موسكو وبكين أكدتا أن الأمن العالمي غير قابل للتجزئة وترفضان العقوبات غير المشروعة من جانب واحد … بوتين: روسيا ستعزز قوتها واستقلالها وسيادتها في جميع المجالات
| وكالات
أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن روسيا في هذا العالم الذي يشهد تغييراً سريعاً ستعمل على تعزيز قوتها واستقلالها وسيادتها، على حين لفتت موسكو إلى أن الحرب الهجينة التي أطلقها الغرب ضد روسيا توفر فرصاً جديدة أكبر لتوسيع التعاون مع بكين، مشيرة إلى أن التجارة مع الصين ستصل إلى 200 مليار دولار قبل الموعد النهائي الذي حدده قادة البلدين.
وقال بوتين أمس الأربعاء في رسالة بالفيديو بمناسبة اليوم العالمي للطفل: «أنت تعيش وتنمو في وقت ديناميكي للغاية حيث يتغير العالم وبسرعة، أنا متأكد من أن روسيا في هذا العالم المعقد ستعزز قوتها واستقلالها وسيادتها، وهذا العمل ليس في اتجاه معين واحد، سيكون في الاقتصاد والتكنولوجيا والعلوم والعديد من المجالات الأخرى، وتعزيز المجتمع المدني والتعليم الوطني، وأعتقد أن من بينها مجتمعاً مدنياً قوياً وأنشطة وطنية للشباب».
وحسب موقع «روسيا اليوم» شدد بوتين على أن نجاح البلاد يعتمد على عمل وإنجازات المواطنين الذين تجمعهم القيم المشتركة والثقافة والتقاليد واحترام التاريخ، قائلاً: الكثير يعتمد عليك حقاً، ومبادرتك، إن نجاح أي بلد، كما تعلم، يأتي من العمل، وإنجازات الناس الذين تجمعهم القيم المشتركة، والثقافة، والتقاليد، واحترام التاريخ، والرغبة في المساهمة لتنمية روسيا، فالناس ليسوا بالأقوال، بل بالأفعال، يشاركون ويتشاركون في ما يحدث لمدينتهم وقريتهم ودولتهم ككل.
وأضاف: الجيل الحالي لديه كل ما هو ضروري لبناء مستقبل جدير معا، العزيمة، والمسؤولية، والحب للبلد، فضلاً عن الرغبة في اكتساب معرفة جديدة ومساعدة الآخرين.
من جانب آخر أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الحرب الهجينة التي أطلقها الغرب ضد روسيا توفر فرصاً جديدة أكبر لتوسيع التعاون بين موسكو وبكين.
وقال لافروف أمس في رسالة عبر الفيديو إلى المشاركين في مؤتمر «روسيا والصين… التعاون في العصر الجديد» المنعقد في بكين: في الظروف التي حولت فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عمليتيهما إلى أداة ابتزاز فإن روسيا والصين أكدتا تصميمهما على تطوير بنية تحتية مالية مستقلة وزيادة استخدام الروبل واليوان بشكل كبير في المدفوعات بينهما حتى باتا يمثلان بالفعل ربع حجم تداولنا التجاري.
وأضاف لافروف إن التحولات في المشهد الجيوسياسي الحديث تعتبر بمنزلة حافز إضافي لتعميق تنسيق السياسة الخارجية بين موسكو وبكين، قائلاً: وإننا جنباً إلى جنب مع الأصدقاء الصينيين نلتزم بنهج بناء لبناء العلاقات مع دول ثالثة وفي الوقت نفسه تتطابق مواقفنا بشأن الأغلبية العظمى من قضايا الساعة على جدول الأعمال العالمي والإقليمي.
وأكد لافروف أن روسيا والصين تقفان معاً من أجل تعزيز الدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة في الشؤون العالمية مع مراعاة المبدأ الأساسي للأمن المتكافئ وغير القابل للتجزئة والذي يعني عدم تعزيز أمن أحد على حساب التعدي على أمن الآخرين، مضيفاً إننا متحدون مع أصدقائنا الصينيين من خلال الرغبة في إضفاء الطابع الديمقراطي على الحياة الدولية بحيث يسمع صوت جميع الدول دون استثناء، لم يعد بإمكان مجموعة ضيقة من الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة إملاء قواعد اللعبة على المجتمع العالمي، نحن نرفض العقوبات غير المشروعة من جانب واحد ونعتبرها أداة شريرة للإملاءات السياسية.
وأشار لافروف إلى أن موسكو وبكين تبذلان جهوداً كبيرة لمكافحة الإرهاب والتطرف وتقومان بالكثير من أجل التسوية السياسية الدبلوماسية لقضايا دولية مهمة، معرباً عن تقديره للموقف المتوازن وغير المتحيز للصين بشأن الوضع في أوكرانيا، قائلاً: نشعر بدعم بكين في التمسك بالمقاربات الروسية المبدئية لتشكيل بنية أمنية في أوروبا.
من جانبه أكد عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي أنه لا يمكن ولا ينبغي ضمان الأمن الدولي والإقليمي من خلال تعزيز الكتل العسكرية في العالم.
وقال الوزير الصيني في رسالة بالفيديو إلى المشاركين في المؤتمر إن الأمن العالمي غير قابل للتجزئة، ولا يمكن ولا ينبغي لأي دولة أن تكافح من أجل أمنها على حساب أمن الدول الأخرى.
وبدوره لم يستبعد نائب وزير الخارجية الروسي إيغور مورغولوف، أن يصل حجم التجارة السنوية مع الصين في العام 2022 مستوى 200 مليار دولار، أي قبل الموعد المحدد للوصول إلى هذا الهدف.
وحسب وكالة «نوفوستي» قال مورغولوف، خلال المؤتمر أمس: في ضوء إعادة توجيه جزء من علاقاتنا الاقتصادية الخارجية نحو الشرق، من الواضح أننا سنكون قادرين على تحقيق مبيعات تجارية قدرها 200 مليار دولار قبل الموعد النهائي الذي حدده قادتنا، يمكننا تحقيق هذا الهدف بحلول نهاية هذا العام.
وأشار نائب وزير الخارجية الروسي، إلى أن المحاولات الغربية لإحداث صدع في العلاقات الروسية الصينية محكوم عليها بالفشل.
وعن الموعد السابق لبلوغ مستوى 200 مليار دولار في التجارة بين روسيا والصين، أشار المركز الروسي للصادرات، في وقت سابق، إلى أن هذا الهدف سيتحقق في العام 2024.