عربي ودولي

أوكرانيا أكدت خسارتها 35 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي و200 مصنع … ريابكوف: تزويد كييف بصواريخ «HIMARS» يزيد من مخاطر الاصطدام مع أميركا

| وكالات

أكدت روسيا أمس الأربعاء أن أميركا، تحاول بكل جهد سكب الزيت على النار من خلال تزويد أوكرانيا بالأسلحة، منددة بقرار واشنطن إمداد كييف بأنظمة الصواريخ «HIMARS»، وأنها تزيد من مخاطر الاصطدام المباشر بين روسيا وأميركا، في حين أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن إدارته لا تسعى إلى وقوع حرب بين حلف «الناتو» وروسيا.
وندد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، حسب وكالة «نوفوستي»، بقرار واشنطن إمداد كييف بأنظمة الصواريخ «HIMARS»، مشيراً إلى بأن توريد هذه الأسلحة يزيد من مخاطر الاصطدام المباشر بين روسيا وأميركا.
وقال ريابكوف في تصريحات صحفية: «الولايات المتحدة لا تفعل أي شيء من أجل إيجاد نوع من الحل للأزمة الأوكرانية، كان هذا هو الحال بالضبط لسنوات عديدة قبل بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة، وكان هذا هو الحال عندما كنا نعمل في الخريف الماضي على موضوع تقديم ضمانات أمنية لروسيا من حلف الناتو تكون ملزمة، لم تكن هناك مؤشرات على استعداد الولايات المتحدة للتخلي عن التوتر المتصاعد وعن مواجهة مفتوحة».
ولفت ريابكوف إلى أن الدعم العسكري الأميركي لكييف في الصراع غير مسبوق وخطير، وقال: «بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة، تم إلغاء ما تبقى من نهج مسؤول وسليم للوضع، وبصورة متهورة، وعلى الرغم من كل شيء، يستمر النهج والرغبة الأميركية في استمرار الحرب حتى آخر أوكراني، والآن تحاول واشنطن فعل كل شيء لإلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا، هذا أمر غير مسبوق، وهذا أمر خطير».
وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي أن أي توريد أسلحة لأوكرانيا، بغض النظر عن الطريقة التي تجادل بها واشنطن والحجج التي تقدمها، فإنه يزيد من خطر حدوث صدام مباشر بين روسيا والولايات المتحدة.
بدوره قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريح صحفي أمس، معلقاً على خطط واشنطن لتزويد أوكرانيا بأنظمة إطلاق صواريخ متعددة: «من الواضح أن الولايات المتحدة عملياً ملتزمة بخطة قتال روسيا حتى آخر أوكراني».
وحسب موقع «روسيا اليوم» ورداً على سؤال بشأن المساعي لترتيب اجتماع بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة الذي اقترحه رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، خلال محادثته الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال بيسكوف: «لا يوجد تفاهم واضح حتى الآن بشأن هذا الاجتماع»، إلا أن بيسكوف عاد وأكد أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تصب في السياق نفسه حيث ترتبط كل الأحداث هنا بعضها ببعضها الآخر على نحو غير مباشر.
وقال بيسكوف إن الكرملين لم يستبعد أبداً إمكانية عقد اجتماع بين الرئيسين بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلا أنه يجب الاستعداد لذلك، قائلاً: إذا التقى بوتين وزيلينسكي، فسوف يكون ذلك فقط لوضع اللمسات الأخيرة على وثيقة معينة، مشيراً إلى أن العمل على هذه الوثيقة توقف منذ وقت طويل، ولم يستأنف منذ ذلك الحين.
وقال البيت الأبيض أمس إن الولايات المتحدة ستقدم حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، التي ستشمل أنظمة صواريخ «HIMARS».
على خط مواز قال بايدن في مقال نشره بصحيفة «نيويورك تايمز»: نحن لا نسعى لوقوع حرب بين الناتو وروسيا، مضيفاً: بقدر ما أنني لا أتفق مع السيد بوتين وأجد أفعاله مثيرة للغضب، فإن الولايات المتحدة لن تحاول التسبب في الإطاحة به في موسكو!
وعن الوضع في أوكرانيا، كتب: ما دامت أن الولايات المتحدة وحلفاءنا لم نتعرض لهجوم، فلن نشارك بشكل مباشر في هذا الصراع، سواء بإرسال قوات أميركية للقتال في أوكرانيا، أم بمهاجمة القوات الروسية.
وأضاف: نحن لا نشجع أوكرانيا أو نمكنها من الضرب خارج حدودها، كما أننا لا نريد إطالة أمد الحرب لمجرد إلحاق الألم بروسيا!
في غضون ذلك قال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني أمس، إن أوكرانيا فقدت 35 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي و200 مصنع منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة.
ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية «أوكرنفورم» عن يرماك قوله خلال كلمة ألقاها في اجتماع للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإيرلندي إنه «بسبب الأعمال العدائية، غادر البلاد 5 ملايين شخص، استحوذت الحرب على 35 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي الأوكراني، فقدنا أكثر من 200 مصنع، مشيراً إلى أن الخسائر المباشرة للبلاد تجاوزت بالفعل مستوى 600 مليار دولار أميركي».
وفي وقت سابق، صرح نائب وزير الاقتصاد الأوكراني إيغور ديادورا، بأنه بحلول نهاية العام ستصل خسائر الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا إلى نحو 50 بالمئة.
ميدانياً، بث جنود من كتيبة مشاة البحرية الأوكرانية رقم 18 التابعة للواء 35 رسالة بالفيديو يطلبون فيها إجلاءهم من منطقة نيكولايف، حيث تعاني الكتيبة خسائر فادحة.
ونشر الجنود نداءهم على تطبيق «تليغرام» وجاء فيه: نحن الكتيبة البحرية 18 المنفصلة التابعة للواء 34، نناشد الجمهور للمساعدة للتأثير على القيادة العليا للواء فيما يصدرونه من أوامر إجرامية، لقد أرسلونا للهجوم تحت القصف، ونحن نعاني خسائر فادحة، أكثر من 80 قتيلاً وجريحاً خلال الأيام الأربعة الماضية، وهناك أيضاً مفقودون وسجناء. أولئك الذين يحاولون قول الحقيقة يتم اقتيادهم إلى جهة غير معلومة. وخلال الأيام الأربعة من الهجوم، لم نتمكن من الاستيلاء على قرية واحدة، نطلب مساعدتكم لسحب بقية الكتيبة التي تعتبر القيادة أفرادها خونة.
إلى ذلك أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف أن القوات المسلحة الروسية استهدفت خلال الساعات الماضية مئات المواقع التابعة للقوات الأوكرانية.
وقال كوناشينكوف في إحاطة إعلامية أمس إنه تم باستخدام صواريخ جوية عالية الدقة تدمير 5 مقرات للقيادة و29 من مواقع حشد القوى البشرية والمعدات القتالية الأوكرانية على حين استهدف الطيران العملياتي التكتيكي والمسير الروسي خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية 61 من مواقع حشد القوى البشرية والمعدات القتالية وتم تحييد 140 من النازيين المتطرفين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن