ثقافة وفن

الاحتفال بأطفال سورية … سوخوف: قدّمنا جزءاً من الثقافة الروسية الأدبية والموسيقية

| مايا سلامي - تصوير طارق السعدوني

تحت رعاية وزارة الثقافة وبمناسبة يوم الطفل العالمي، أقام المركز الثقافي الروسي حفلاً موسيقياً وغنائياً مخصصاً لأطفال سورية وذلك على خشبة مسرح الحمراء في دمشق.

وبعرضٍ ساحر ومثير مفعم بالفرح والألوان جذب أنظار الحاضرين ورسم الابتسامة على وجوه الأطفال، قدّمت مجموعة من اللوحات الراقصة الكلاسيكية والشعبية التي عكست التراث والأدب الروسيين من خلال التطرق إلى حياة الشاعر والكاتب الروسي ألكسندر بوشكين صانع اللغة الروسية الحديثة، وتقديم عرض غنائي مقتبس من أهم قصائده. وحمل الحفل بين طياته رسالة محبة وسلام إلى كل العالم من الأطفال السوريين الذين عايشوا كل ما قاسته سورية من حرب وظلم، إلا أن المستقبل سيكون بيدهم بما يحملونه من علم يزرع الأمل والنور في دربهم.

رؤية المستقبل

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بيّن مدير المركز الثقافي الروسي نيكولاي سوخوف أن المركز الثقافي الروسي وتحت رعاية وزارة الثقافة السورية نظم على خشبة مسرح الحمراء حفلاً فنياً للرقص والغناء والشعر بالتزامن مع مناسبتين، هما اليوم العالمي للطفل، ويوم اللغة الروسية في 6 حزيران يوم ميلاد الشاعر الروسي الكسندر بوشكين».

وأضاف: «قدّمنا جزءاً من الثقافة الروسية الأدبية والموسيقية للأطفال السوريين الذين يدرسون اللغة الروسية في المدارس، وللأطفال الحاضرين من الجمعية الأرمنية والجمعية الشركسية، وأطفال من عائلات المشاركين في هذه الحفلة، وكان هدفنا بالمقام الأول إقامة عرض يسعد ويمتع الحاضرين والأطفال على وجه الخصوص».

وأشار إلى أن جميع الأطفال الحاضرين ولدوا في زمن الحرب والأوضاع الاقتصادية الصعبة، وصحيح أن الحرب العسكرية انتهت إلا أن الحرب الاقتصادية التي تتعرض لها سورية مازالت مستمرة، وأن هذا الحفل يقدّم لهم جزءاً من رؤية المستقبل بأنه هناك التعليم والثقافة اللتان تعطيان كل طفل وإنسان الأمل والدعم الروحي.

قصة حب

بدوره، أوضح أستاذ الغيتار في المركز الثقافي الروسي باسل نفاخ: اليوم قدّمنا عرضاً باللغة الروسية لواحدة من أهم قصائد الشاعر الروسي الكسندر بوشكين، وهي تصوير لقصة حب تجمع بين شاب وفتاة لا يوافق والدها عليها فيضطر الحبيبان إلى أن يهاجروا من دون علمه ويستمر الأب في البحث عن ابنته ولا يجدها، لكن بالنهاية يمرض الأب وتتدهور حالته الصحية كثيراً فتعود ابنته إليه لكنها تصل بعد فوات الأوان، وهذه القصيدة تلخص فيلماً كاملاً ونحن أديناها بأغنية مع عزف للموسيقا على الغيتار».

الفرحة والابتسامة

وقال مفيد حمامة أحد المشاركين في الحفل: إن روسيا تحاول دائماً أن تقدم الفرحة والابتسامة للأطفال، واليوم بمناسبة اليوم العالمي للطفل أحببنا أن نقدم هذا العرض للأطفال السوريين وأن نثبت أنه رغم كل سنوات الحرب لم تتوقف أنشطة وتدريبات المركز الثقافي الروسي وأنه ما زال يقدّم خبرات مفيدة في مجالات عدة.

وبدورها أوضحت مؤدية الرقص اللاتيني في الحفل سميرة ماريا أن المركز الثقافي الروسي أقام هذه المناسبة الخاصة بالرقص والموسيقا بمناسبة اليوم العالمي للطفل والتي تتيح للكبار والصغار أن يشاركوا في هذا العرض، مؤكدة أنه في مثل هذه الأوقات الصعبة نحن بحاجة إلى أن نشاهد فرحة الأولاد وأن نرسم الابتسامة على وجوههم لننسيهم كل أيام الحزن والحرب التي عاشوا فيها، إضافة إلى أن مشاركة الأطفال في مثل هذه العروض تسهم في تقوية شخصيتهم.

رسالة المحبة

كما بيّن كريم الخطيب أنه باليوم العالمي للطفل أحبت روسيا أن تدخل الفرحة إلى قلوب الأطفال السوريين وبأبسط الطرق ألا وهي الرقص أو عن طريق الأناشيد والحكايات.

وأضاف: «قدمنا عرضين، عرضاً عسكرياً روسياً يرمز لعيد الشهداء وقد استمر التدريب عليه طوال الأشهر الستة الفائتة، والعرض الآخر هو رقص شعبي روسي تدربنا عليه لمدة أربعة أشهر».

أما سعاد الخربوطلي والدة إحدى المشتركات مع المركز الثقافي الروسي فقالت: «رسالة هذا العرض الذي يقدمه المركز الثقافي الروسي هو دعم الأطفال ونشر رسالة المحبة والسلام وخاصة بعد الحروب التي كنا نعيشها، والمركز الروسي دائماً ما يقدم نشاطات جميلة ومختلفة للأطفال السوريين كدليل على الصداقة السورية الروسية».

وبينت أن «عرض الأطفال لفرقة ابنتي هو عن اللعبة الروسية «ماتروشكا» وكل مجموعة منهم ستقدم رسالة صغيرة عن الطفولة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن