رياضة

كلاسيكيات كبيرة في افتتاح دوري الأمم الأوروبية 2022/2023 … الطواحين يواجهون الشياطين والبطل يستقبل الديناميت الأحمر .. ديربي إيبيريا والمانشافت يصطدم بالآتزوري

| خالد عرنوس

افتتحت أمس الأربعاء منافسات بطولة دوري الأمم الأوروبية بنسختها الثالثة بمشاركة 54 منتخباً تنتسب إلى الاتحاد الكروي في القارة العجوز، وستقام أربع جولات كاملة خلال الأسبوعين القادمين للانتهاء من دور المجموعات فيها قبل دخول كبار القارة في معترك المونديال أواخر العام الحالي في قطر، وتشهد الجولة الأولى مباريات على مستوى القمة بسبب المجموعات القوية التي أفرزتها القرعة حيث قسمت المنتخبات الـ16 إلى أربع مجموعات، فالمنتخب الفرنسي بطل النسخة الأخيرة يستقبل نظيره الدانماركي في المجموعة الأولى على حين يلتقي منتخبا بلجيكا وهولندا في قمة المجموعة الرابعة، أما المجموعة الثانية فتشهد ديربي شبه الجزيرة الإيبيرية بين اللاروخا الإسباني وجاره السسلكيسيون البرتغالي، ولا شك أن الصدام الأكبر ذلك الذي تشهده المجموعة الثالثة ويجمع اثنين من أهم أقطاب الكرة الأوروبية ونقصد هنا الآتزوري الإيطالي والمانشافت الألماني.

نبذة مختصرة

هي أحدث مسابقات القارة العجوز على مستوى المنتخبات ويشارك فيها كل أعضاء اليويفا وتقسم المنتخبات إلى أربع درجات حسب التصنيف الذي أقره قبل انطلاقها مع إقرار نظام الهبوط والصعود بحيث يهبط أواخر مجموعات الدرجات الثلاث الأعلى إلى الدرجة الأدنى يقابلها صعود أبطال الدرجات الثانية والثالثة والرابعة إلى الأعلى على حين يخوض أبطال مجموعات الدرجة الأولى دور نصف نهائي ثم نهائي يتوج من خلالها بطل المسابقة على أن تقام كل عامين بحيث تنتهي منافسات الدور الأول في النصف الأول من الموسم ويقام الدور النهائي في حزيران مع نهاية الموسم، وتستفيد المنتخبات من نتائجها الإيجابية في المسابقة في تصنيف اليويفا وذلك في التصفيات المؤهلة إلى يورو أو المونديال.

انطلقت النسخة الأولى من دوري الأمم عام 2018 وضمت الدرجة الأولى يومها 12 منتخباً واستفاد أصحاب المراكز الأخيرة من زيادة العدد في النسخة الثانية التي أقيم دورها الأول في خريف 2020 وتأجل دورها النهائي إلى خريف 2021 بسبب التأجيلات التي فرضها وباء كورونا، واللافت في النسختين اللتين أقيمتا حتى الآن أنهما شهدتا ثمانية منتخبات مختلفة في دور نصف النهائي، ففي دور الأربعة للنسخة الأولى والذي أقيم في البرتغال تغلب المنتخب الهولندي على نظيره الإنكليزي 3/1 بعد التمديد وبالنتيجة ذاتها تخطى البرتغالي نظيره السويسري بفضل تألق الأسطورة رونالدو الذي سجل أهداف فريقه الثلاثة، وفي النهائي فاز صاحب الأرض على منتخب الطواحين بهدف يتيم سجله غويديس وحل الإنكليزي ثالثاً بفوزه على السويسري بركلات الترجيح 6/5 بعد التعادل السلبي.

وفي النسخة الثانية تبدلت الأسماء وأقيمت منافسات شبه النهائي في إيطاليا، فعلى ملعب سان سيرو تفوق اللاروخا الإسباني على الآتزوري الإيطالي بهدفين لهدف وقلب الديك الفرنسي الطاولة على جاره البلجيكي بعد تأخره صفر/2 ليخرج بالنهاية فائزاً 3/2، وحل صاحب الأرض ثالثاً بفوزه على البلجيكي 2/1، وكرر الأزرق الفرنسي في النهائي ما فعله في نصفه فقلب تأخره أمام اللاروخا بهدف إلى فوز بهدفين بطريقة أكثر دراماتيكية كان بطلاها مبابي وبنزيمة اللذين سجلا في المباراتين.

النسخة الثالثة

كما ذكرنا فإن المنتخبات المشاركة قسمت إلى أربع درجات بحيث ضمت الأولى 16 منتخباً ومثلها الدرجتان الثانية والثالثة وتضم كل فئة أربع مجموعات بواقع أربعة منتخبات على حين اكتفت الرابعة بسبعة منتخبات قسمت إلى مجموعتين، وفي ما يلي المجموعات في كل الدرجات:

الدرجة الأولى

المجموعة الأولى: فرنسا، الدانمارك، كرواتيا، النمسا.

المجموعة الثانية: إسبانيا، البرتغال، سويسرا، تشيكيا.

المجموعة الثالثة: إيطاليا، ألمانيا، إنكلترا، المجر.

المجموعة الرابعة: بلجيكا، هولندا، بولندا، ويلز.

الدرجة الثانية

المجموعة الأولى: أوكرانيا، اسكتلندا، جمهورية إيرلندا، أرمينيا.

المجموعة الثانية: آيسلندا، الكيان الصهيوني، ألبانيا، روسيا.

المجموعة الثالثة: البوسنة والهرسك، فنلندا، رومانيا، مونتينيغرو.

المجموعة الرابعة: السويد، النرويج، صربيا، سلوفينيا.

الدرجة الثالثة

المجموعة الأولى: تركيا، لوكسمبورغ، ليتوانيا، جزر فارو.

المجموعة الثانية: إيرلندا الشمالية، اليونان، كوسوفو، قبرص.

المجموعة الثالثة: سلوفاكيا، بيلاروس، أذربيجان، كازاخستان.

المجموعة الرابعة: بلغاريا، مقدونيا، جورجيا، جبل طارق.

الدرجة الرابعة

المجموعة الأولى: ليشتنشتاين، مولدوفا، أندروا، لاتفيا.

المجموعة الثانية: مالطا، أستونيا، سان مارينو.

الزرق والدفاع عن اللقب

خلال ستة أشهر قادمة سيكون منتخب فرنسا أو الديوك على موعد مع الدفاع عن لقبين أهمهما اللقب العالمي وفي الطريق إلى قطر يتعين على المدرب ديشان ونجومه الدفاع عن لقبهم كأبطال لدوري الأمم بداية من يوم الجمعة عندما يفتتحون مبارياتهم فيها بلقاء الديناميت الدانماركي صاحب النتائج المتميزة في التصفيات المونديالية والذي بلغ نصف نهائي اليورو قبل عام، ويبدأ رفاق مبابي وبنزيمة رحلة الدفاع وسط أنباء عن خلاف بين اللاعبين الأكثر تأثيراً في المنتخب هذه الأيام بسبب تراجع الأول عن الذهاب إلى ريال مدريد، وقد قضى اللاعبون الأيام الإعدادية الأخيرة دون مدربهم ديشان الذي اضطر للمغادرة لوفاة والده.

ولم يقدم الزرق المستوى الحقيقي لبطل العالم بعد التتويج في روسيا فحل ثانياً في مجموعته بدوري الأمم قبل أن يسقط في دور الـ16 ليورو 2020 لكنه تألق في النسخة الثانية من دوري الأمم فتصدر مجموعته بعدما جدد تفوقه على الناري الكرواتي وتجريد البطل البرتغالي من لقبه وفي نصف النهائي والنهائي سجل عودتين مميزتين على حساب بلجيكا من صفر/2 إلى 3/2 وإسبانيا من صفر/ 1 إلى 2/1 ليتوج باللقب عن جدارة واستحقاق.

ومازال المدرب ديشان يعتمد على تشكيلة معظمها من الذين توجوا باللقب العالمي مثل: بنزيمة وفاران ولوريس ورابيو وكانتي وغريزمان وكومان ولوكاس هيرنانديز وكيميمبي وبافار إضافة إلى بعض الجدد مثل: شواميني وتيو هيرنانديز ووليام صليبا وجوناثان كلاوس وموسى ديابي وكريستوفر نكونكو وسواهم.

وجمعت الفريقين 16 مباراة على كل المستويات والغلبة للفرنسيين بواقع 8 انتصارات مقابل 6 هزائم وتعادلين، ومنها 3 مرات في المونديال حيث فاز الفرنسي 2/1 في الدور الأول 1998 وردّ الدانماركي 2/صفر في الدور ذاته 2002 وتعادلا في النسخة الفائتة كذلك في الدور الأول لمونديال روسيا 2018، و3 مرات في نهائيات اليورو ففاز الديوك في 1984 بهدف وردّ الديناميت 1992 بنتيجة 2/1 قبل أن يفوز الفرنسي 3/صفر في نسخة 2000.

كلاسيكو أوروبا الكبير

إذا كان هناك كلاسيكو الريال والبرشا أو ديربي إيطاليا الكبير أو حتى السوبر كلاسيكو بين البرازيل والأرجنتين فإن مواجهة ألمانيا وإيطاليا هي كلاسيكو القارة العجوز بامتياز على الرغم من أنهما لم يتقابلا سوى مرة واحدة في النهائي وكان ذلك عام 1982 وفيها أكد الآتزوري عقدته للمانشافت وقد اصطدما 9 مرات في أهم بطولتين (اليورو والمونديال) كانت لها وقعها في بعض الأحيان، فمن منا ينسى أجمل وقت إضافي بين الفريقين في تاريخ كأس العالم وذلك في نصف نهائي 1970.

