تجنيد المرتزقة الإرهابيين جزء من سياسة واشنطن الخارجية … باحث أميركي: استخدمتهم ورقة في سورية بهدف التدخل بشؤونها

أكد الباحث والكاتب الأميركي تي جي كولز، أن الولايات المتحدة الأميركية استخدمت ورقة تجنيد وتسليح الإرهابيين في سورية بهدف التدخل بشؤونها، وهي تعيد الكرة مجدداً بتجنيدها وتسليحها المرتزقة الإرهابيين في أوكرانيا لتحقيق أجنداتها ومصالحها الخاصة، محذراً من عواقب ارتداد أولئك المرتزقة الذين غادروا بلادهم مؤخراً من أجل القتال لمصلحة سلطات كييف ضد القوات الروسية.
وفي مقال نشره موقع «غراي زون» أشار كولز، حسب وكالة «سانا»، إلى العمليات التي تقودها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وتكلف مليارات الدولارات لتدريب وتجنيد وتسليح مرتزقة إرهابيين تحت مسميات كثيرة تختلف من بلد إلى آخر، مبيناً أن هذه العمليات تعتبر ركناً أساسياً من سياسة واشنطن على اختلاف الإدارات الأميركية المتعاقبة التي تصل إلى البيت الأبيض لتحقيق أهداف جيوسياسية واقتصادية معينة.
وأوضح كولز أن الولايات المتحدة انخرطت وبشكل نشط مع حليفتها بريطانيا في عمليات استقطاب وتسليح وتدريب مقاتلين ومرتزقة في أفغانستان منذ عام 1978 وأرسلت خلال ثمانينات القرن الماضي عشرات الآلاف منهم إلى معسكرات تدريب خاصة لتحولهم فيما بعد إلى ما يعرف الآن باسم تنظيم «القاعدة» الإرهابي الذي استخدمته لشن هجمات إرهابية بررت فيها حربها المزعومة ضد الإرهاب وما تبعها من احتلال لأفغانستان وغزو للعراق.
وأشار إلى أن واشنطن عادت لاستخدام ورقة تجنيد وتسليح الإرهابيين في سورية بهدف التدخل بشؤونها، كما كررت هذه السياسة في ليبيا، والآن في أوكرانيا حيث دعمت الولايات المتحدة بشكل علني سلطات كييف وبدأت وكالة CIA والقوات الأميركية الخاصة وغيرها من هيئات وفروع الإدارة الأميركية بعمليات تدريب وتسليح وحدات من النازيين الجدد والعصابات.
وبيّن، أن عملية وكالة المخابرات المركزية بلغت تكلفتها عدة مليارات من الدولارات لتسليح وتدريب من يسمون بالمقاتلين من أجل الحرية، أو المجاهدين الأفغان، وهو ما عرف باسم «عملية الإعصار»، وكررت الإدارات المتعاقبة هذا النمط عام 2010، حيث بدأت ما تسمى «عملية خشب الجميز» في محاولة فاشلة لعزل الحكومة في سورية وما تسمى «عملية فجر حورية البحر» قبلها لزعزعة استقرار ليبيا.
ولفت إلى أن السلطات الأميركية لم تكتف بهذه العمليات بل سمحت أيضاً للمتشددين الأميركيين الذين يتبعون حركة اليمين المتطرفة ونزعة تفوق العرق الأبيض بالسفر إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب سلطات كييف ضد القوات الروسية، مبيناً أن وسائل الإعلام الأميركية لعبت دوراً كبيراً في الترويج لهؤلاء المتشددين وتسترت على سجلهم الإجرامي العنيف.
وفي وقت سابق كشفت صحيفة «بولتيكو» الأميركية، أن الولايات المتحدة وبعد إقرارها بأن «كتيبة آزوف» النازية المتطرفة في أوكرانيا تجند متشددين مؤيدين لليمين المتطرف ولأفكار تفوق العرق الأبيض، بدأت بجمع معلومات عن مواطنيها الذين توجهوا بدعم وتسهيل منها إلى أوكرانيا خوفاً من عودتهم إلى الولايات المتحدة بخبرات قتالية.
وقبل أن تبدأ العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية سكان دونباس وافق البرلمان الأوكراني على قانون موسع من شأنه أن يسمح للجيش بتسليح الميليشيات المحلية بأمر من الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ولم يقتصر الأمر على تسليح وتجنيد المدنيين بل تجاوزه إلى دعوات لاستقطاب المرتزقة الأجانب عبر تشكيل ما يسمى «الفيلق الأجنبي»، في خطوة لم تبد الولايات المتحدة أو بريطانيا أو الاتحاد الأوروبي أي اعتراض عليها بل على العكس سارعت دول أوروبية لمشاركة أوكرانيا في حشد هؤلاء المرتزقة حيث أعلنت بريطانيا والدنمارك السماح للمتطوعين من بلادهما بالانضمام إلى الفيلق المذكور.