الخبر الرئيسي

النظام التركي يصعد شمالاً.. وواشنطن تحذر: سيرتب نتائج خطيرة على العلاقات الثنائية … الهلال: الرئيس الأسد متمسك بكل ذرة تراب من أرض الوطن ومن يحلم بالتقسيم واهم

| الوطن

أكد الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال، أن الرئيس بشار الأسد والدولة السورية متمسكة بكل ذرة تراب من أرض الوطن، ومن يحلم بتقسيم سورية هو واهم، مشيراً إلى أن الرئيس الأسد لم ولن يقبل بأن يفرط ولا بذرة تراب واحدة من أرض الوطن، وأن الدماء التي قدمها أبطال الجيش العربي السوري من أجل وحدة الوطن والحفاظ عليه خالياً من الإرهاب لا يمكن التفريط بها، وهي أمانة بعنق كل سوري شريف.

الهلال الذي كان يتحدث خلال انعقاد المؤتمر السنوي لفرع الحسكة للحزب، أشار إلى أن الرئيس الأسد كان يمثل ظاهرة فريدة في الشرق الأوسط فكان يعمل لمصلحة شعبه ويرفض الإملاءات الغربية، ويسعى للحفاظ على استقلال القرار السياسي والتمسك بالقضايا العربية والقومية والقضية الفلسطينية.

وأشار الهلال إلى أهمية مرسوم العفو الأخير الذي أصدره الرئيس الأسد والذي يمثل مرحلة جديدة في حياة العديد من السوريين، ليثبتوا صلاحهم وانتماءهم لوطنهم وهو يدل على كرم وأخلاقيات القائد.

كلام الأمين العام المساعد لحزب البعث، تزامن مع تصعيد ميداني ومحاولات مستميتة من النظام التركي لتغيير الوقائع الميدانية في الشمال السوري واستغلال اللحظة الدولية الراهنة لتنفيذ أجنداته العدوانية في الشمال، حيث اعتدت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من التنظيمات الإرهابية على عدة مناطق في ريف الرقة الشمالي، ملحقة أضراراً مادية كبيرة بالمنازل والأراضي الزراعية والممتلكات العامة.

وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال التركي والمجموعات الإرهابية التي تدعمها والمنتشرة أقصى الريف الشمالي للرقة قصفت بالمدفعية الثقيلة الأحياء السكنية في قريتي أبو نيتونة والتروازية على الطريق الدولي (M4) ومحيط معمل لافارج ومنطقة عين عيسى.

ولفتت المصادر حسب «سانا»، إلى أن الاعتداءات تسببت بأضرار مادية في عدد من منازل المواطنين والمحاصيل الزراعية، فضلاً عن تفاقم الوضع المأساوي وغير الإنساني الذي يعيشه الأهالي وخاصة الأطفال والنساء نتيجة الاعتداءات المستمرة لقوات الاحتلال التركي ومرتزقتها والتي عطلت الحياة العامة فيها.

كما نفذت قوات الاحتلال التركي، حسب المصادر، قصفاً مدفعياً على مناطق سيطرة ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تسيطر عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية، شملت أماكن في منطقة عون الدادات بريف منبج شمال شرق حلب.

في المقابل، ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال التركي ومرتزقته استهدفت أمس عيادة طبيب في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي التي توجد فيها قاعدة عسكرية روسية، ما أدى لأضرار مادية، من دون معلومات عن خسائر بشرية، لافتة إلى أن هذا الاستهداف يعد الثالث من نوعه لتل رفعت خلال أسبوعين.

إلى ذلك أشارت مصادر مطلعة في محافظة الحسكة لـ«الوطن»، إلى حالة من التذمر تسود بين صفوف «قسد» وقياداتها، على خلفية التصعيد الأخير، ولاسيما مع أنباء فرار عدد من هذه القيادات إلى تركيا.

ومع إيحاء النظام التركي إصراره على المضي بتنفيذ مخطط ما يسمى «المنطقة الآمنة» وتصعيد القصف الميداني، صعّدت واشنطن من لهجتها تجاهه وحذرته من مغبة الاستمرار في هذا التصعيد، حيث أكد مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية البنتاغون لـ«سكاي نيوز عربية» أن أي توسع لتركيا شمال سورية سيعرضها لعقوبات.

وكشف المسؤول الأميركي عن أن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت رسمياً الحكومة التركية في أنقرة أن أي توسّع عسكري للجيش التركي في شمال سورية، وتحديداً في اتجاه مناطق تل رفعت ومنبج وعين عيسى، سيترتب عليه نتائج خطيرة على العلاقات الثنائية ومصالح المواطنين الأكراد الأبرياء.

وأضاف: إن «إدارة البيت الأبيض لا تستبعد أن يُقدم الكونغرس على فرض مزيد من العقوبات على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيما لو أقدم على هذه الخطوة»، التي وحسب تعبيره، «تعرّض أصدقاء أميركا داخل سورية من وحدات حماية الشعب الكردي وقوات سورية الديمقراطية» للتهديد الأمني والاقتصادي والمعيشي.

من جهته حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تركيا من أي هجوم عسكري في سورية وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لـ«الناتو»، ينس ستولتنبرغ: إن «القلق الكبير الذي يساورنا هو أن أي هجوم جديد من شأنه أن يقوض الاستقرار الإقليمي».

وأكد الوزير الأميركي أن بلاده «تدعم المحافظة على الوضع القائم، وتعارض أي تصعيد في الشمال السوري».

رئيس النظام التركي كان قد أعلن في وقت سابق أمس، أن بلاده بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة في عملياتها العسكرية شمال سورية، قائلاً: «نحن بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة في قرارنا المتعلق بإنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كيلومتراً شمال سورية، وتطهير تل رفعت ومنبج من الإرهابيين»!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن