عربي ودولي

الاحتلال اغتال أسيرة محررة في الخليل.. و148 انتهاكاً بحق صحفيين الشهر الماضي … رام الله: الشهيدة وراسنة ضحية لفاشية الاحتلال وازدواجية المعايير الدولية

| وكالات

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي سياستها الإجرامية المتمثلة بالإعدامات الميدانية، إذ أعدمت بدم بارد، أمس الأربعاء، قرب مدخل مخيم العروب شمال الخليل، الشابة غفران هارون حامد وراسنة 31 عاماً، برصاصة اخترقت صدرها من الجهة اليسرى، وخرجت من الجهة اليمنى، لتؤكد السلطة الفلسطينية أن وراسنة هي ضحية مباشرة لفاشية الاحتلال، ولازدواجية المعايير الدولية، وصمت المحكمة الجنائية الدولية.
وفي السياق أدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، الجريمة المروعة التي ذهبت ضحيتها وراسنة، وحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعياتها، وطالب المجتمع الدولي بتفعيل القرارات الدولية القاضية بمقاطعة دولة الاحتلال ومعاقبة الجناة.
ونقلت وكالة «وفا» عن أشتية قوله أمس: «عدم محاكمة الجناة يعني أن جريمة أخرى سيتم ارتكابها، فبينما ترسل المحكمة الجنائية الدولية 40 محققاً إلى أوكرانيا خلال أقل من شهرين لم تبادر بفعل الشيء ذاته في فلسطين منذ عقود».
بدورها أدانت وزارة الخارجية، جريمة الإعدام الميداني البشعة التي ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد، عندما كانت الشهيدة غفران وراسنة في طريقها إلى عملها من دون أن تشكل أي خطر على القتلة.
واعتبرت الخارجية في بيان صحفي، أن هذه الجريمة امتداد لمسلسل طويل ومتواصل لجرائم الإعدامات الميدانية التي ترتكبها قوات الاحتلال وفقاً لتعليمات وتوجيهات المستوى السياسي في كيان الاحتلال والتي تفاخر بها أكثر من مسؤول إسرائيلي وعلى رأسهم المتطرف رئيس الحكومة نفتالي بينيت، ما يسهل على الجنود إطلاق الرصاص الحي على المدنيين الفلسطينيين بهدف القتل من دون أي سبب ومن دون أي قواعد أو ضوابط، ووفقاً لأهوائهم وأمزجتهم ووضعهم النفسي، في تأكيد جديد على طبيعة المهام الإجرامية التي يقوم بها جنود الاحتلال المنتشرون على الحواجز أو في الأبراج العسكرية على مداخل المخيمات والبلدات والقرى والمدن الفلسطينية.
وحملت الخارجية، الحكومة الإسرائيلية برئاسة المتطرف بينيت المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة وغيرها من جرائم الإعدامات الميدانية التي تعكس عقلية العصابات والعنصرية المنتشرة والمسيطرة على مراكز صنع القرار في إسرائيل.
وأكدت أن الشهيدة غفران هي ضحية مباشرة لفاشية دولة الاحتلال، ولازدواجية المعايير الدولية، وصمت المحكمة الجنائية الدولية.
وأعلنت وزارة الصحة استشهاد وراسنة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، عند مدخل مخيم العروب شمال الخليل، وأوضحت في بيان مقتضب، أن الشابة وراسنة استشهدت إثر إصابتها برصاصة اخترقت صدرها من الجهة اليسرى (تحت الإبط)، وخرجت من الجهة اليمنى.
وأفادت مصادر طبية في الهلال الأحمر الفلسطيني بأن قوات الاحتلال أعاقت وصول طواقم الإسعاف للشابة المصابة، إلا بعد نحو 20 دقيقة، وجرى نقلها للمستشفى الأهلي بالخليل، إلا أن الطواقم الطبية لم تتمكن من إنقاذ حياتها.
يذكر أن الشهيدة وراسنة من بلدة شيوخ العروب، وهي أسيرة محررة أطلق سراحها في شهر نيسان الماضي بعد اعتقال دام ثلاثة أشهر.
وشيعت جماهير غفيرة من أبناء الخليل، جثمان الشهيدة، حيث انطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الأهلي في الخليل، وصولاً إلى منزل عائلتها في بلدة شيوخ العروب، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة عليها، قبل أن ينقل الجثمان محمولاً على الأكتاف إلى مسجد البلدة.
ورفع المشيعون العلم الفلسطيني، ورددوا الهتافات الغاضبة والمنددة بالاحتلال وجرائمه بحق شعبنا، وأدوا الصلاة على جثمانها الطاهر، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة البلدة بمنطقة وردان.
واعتدت قوات الاحتلال على موكب التشييع عند مدخل مخيم العروب، وألقت باتجاه المشاركين فيه قنابل الغاز المسيل للدموع، وحاولت منع دخول الجثمان والمركبات المرافقة له إلى المخيم، إلا أن المواطنين تمكنوا من إدخال الجثمان بعد حمله على الأكتاف.
وأكد شهود عيان زيف رواية الاحتلال حول محاولة الشهيدة وراسنة تنفيذ عملية طعن، مؤكدين أن أحد جنود الاحتلال المتمركزين على مدخل المخيم أطلق الرصاص بشكل مباشر ومن دون مبرر صوب الشهيدة وراسنة في أثناء خروجها من المخيم، ما أدى إلى إصابتها بمنطقة الصدر، وتركها ملقاة على الأرض تنزف، ومنع المواطنين من الاقتراب منها وإسعافها وأطلق باتجاههم الرصاص الحي.
من جهة ثانية اقتحمت قوات الاحتلال، أمس الأربعاء، مخيم شعفاط شمال شرق القدس المحتلة.
ونقلت «وفا» عن مصادر محلية أن مواجهات اندلعت في مخيم شعفاط في المنطقة المحاذية لجدار الفصل العنصري، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز والرصاص المعدني المغلف بالمطاط باتجاه الشبان من دون أن يبلغ عن إصابات.
وفي نابلس أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق، واعتقل أربعة شبان خلال مواجهات مع قوات الاحتلال والمستوطنين في بلدة حوارة.
وأفاد الناطق باسم حركة «فتح» في حوارة عواد نجم بأن أحد المستوطنين حاول إزالة علم فلسطين عن أحد الأعمدة على الشارع الرئيس، ومنعه شبان البلدة، وأن قوات الاحتلال تدخلت وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاههم، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق، موضحاً أن قوات الاحتلال اعتقلت أربعة شبان.
على خط مواز هدمت قوات الاحتلال منزلاً في بلدة العيسوية شرق القدس المحتلة.
وذكرت «وفا» أن قوات الاحتلال اقتحمت حي المدارس ببلدة العيسوية وحاصرت منزل عائلة حاتم أبو ريالة، وهدمته للمرة السادسة على التوالي.
وقال حاتم أبو ريالة: إن بلدية الاحتلال هدمت منزل العائلة منذ عام 1999 خمس مرات بحجة البناء من دون ترخيص، في الوقت الذي ترفض فيه منح العائلة ترخيصاً، ولم تنتظر قرار المحكمة التي كان من المفترض أن تصدر حكماً بخصوص المنزل هذا اليوم.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال اعتدت خلال عملية الهدم بالضرب على أفراد أسرته ما تسبب بكسر في يد إحدى بناته.
في سياق متصل قالت لجنة دعم الصحفيين، أمس إن الاحتـلال الإسـرائيلي ارتكـب 148 انتهاكاً بحق الحريـات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية المُحتلّة خلال الشهر الماضي.
وذكرت اللجنة أن الشهر الماضي شهد تصاعداً في اعتداءات الاحتلال والمستوطنين ضد الطواقم الإعلاميّة خلال تغطيتها اقتحامات الاحتلال للمدن الفلسطينية، في محاولة لمنع توثيق الصورة الحية لما يرتكبه الاحتلال من اعتداءات بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن