سورية

بغداد تسلمت 50 داعشياً من «قسد» … لاجئون عراقيون في «مخيم الهول» يناشدون حكومة بلادهم الإسراع بإعادتهم

| وكالات

أعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق، أمس، تسلمها خمسين من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي من ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» الانفصالية التي تحتجز في مخيمات تديرها في شمال شرق سورية أبرزها «مخيم الهول» آلافاً من مسلحي التنظيم وعوائلهم، في حين ناشد لاجئون عراقيون في المخيم حكومة بلادهم الإسراع بإعادتهم.
وقالت الخلية في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية «واع»: إنه «من خلال التفاهمات والاتفاقات المشتركة وبهدف مكافحة عصابات داعش الإرهابية على المستوى الإقليمي والدولي، فقد تسلمت قيادة العمليات المشتركة من «قوات سورية الديمقراطية» 50 عنصراً من عصابات داعش الإرهابية عبر طريق منفذ ربيعة الحدودي».
وأضافت: إن «هؤلاء تم تسليمهم إلى وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية لغرض التحقيق معهم، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم».
وأكدت، أن «قيادة العمليات المشتركة مستمرة بالتعاون والتنسيق مع الجميع لدحر الإرهابيين وتجفيف منابع تمويلهم بهدف القضاء على هؤلاء المجرمين أعداء الإنسانية جمعاء».
جاء ذلك بالتزامن مع مطالبات اللاجئين العراقيين في «مخيم الهول»، جنوب شرق الحسكة، حيث تحتجز ميليشيات «قسد» نازحين سوريين وعراقيين إضافة إلى الآلاف من مسلحي داعش وعوائلهم بالإسراع في إعادتهم إلى بلادهم مع تصاعد عمليات القتل في المخيم وسط عجز «قسد» عن ضبط الأوضاع الأمنية داخله.
وحسب وكالة «نورث برس» التابعة لـ«قسد»، فإن المخيم شهد في الآونة الأخيرة تزايداً في عمليات القتل، حيث تم تسجيل 18 جريمة منذ مطلع العام الجاري استهدفت تسعة سوريين وتسعة عراقيين وأغلبيتها تمت باستخدام سلاح ناري.
وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة العراقية حرصها على إعادة جميع مواطنيها من «مخيم الهول» بعد «التدقيق والتأكد» من جنسيتهم العراقية.
وفي آذار الماضي، زار وفد عراقي، مناطق شمال شرق سورية بهدف إعادة المزيد من اللاجئين العراقيين الموجودين في «مخيم الهول»، وأعلنت وزارة الهجرة العراقية بعد نحو ثلاثة أسابيع، من تلك الزيارة إمكانية نقل 500 عائلة من المخيم إلى البلاد.
ونقلت الوكالة عن أحد اللاجئين العراقيين، ممن يقطنون المخيم مطالبته حكومة بلاده بالإسراع في «إعادتنا إلى وطننا الذي يتوفر فيه الأمان على عكس ما هو في المخيم» وقال: «أوضاعنا سيئة هنا للغاية من جميع النواحي.. نريد العودة إلى العراق».
ويضم «مخيم الهول» حسب الوكالة، 56.775 شخصاً ويشكّل اللاجئون العراقيون غالبيتهم، في حين يسكن الآلاف من زوجات وأطفال مسلحي داعش الأجانب في قسم خاص ضمن المخيم.
وناشدت لاجئة عراقية تنحدر من منطقة الأعظمية في بغداد، حكومة بلادها الإسراع بإعادتهم إلى بلادهم وقالت: «مع قدوم الليل نستودع أنفسنا لرب العالمين، نعيش في رعب فظيع، نتمنى من الجهات التي ترانا أن يرحموا حالنا ويعيدونا». وعبّرت عن مخاوفها من عمليات القتل وخاصة أنها تستهدف أطفالاً ونساء، دون أن يتم ضبطها.
وكانت نبرة لاجئة عراقية تنحدر من محافظة صلاح الدين أكثر حدة أثناء حديثها عن أوضاعها في المخيم، «لا نرى سوى خوف ورعب وجوع وتعب وقهر، لا ندع أطفالنا يخرجون من المخيم خوفاً من خطفهم أو قتلهم.. نريد أن تخلصنا حكومتنا من هذا الوضع».
وقال شيخموس أحمد، رئيس ما يسمى «مكتب شؤون اللاجئين والنازحين والمهجرين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية» التي تسيطر عليها ميليشيات «قسد» إنه كان هناك خطة لاستعادة نحو خمسة آلاف عراقي من مخيم الهول، ولكن «استجابة الحكومة العراقية كانت بطيئة جداً ولم تتم استعادة إلا مئات العراقيين».
ووسط الدعوات المتزايدة لتفكيك «مخيم الهول» والتحذير من خطورته، تواصل الحكومة العراقية إعادة العراقيين القاطنين في المخيم ونقلهم إلى «مخيم الجدعة» شمال العراق حيث تجري إعادة تأهيلهم.
ووفق تقرير أعدته وكالة الصحافة الفرنسية في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، فقد تمت إعادة 452 من عوائل مسلحي التنظيم إلى «مخيم الجدعة» من «مخيم الهول» الذي يضم عوائل أجنبية وعراقية لمسلحي داعش، في حين أعلنت وزارة الهجرة العراقية أن نحو 30 ألف عراقي لا يزالون في «مخيم الهول»، بينهم 20 ألف طفل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن