ثقافة وفن

من الأرجنتين وأرمينيا وبمشاركة سورية … عُزفت موسيقا التانغو احتفاء بأعمال المؤلف الأرجنتيني آستور بياتزولا

| سارة سلامة

الموسيقا هي لغة التواصل بين الشعوب لا محالة، فرغم تعدد الثقافات وتنوع الحضارات نبحث دائماً عن موسيقا تلخص لنا ثقافة الآخر لننهل منها ونتعرف على طبيعتهم وحياتهم، وفي ليلة من ليالي العمر اختارت دار الأوبرا في دمشق أن تعيشنا أجواء مميزة تجمعنا بثقافات متنوعة؛ تصدح بخليط موسيقي أرجنتيني أرمني سوري؛ حيث احتفت بأعمال المؤلف الأرجنتيني آستور بياتزولا من خلال أمسية موسيقيّة غنائيّة، وذلك بالتعاون مع سفارة جمهورية الأرجنتين في دمشق.

وباستخدام آلة الباندونيون الخاصة بجنوب أميركا، التي تدخل للمرة الأولى إلى سورية؛ وبأداء موسيقيين سوريين وأرجنتينيين وأرمنيين أعادوا إحياء إرث المؤلف بياتزولا الذي حقق شهرة عالميّة من خلال أعماله.

وشارك في الأمسية موسيقيون سوريون بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان إضافة إلى المغنية الأرجنتينيّة مارييل دوبوتيت، وعازف آلة الباندونيون ولتر ريوس، وفرقة كادانس بقيادة عازف البيانو أرمان بابكهنيان.

وقدمت في برنامج الأمسية مقطوعات متعددة للموسيقي بياتزولا، منها: «الفصول الأربعة لمدينة بونس آيرس» للمؤلف (آستور بياتزولا) التي بدأت الأمسية بها متضمّنةً أيضاً مقطوعات «وداعاً جدي»، «ليبرتانغو»، ورقصة «لاكومبارسيتا»، ومن مؤلفاته أيضاً غنت مارييل دوبوتيت أغنيات «مقدمة عام 3001»، «العودة إلى الجنوب»، و«اسمي ماريا».

التعريف بموسيقا التانغو

حضارات متعددة يلخصها موسيقيون شغوفون بموسيقا التانغو، حيث أحدث الموسيقي الراحل بياتزولا نقلة نوعية لموسيقا التانغو في مزجها مع مؤلفاته من موسيقا الجاز والموسيقا الكلاسيكية، واشتُهر بالعزف على آلة الـ باندونيون وهي نوع من آلات الأكورديون الشعبية الشائعة في الأرجنتين والضرورية لفرق التانغو.

ولموسيقي التانغو الأرجنتيني (أنيبال ترويلو) حضرت مقطوعة «تشي باندونيون». أما عازف الباندونيون (ولتر ريوس) فقدّم من مؤلفاته مقطوعتي «اليوم التالي»، و«أمسية في تموز». كما تضمنت الأمسية موسيقا «أغنية عشق أرمنية» للمؤلف الأرميني (سايات نوفا) وهو شاعر ومغنٍّ من أصول سورية وتحديداً من مدينة حلب، واسمه الحقيقي هاروتيون صياديان، الذي قال عن تلك الأمسية: «هي ذكرى رائعة سنحملها كموسيقيين إلى بلادنا؛ وبين عازف الـ باندونيون «ولتر ريوس» عن الشوق لسماع هذا النوع من الموسيقا عند العازفين السوريين وهذه الآلة التي تركها المؤلف بياتزولا، وعبّر عن سعادته من خلال هذا التواصل الذي أتاح له العزف والغناء مع الأوركسترا السيمفونية وكانت هذه الأمسية الجميلة.

كما قالت المغنية الأرجنتينية مارييل دوبوتيت إن هذا التجمّع مملوء بالمشاعر والأحاسيس التي ستشكّل فرصة للتعريف بموسيقا التانغو.

منظور مختلف

وأوضح قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية المايسترو ميساك باغبودريان: «نهدف للاعتماد على الموسيقيين السوريين الشباب لتعريفهم بنوع جديد من الأنماط الموسيقية والبحث في تفاصيل الموسيقا الجديدة التي سيعزفونها.

ومن جهته بين مدير دار الأوبرا السورية أندريه معلولي أن: «هذه التجربة هي الثانية من نوعها، الأولى كان هناك تعاون مع مهرجان للأفلام الأرجنتينية وكان حدثا مميزا ومؤثر جدا، واليوم نقدم حدثا مهما جداً للمؤلف الموسيقي الأرجنتيني بياتزولا الذي ترك إرثاً موسيقياً كبيراً جداً، ليس فقط للأرجنتين وإنما للعالم بأسره، ونحن سعداء بالتعاون مع الموسيقيين من أرمينيا التي تربطنا دائماً معهم علاقات طيبة».

بينما اعتبر عازف الغيتار الأرميني هاغوب تشاغاتسبانيان: «أن ما ينجز اليوم له قيمة كبيرة ومهمة لجميع المشاركين، مبيناً أن الفرقة تعزف منذ نحو العشرين عاماً موسيقا التانغو وأعمال بياتزولا، لكنها في كل تجربة مع الموسيقيين الأرجنتينيين ترى الأعمال من منظور مختلف».

كما أوضح الموسيقي بابكهنيان أن التعاون مع الفرقة الأرجنتينية بدأ منذ عام 2009 من خلال إقامة مشاريع موسيقية وفعاليات عديدة في أرمينيا والولايات المتحدة والأرجنتين لينتقلوا بأمسيتهم في دمشق إلى مستوى آخر من التعاون.

هذا ورافق الأمسية معرض فني افتتحته وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح، وسفير جمهورية الأرجنتين في دمشق سيباستيان زافالا، ضمّ صوراً طبيعية لجزر مالفيناس المؤلفة من جزيرتين كبيرتين و776 جزيرة صغيرة متبعثرة حولهما، في فرصة تُتيحها المناسبات الثقافية لتعارف أكبر بين الشعوب.

وآستور بانتاليون بيازولا موسيقيّ أرجنتيني ولد في 11 آذار عام 1921 في مدينة مار ديل بلاتا وتوفي في العاصمة الأرجنتينيّة بيونس آيرس عام 1992، أحدث ثورة ونقلة نوعيّة لموسيقى التانغو عبر مزجه في مؤلفاته الموسيقيّة عناصر من موسيقى الجاز والموسيقى الكلاسيكية بموسيقى التانغو التقليدية، بالإضافة لتأليف الموسيقى كان آستور مبدعاً في العزف على آلة الباندونيون، صنّف آستور كأحد أفضل موسيقيّ التانغو في القرن العشرين، من أشهر مؤلفات آستور بيازولا الموسقيّة: ليبرتانغو وتانغو: ساعة الصفر وحواس تانغو الخمس وسويت بانتا ديل إيستي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن