يحسّن نكهة ومواصفات المنتج الزراعي أكثر من السماد الكيميائي … «الزراعة» تسعى لوضع مواصفات فنية لـ«الذهب الأسود»

بعد اعتماد مادة الفيرمي كمبوست كسماد عضوي من الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، شكلت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لجنة من أساتذة الجامعات والخبراء والفنيين لوضع المواصفات الفنية للفيرمي أو ما يعرف باسم «الذهب الأسود».

رئيس اللجنة مدير الأراضي والمياه في وزارة الزراعة الدكتور المهندس جلال غزال قال في تصريح لصحيفة «الوطن»: إن اللجنة التي تضم باحثين وخبراء ومختصين بالفيرمي كمبوست عقدت اجتماعاً أولياً وستقوم بالاستعانة بخبير ديدان من كلية العلوم، وتعمل على عقد اجتماع آخر واعتماد مواصفات الديدان والكمبوست في سورية، لافتاً إلى أن المواصفات لم تحدد بشكل نهائي، وما زالت قيد الدراسة وستتم الاستفادة من التجارب المحلية والعربية واللجنة تواصل عملها وستصل إلى تحديد المواصفات واعتمادها.

وأكد غزال أنه بعد إجراء عدة اختبارات على الفيرمي كمبوست المنتج في سورية تبين أنه يضم مادة عضوية جيدة ويُنصح باستخدامه في الزراعة، لافتاً إلى أن استخدام الكمبوست سيكون داعماً للسماد الكيميائي ولا يمكن أن يكون بديلاً عنه في المرحلة الحالية.

عضو اللجنة الدكتور المهندس بسام السيد بين أن السماد مخصص للزراعات العضوية ويحتوي على جميع العناصر الغذائية، ويضم الأحياء الدقيقة والبكتيريا والأنزيمات والهرمونات الأخرى غير الموجودة في الأسمدة الكيميائية ويساعد في القضاء على فطريات الزهور في الأرض ويمكن من خلال الفيرمي كمبوست إنتاج الشاي الفيرمي ويمكن رشه على النباتات فهو يعطي مواصفات جيدة، ويخفف الإصابة بالأمراض والآفات الحشرية، وقال: نحن بصدد إيجاد مواصفات قياسية للفيرمي كمبوست السوري ويجب الاهتمام به ومنحه حقه من الاهتمام لدوره في المحافظة على البيئة ولأنه يعد طريقة اقتصادية للأسر الزراعية وغير مكلف نهائياً.

وعن تجربتها في الكمبوست بينت المهندسة وعضو اللجنة سلافة درويش أنها بدأت مشروعها في تربية الديدان قبل أقل من 3 سنوات بـ200 دودة، وبعد تكاثرها باعت كمية منها وتقوم بالإشراف على عدة مزارع للتربية المنزلية في محيطها، وتم إنتاج نحو نصف طن من السماد في العام، وأضافت: إنها قامت بتجربة السماد على المزروعات الصيفية فكانت نكهتها أفضل بكثير من السماد الكيميائي، وإنتاج الخضراوات تحسن كما تحسنت مواصفات المنتج.

المربي الأول في سورية لسماد الفيرمي كمبوست والذي يملك أكبر نسبة دود وإنتاج في سورية وعضو اللجنة حسان خليفة بين أنه يقوم بالإشراف على عشرات المربين ويلبي رغباتهم في تقديم الاستشارات اللازمة، وقال: أتلقى يومياً ردود أفعال إيجابية عن نتائج الزراعة بسماد الفيرمي، وآخر هذه الردود الإيجابية ما قام به المزارع مجد حسن بريف الشيخ بدر باستخدامه في البيوت البلاستيكية، والنتائج الأخرى من ريف حمص الغربية حيث تم استخدام الفيرمي في زراعة الفريز والأشجار المثمرة.

وبين خليفة أنه تعلم تربية الديدان من جنوب إفريقيا والعراق وإيران وهذه الدول تصف الفيرمي بالذهب الأسود، وتمنع إخراج الديدان من بلادها، ونحن في سورية هناك اهتمام واسع بهذه التربية، وهناك من ينتج بمواصفات غير جيدة لذا فإن اعتماد المواصفات من وزارة الزراعة سيضبط العمل.