينا، لكنها لم تُقدّم حتى الآن الإجابات اللازمة عن المبادرات الإيرانية في المفاوضات النووية، على حين أعلنت موسكو أنّ طهران أظهرت ليونة في مفاوضات الملف النووي، والكرة الآن بملعب أميركا.
وحسب وكالة «فارس» قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أمس الثلاثاء، إنّ طهران وواشنطن تتبادلان الرسائل مرة أو مرتين أسبوعياً حول رفع العقوبات المفروضة عن إيران وأنّ المفاوضات مستمرة عبر المنسق الأوروبي إنريكي مورا، مشيراً إلى رغبة الولايات المتحدة في عقد مفاوضات مباشرة مع إيران.
وصرح عبد اللهيان، خلال ندوة في مقر وزارة الخارجية، أنّ المسؤولين الأميركيين يرغبون في إجراء مفاوضات مباشرة لحلّ الإشكالات العالقة في مفاوضات فيينا، من أجل تحقيق التقدّم، مشدداً على ضرورة لمس التغيير عملياً في سلوك الولايات المتحدة في البداية.
وأضاف عبد اللهيان: نحن في الحكومة لم نقل إننا لا نقبل بالاتفاق النووي، وتوضيحاتنا لمن يعارض عودة إيران للاتفاق النووي هو أنّ طهران تلتزم بتعهداتها، مضيفاً إن السلطات الأميركية كررت كثيراً عبارة أنّ أي اتفاق مع إيران حالياً لا يمكن التعهد أن الإدارة الأميركية المقبلة ستنفذه.
كما أكد أن روسيا لم ولن تعرقل التوصل إلى اتفاق خلال مفاوضات فيينا النووية.
وفي السياق ووفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، أعلن مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل اوليانوف، أنّ إيران أظهرت ليونة في مفاوضات الملف النووي، والكرة الآن بملعب أميركا، وانتقد نهج الولايات المتحدة تجاه المحادثات النووية مع إيران، مشيراً إلى أنه إذا كانت واشنطن ملتزمة حقا بحظر الانتشار النووي، فعليها أن تظهر نهجاً أكثر تنظيماً وبناء.
وأشار أوليانوف إلى أنّ الولايات المتحدة تحاول الإبقاء على بعض عقوبات ترامب ضد إيران.
من جهته أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، أنّ الولايات المتحدة الأميركية لم تُقدّم حتى الآن الإجابات اللازمة عن المبادرات الإيرانية في المفاوضات النووية.
وأشار خطيب زاده، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي أمس، إلى أنّ توقّف محادثات فيينا سببه انتظار بقية الأطراف الرد الأميركي، وأضاف: إذا ابتعدت واشنطن عن موقفها المتذبذب يمكن عندئذ التوصّل إلى اتفاقية.
وعن تصريحات المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي، التي قال فيها إنه ليس هناك اتفاق مع إيران، واحتمال إتمامه هشّ جداً، على أقلّ تقدير، أوضح خطيب زاده أنّ هذه التصريحات موجهة إلى الداخل الأميركي ولا تعليق عليها، مؤكّداً أنّ ما يهم إيران هو ما يجري تبادله عبر القنوات الرسمية بين طهران وواشنطن.
وبشأن التصريحات الغربية المتعلقة بالمفاوضات النووية، قال: ما نفاوض فيه الجانب الأميركي الآن هو المسائل المتعلقة بتحقيق مصالح إيران الاقتصادية وإنهاء جميع سياسات الضغط الأقصى عليها.
وأضاف: إنّ الكيان الصهيوني وبعض وسائل الإعلام يحاولون تركيز الأضواء على موضوع إخراج حرس الثورة الإيراني من قائمة الإرهاب، مضيفاً: رد إيران واضح وصريح، ما يهمنا هو تحقيق مصالح الشعب الإيراني والحصول على ضمانات تتعلق بالأفراد ودورة الاقتصاد الإيراني.
يأتي ذلك بعد أن أعربت الولايات المتحدة، في وقتٍ سابق، عن استعدادها لرفع العقوبات المفروضة على إيران، في مقابل اتخاذ الأخيرة خطوات للتراجع عن إجراءاتها التي عزّزت بها برنامجها النووي.
وعن التحركات الدبلوماسية الأخيرة من طهران وإليها، بيّن خطيب زاده أنّ إيران تتوجه أساساً نحو تعزيز علاقاتها الدبلوماسية والزيارات المتبادلة بينها وبين دول الجوار.
وأضاف: في زيارة الرئيس (الإيراني) إبراهيم رئيسي لعُمان، تم التوقيع على اتفاقيات ثنائية في عدد من المجالات الاقتصادية والتجارية، لافتاً إلى أنّ هذه الزيارة فتحت صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، مبنيّة على التعاون البناء.
وفيما يخصّ المحادثات مع السعودية، قال خطيب زاده: إنّ موعد الجولة السادسة من الحوار الإيراني السعودي لم يحدد بعد، مشيراً إلى أنّ الخارجية الإيرانية تتابع حالياً مع منظمة الحج الإيرانية موسم الحج الحالي ومشاركة الحجاج الإيرانيين.
وعلّق خطيب زاده على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي ذكرت فيه أنّ مخزون اليورانيوم المخصّب لدى إيران تجاوز الحد المسموح به بموجب الاتفاقية النووية المبرمة عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى بأكثر من 18 مرة، مستنكرةً عدم حصولها على إجابات مرضية من إيران بخصوص آثار اليورانيوم المخصّب، التي عثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.
وأوضح أنّ التقرير لا يعكس حقيقة المحادثات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلاً: هذا التقرير جُمِع قبل لقاء إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويبدو أن هناك تسارعاً فيه، معتبراً أنّ «التقرير غير عادل».