ويلتقي الفريقان السبت في أول ظهور لهما في النسخة الجديدة من دوري الأمم، وإذا كان الآتزوري نجح في بلوغ نصف النهائي في النسخة الثانية وحل ثالثاً فإن المانشافت أخفق بالنسختين وكان مهدداً بالهبوط إلى درجة التصنيف الثاني لولا قرار اليويفا بزيادة عدد فرق التصنيف الأول، وبالمقابل لا يمر بطل أوروبا الحالي بفترة ركود بعد إخفاقه ببلوغ نهائيات المونديال للمرة الثانية في حين زعيم الأوروبيين تأهل بسهولة على الرغم من مروره بفترة إعادة بناء منذ خروجه من الدور الأول للمونديال الماضي.

ويعاني معظم لاعبي الفريقين من الإرهاق كحال معظم المنتخبات ذلك أن البطولة تقام بعد عشرة أيام على انتهاء الموسم المحلي خاصة أن أربع جولات قادمة ستقام خلال 14 يوماً فقط في حين يزيد الآتزوري أنه لعب أمس مباراة خامسة أمام الأرجنتيني في كأس الأبطال، وتقع على عاتق مدربه مانشيني مسؤولية كبيرة في ظل عدد من الإصابات التي ضربت بعض اللاعبين وبالتالي يتعين عليه المداورة بين اللاعبين الحاضرين لأداء هذا الكم الكبير من المباريات ولن يكون غريباً أن يظهر بعض الأسماء حديثة الظهور مثل سكاماكا وجونينتو وكانسيلليون وزاكايني وبوبيغا وإسبوسيتو وريشي، في حين تقتصر غيابات المانشافت المعلنة على كروس ورويس، ويقود الفريق نوير وموللر وغوندوغان من اللاعبين المخضرمين على حين هناك الكثير من اللاعبين الشباب مثل لوكاس نيمشا وجمال موسيالا وأنتون ستاش بالطبع إضافة إلى فيرنر وساني وهافيرتز وروديغير وسولي وكيميش وغيرهم.

تاريخياً لم يخسر الآتزوري في مواجهة رسمية أمام المانشافت ففاز 4 مرات مقابل 5 تعادلات، ففاز بنهائي كأس العالم 1982 بنتيجة 3/1 وفي نصف نهائي مونديال 1970 بعد وقت إضافي 4/3 وفاز بهدفين في الدور ذاته لمونديال 2006، وكذلك فاز في نصف نهائي يورو 2012 بنتيجة 2/1، وبالمجمل تقابلا 35 مرة ففاز الإيطالي 15 مرة والألماني 8 مرات وتعادلا 12 مرة آخرها في المواجهة الأخيرة ودياً عام 2016.

ديربي منتظر

هو لقاء جيران يحمل الكثير من سمة الديربيات خاصة منذ صعود نجم المنتخب البرتغالي في الألفية الجديدة ففي كل مرة تواجه اللاروخا مع السيلكيسون في بطولة رسمية حضرت الإثارة والندية ففي يورو 2002 فاز البرتغالي بهدف ثم ردّ الإسباني بهدف في دور الـ16 في الطريق إلى اللقب العالمي 2010 وتواصلت الإثارة حتى ركلات الترجيح في نصف نهائي يورو 2012 التي ابتسمت للاروخا وذلك قبل اللقاء الأخير في مونديال 2018 والذي انتهى بنتيجة 3/3، وكان الفريقان تعادلا 1/1 في يورو 1984 وكان ذلك أول مواجهة بينهما في المناسبات الكبرى علماً أنهما تقابلا 38 مرة بالعموم والغلبة للإسبان بـ16 فوزاً مقابل 5 للبرتغاليين وتعادلا 15 مرة.

ويمر الفريقان بحالة تجديد بدأها المدرب إنريكي مع اللاروخا منذ فترة ووصل حالة جيدة مع فيران توريس والعائد أنسو فاتي ودي توماس وسولير وجافي وداني أولمو وبعض الكبار أمثال تياغو وألونسو وألبا وكارفاخال وبوسكيتس ورودري وسواهم، على حين مازال سانتوس مدرب البرتغال يعول على بيبي ورونالدو من الرعيل القديم إضافة إلى أندريه سيلفا وتياغو جوتا ورافاييل لياو وبرناردو سيلفا وغويديس وويليام كارافاليو وغيريرو وكانسيلو.

مباريات الجولة الأولى

– الأربعاء: بولندا × ويلز (7.00).

– الخميس: إسبانيا × البرتغال، تشيكيا × سويسرا (9.45).

– الجمعة: فرنسا × الدانمارك، كرواتيا × النمسا، بلجيكا × هولندا (9.45).

– السبت: المجر × إنكلترا (7.00)، إيطاليا × ألمانيا (9.45).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن