العقوبات الجديدة على موسكو ترفع أسعار النفط ومعدلات التضخم تبلغ مستويات قياسية … روسيا تقطع غازها عن خمس دول أوروبية هنغاريا: نرقص على شفا أزمة اقتصادية عالمية
| الوطن- وكالات
نفذت روسيا قرار السداد بالروبل وقطعت الغاز عن خمس دول أوروبية، وأكدت عزمها على مواصلة تطبيق قرارها وتنفيذ كامل أهداف عمليتها العسكرية في أوكرانيا، رغم حجم الضغوط وحرب العقوبات التي تشنها واشنطن والاتحاد الأوروبي الذي فضل على ما يبدو إطلاق الرصاصة على قدمه ليغيظ غريمه، حيث مستويات التضخم لديه بلغت حدوداً غير مسبوقة فيما عاودت أسعار النفط الارتفاع ليتخطى سعر البرميل بالأمس حاجز الـ120 دولاراً.
شركة «غازبروم»، أعلنت أنها ستوقف، بدءاً من اليوم عمليات التسليم إلى «شل إنرجي أوروبا» في ألمانيا وإلى «أورستيد» الدنماركية، لعدم تلقي المدفوعات منهما بحلول نهاية أمس 31 أيار.
وجاء في بيان الشركة: «أبلغت شركة «أورستيد» الدنماركية شركة «غازبروم إكسبورت»، بأنها لا تنوي سداد مدفوعات الغاز الموردة بالروبل، ولا تنوي شركة «شل إنرجي أوروبا» سداد المدفوعات بموجب عقد توريد الغاز إلى ألمانيا في الروبل، وفي هذا الصدد، أخطرت شركة «غازبروم أكسبورت» الشركتين بتعليق إمدادات الغاز اعتباراً من الأول من حزيران 2022».
روسيا كانت قطعت بالفعل إمدادات الغاز إلى بولندا وبلغاريا وفنلندا وهولندا التي رفضت الاستجابة لمطالبها لفتح حسابات بالروبل لدى بنك روسي في إطار نظام تسوية المدفوعات.
وزير المناخ وسياسة الطاقة الهولندي روب جيتين، حذر من تداعيات توقف إمدادات الغاز الروسي إلى البلاد، وقال: إن ذلك سيعقد مسألة ملء منشآت تخزين الغاز في هولندا بحلول الشتاء.
من جهته طالب رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، إلى التوقف مؤقتاً عن فرض عقوبات إضافية على روسيا، لتحليل عواقب وآثار التدابير التقييدية على موسكو والاتحاد الأوروبي، لافتاً إلى صعوبة احتمال تبني عقوبات في مجال الغاز الروسي في الوقت الراهن.
من جهته أكد رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوروبان، أن بلاده ليست ملتزمة بالحظر الجزئي الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على واردات النفط من روسيا، وقال: «تمّ التوصل إلى الاتفاق، لكن هنغاريا متحررة منه، لدينا مشكلات كافية فقد ارتفعت أسعار الطاقة ارتفاعاً هائلاً والتضخم مرتفع وأوروبا كلها ترقص على شفا أزمة اقتصادية عالمية بسبب العقوبات».
يأتي ذلك بعد أن اتّفقت دول الاتّحاد الـ27، خلال قمّة في بروكسل في وقت متأخر مساء أمس، على خفض وارداتها من النفط الروسي بنسبة 90 بالمئة بحلول نهاية العام الجاري.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: إن «قادة دول الاتحاد الأوروبي اتّفقوا خلال القمّة على فرض حظر تدريجي على واردات النفط الذي تصدّره روسيا عبر السفن، ووافقوا في الوقت نفسه على منح إعفاء مؤقّت للنفط المنقول عبر خطوط الأنابيب»، وذلك إرضاءً لهنغاريا التي هدّدت باستخدام الفيتو ضدّ هذه الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية على روسيا، إذ تصدر العقوبات الأوروبية بالإجماع، وبالتالي فإن موافقة هنغاريا كانت ضرورية.
واشترطت بودابست للموافقة على هذه العقوبات حصولها على ضمانات في مجال أمنها الطاقوي، لأنّها دولة حبيسة، وتعتمد بسبب عدم وجود أي ميناء بحري لديها، على خطّ أنابيب «دروجبا» لاستيراد النفط الروسي.
وتسارع التضخم السنوي في منطقة اليورو، التي تضم 19 دولة، ووفقاً للتقديرات الأولية، وصل في أيار 2022 إلى رقم قياسي، عند مستوى 8.1 بالمئة.
وحسب وكالة «نوفوستي» أشارت بيانات هيئة الإحصاء الأوروبية «يوروستات»، إلى أن معدل التضخم بلغ في شهر أيار بلغ مستوى 7.7 بالمئة.
وبدأت أسعار الغذاء العالمية في الارتفاع منذ مطلع عام 2021، وذلك نتيجة السياسة غير المسؤولة التي اتبعتها البنوك المركزية الغربية خلال السنوات الماضية، حيث عمدت لضخ عشرات التريليونات من عملات الدولار واليورو والجنيه الإسترليني غير المدعومة، في الاقتصادات الغربية، الأمر الذي أجج التضخم.
القرار الأوروبي أول من أمس، كان تأثيره مباشراً على أسعار النفط التي واصلت ارتفاعاتها بسبب المخاوف من ضغوط السوق المتوترة بالفعل على الإمدادات، بالإضافة إلى عامل ارتفاع الطلب قبل ذروة موسم السفر الصيفي بالولايات المتحدة وأوروبا.
وسجل برنت مع ارتفاعات اليوم قمة جديدة ضمن المستويات الأعلى في شهرين قريباً من 124 دولاراً للبرميل.