رياضة

بطاقة أوروبا الأخيرة للمونديال بين ويلز وأوكرانيا … سقوط مدو لثلاثة كبار في دوري الأمم الأوروبية

| خالد عرنوس

تتواصل منافسات دور المجموعات في دوري الأمم الأوروبية بنسختها الثالثة من خلال الجولة الثانية التي تنطلق اليوم وتنتهي الثلاثاء على أن تقام الجولتان التاليتان مباشرة استغلالاً من اليويفا للوقت لإنهاء هذا الدور قبل وقت كاف من نهائيات المونديال، وفي أبرز مباريات الجولة الثانية يلتقي المانشافت الألماني أسود إنكلترا الثلاثة في واحدة من الكلاسيكيات الكبيرة في القارة العجوز، ويطمح منتخب الناري الكرواتي للثأر من الديك الفرنسي في إعادة ثالثة لنهائي مونديال 2018 بعد ثلاث هزائم متتالية، وتأتي هذه الموقعة بعد سقوط الفريقين في الجولة الأولى، وفي مباريات اليوم يرحل اللاروخا الإسباني نحو براغ لمواجهة المنتخب التشيكي ضمن المجموعة الثانية على حين يستقبل البرتغالي نظيره السويسري، وكان الفريقان تقابلا في نصف نهائي النسخة الأولى ويومها فاز الأول.

وبعيداً عن دوري الأمم لكن ضمن الأجواء الأوروبية سيتعرف العالم اليوم إلى الممثل الأخير للقارة العجوز في نهائيات كأس العالم 2002 من خلال نهائي الملحق بين منتخبي ويلز وأوكرانيا وذلك على أرض ملعب كارديف سيتي العاصمة الويلزية حيث يطمح الفريقان للعودة الثانية إلى المونديال، ومن هذا اللقاء الحاسم نبدأ.

عودة منتظرة

ففي كارديف يحلم منتخبا ويلز وأوكرانيا بالعودة إلى المونديال، الأول بعد غياب دام 64 سنة على ظهوره الوحيد في العرس العالمي والثاني بعد غياب 16 عاماً على مشاركته اليتيمة، فالمنتخب البريطاني العتيق لم يكن يوماً ليقارن بشقيقيه الكبيرين ولا حتى بموازاة أي من المنتخبات البريطانية الأخرى، وبالكاد نجح قبل 6 سنوات بالظهور الأول في كأس أوروبا في حين سبق له أن شارك في مونديال السويد 1958 للمرة الوحيدة ويومها بلغ ربع النهائي وخسره بهدف بيليه الشهير أمام البرازيل، وعلى الرغم من أن الكرة الويلزية أنجبت العديد من النجوم العمالقة في الدوري الإنكليزي (راش وهيوز وغيغز وغيرهم) إلا أنها بقيت في الظل حتى جاء الجيل الحالي بقيادة غاريث بيل ليسجل المنتخب الملقب بالتنين حضوره الأول في بطولة كبرى عندما بلغ يورو 2016 ونجح يومها بمباغتة الجميع فوصل نصف النهائي وشارك في النسخة الأخيرة وخرج من ثمن النهائي.

وهاهو الفريق الذي يشرف عليه رايان غيغز أمام فرصة تاريخية لبلوغ المونديال من جديد بعدما حل ثانياً في مجموعته وراء المنتخب البلجيكي قبل أن يتخطى نظيره النمساوي في نصف نهائي الملحق بنتيجة 2/1، وبالمقابل فإن المنتخب الأوكراني الذي تجاوز نظيره الإسكتلندي في نصف الملحق الثاني بنتيجة 3/1 يملك تاريخاً مشرفاً كلاعبين وأفراد وأندية أيام الاتحاد السوفييتي، ومنذ استقلال أوكرانيا قبل ثلاثة عقود عاش المنتخب على أنقاض تلك الذكريات لكنه بلغ المونديال 2006 وخسر يومها في ربع النهائي أمام الآتزوري الإيطالي صفر/3، علماً أن المنتخب الأوكراني لم يخسر في التصفيات الحالية لكنه حلّ ثانياً وراء بطل العالم الفرنسي بفعل ستة تعادلات مقابل فوزين، وسبق للمنتخبين الأوكراني والويلزي أن تقابلا مرتين في تصفيات مونديال 2022 فتعادلا بنتيجة 1/1، وفاز الأوكراني 1/صفر في مباراة ودية عام 2016.

اللاروخا والسيليكيسيون

حملت الجولة الأولى للمجموعة الثالثة للدرجة الأولى تعادلاً عادلاً بين قطبيها الإسباني والبرتغالي الشيء الذي استغله التشيكي بفوزه على السويسري ليتصدر مبدئياً، ويستقبل الليلة اللاروخا في مباراة تعيد إلى أذهان التشيكيين العقدة التي لازمتهم طيلة خمس مواجهات منذ الاستقلال قبل ثلاثة عقود على عكس ما كان أيام الاتحاد التشيكوسلوفاكي حيث كانت النتائج متوازنة تقريباً (8 انتصارات للإسبان مقابل 7 للمنتخب التشيكوسلوفاكي)، واليوم يدرك الفريق التشيكي بقيادة المدرب يورسلاف سيلهافي أنها الفرصة التي قد لا تأتي كثيراً للخروج بنتيجة إيجابية أمام اللاروخا من أجل مواصلة النتائج الجيدة في البطولة والتي تصدر مجموعته في نسختها الثانية ليتأهل إلى النخبة الأعلى، وبالمقابل فإن اللاروخا الذي أنهى النسخة الماضية وصيفاً لبطلها يسعى لتأكيد مكانته الرفيعة فيها ومن ثم دخول المونديال بمعنويات مرتفعة لأحد المرشحين لنيل اللقب العالمي.

خمسة لقاءات جمعت المنتخبين كلها على الصعيد الرسمي فتعادلا في براغ ضمن تصفيات مونديال 1998 ثم فاز اللاروخا بهدف ثم فاز مرتين في تصفيات بطولة يورو 2012، بنتيجة 2/1 في إسبانيا و2/صفر في براغ، أما آخر المواجهات فكانت في الدور الأول لنهائيات يورو 2016 وانتهى إسبانياً بهدف.

ويحاول السيليكيسيون البرتغالي بطل النسخة الأولى الظفر بأول ثلاث نقاط في الطريق لاستعادة اللقب عندما يستضيف الناتي السويسري على وقع ذكريات لقاء الفريقين في نصف نهائي النسخة الأولى عندما فاز رفاق رونالدو 3/1 بفضل الهاتريك الذي سجله الدون بنفسه، وقد يأمل الفريق الضيف تعويض خسارته الأولى بملعبه أمام التشيك، وفشل المنتخب البرتغالي بطل نسخة 2019 حتى بتجاوز الدور الأول في نسخة 2020/2021 عندما خسر أمام البطل (فيما بعد) الفرنسي في لشبونة بهدف بعد التعادل في باريس، وبالمقابل تراجع المنتخب السويسري رابع النسخة الأولى وسقط بين فكي اللاروخا والمانشافت في النسخة الثانية ليحتل المركز الثالث في مجموعته أمام المنتخب الأوكراني، لكنه نجح فيما بعد على مستوى التصفيات المونديالية التي تخطاها بثقة وبنتائج تاريخية حيث لم يخسر ويحسب له أنه أطاح بالآتزوري الإيطالي، وعلى الضفة الأخرى بلغ البرتغالي النهائيات العالمية من باب الملحق عندما حل ثانياً في مجموعته وراء الصربي لكنه تخطى نظيره التركي بنتيجة 3/1 قبل أن يخمد المفاجأة المقدونية في المباراة الفاصلة ويفوز عليه 2/صفر.

تقابل المنتخبان في 23 مباراة منها 13 على المستوى الرسمي ويتفوق السويسري بالمجمل بواقع 10 انتصارات مقابل 8 للبرتغالي وتعادلا 5 مرات، وعلى الصعيد الرسمي حقق البرتغالي 5 انتصارات مقابل 4 للسويسري وتعادلا 4 مرات، وكان اللقاء الأول في تصفيات مونديال 1938 وانتهى سويسرياً 2/1.

سقوط بالجملة للكبار

وشهدت منافسات الجولة الأولى في المجموعة الأولى سقوطاً مدوياً لأصحاب الضيافة فانهزم البطل الفرنسي على ملعبه المفضل أمام الديناميت الدانماركي بهدف مقابل هدفين وتقدم كريم بنزيمة لأصحاب الدار مطلع الشوط الثاني مسجلاً هدفه رقم 37 مع الديوك معززاً مركزه الخامس لهدافي فرنسا الدوليين، إلا أن لاعباً مغموراً يدعى كورنلويس فجر المفاجأة وسجل هدفين ليحقق فريقه الفوز الأول على الأراضي الفرنسية، على حين مني الناري الكرواتي بهزيمة ثقيلة أمام ضيفه النمساوي بثلاثة أهداف نظيفة وهو الفوز الأول للضيف بعد ثلاث هزائم إحداها ضمن نهائيات يورو 2008، وفي المجموعة الرابعة لم يخرج المضيف البلجيكي عن النص فتلقى هزيمة نكراء أمام ضيفه الهولندي بهدف مقابل أربعة كان فريق الطواحين تقدم بها، وسجل ممفيس ديباي نصفها ليبلغ هدفه الحادي والأربعين مع المنتخب البرتقالي لينفرد بالمركز الثالث لهدافيه التاريخيين بفارق هدف وراء كلاس يان هونتلار وتسعة أهداف خلف متصدر اللائحة روبن فان بيرسي.

محاولات للتعويض

وبناء على هزيمة الفريقين الكرواتي والفرنسي فإن مواجهتهما يوم الإثنين ضمن الجولة الثانية تدخل من باب الفرصة للتعويض وبالطبع الثأر للفريق الكرواتي من هزائمه الثلاث الأخيرة الرسمية المتتالية منذ نهائي مونديال 2018 بل عن ثماني مواجهات سابقة لم يعرف خلالها الفوز على ضيفه، وسبق للديوك الزرق الفوز على نظيره الكرواتي في نصف نهائي مونديال 1998 بنتيجة 2/1 ثم تعادلا 2/2 في الدور الأول ليورو 2004 قبل أن يجدد الفرنسي فوزه بنهائي مونديال 2018 بنتيجة 4/2 وبالنتيجة ذاتها في ذهاب دور المجموعات لدوري الأمم 2020/2021 في باريس وفي زغرب إياباً بنتيجة 2/1.

بدورهما سيكون أمام منتخبي النمسا والدانمارك المنتشيين بالفوز فرصة لاعتلاء صدارة المجموعة عندما يتقابلان في ملعب آرنست هابيل في العاصمة فيينا وخاصة الفريق المضيف الذي يعول على الأرض والجمهور بغية الثأر من ضيفه، على حين فريق الديناميت الأحمر يعتمد على سجله الرسمي النظيف أمام مضيفه وخاصة أنه فاز عليه ذهاباً وإياباً في تصفيات المونديال القادم حيث اكتسحه على أرضه برباعية قبل أن يكتفي بهدف يتيم في كوبنهاغن، وسبق له أن فاز عليه ذهاباً وإياباً كذلك قبل ثلاثين عاماً ضمن تصفيات يورو 1992 على حين سجل النمساويون فوزهم الأخير ودياً عام 2010.

ديربي عريق

هو من أقدم الديربيات الدولية في العالم وبين أكثر المواجهات الدولية تكراراً ذلك الذي يجمع منتخبي السويد والنرويج ويأتي ضمن التصنيف الثاني لدوري الأمم في النسخة الثالثة، وكان البلاغولت السويدي بدأ البطولة في هذا التصنيف وقد تصدر مجموعته في النسخة الأولى فصعد إلى الأول لكنه سرعان ما عاد من حيث أتى بفعل احتلاله المركز الرابع في المجموعة الحديدية التي ضمته مع فرنسا والبرتغال وكرواتيا، على حين بدأ الأسد النرويجي من التصنيف الثالث وارتفع إلى الدرجة الثانية بعد تصدره مجموعته ثم حل ثانياً في مجموعته بالنسخة الثانية، وقد أخفق الفريقان بالتأهل إلى المونديال، علماً أن السويدي الذي كان حاضراً في روسيا 2018 قد خسر في نهائي الملحق أمام بولندا على حين النرويجي حل ثالثاً في مجموعته خلف الهولندي والتركي.

وسبق للفريقين أن تقابلا 108 مرات بداية من عام 1908 وفاز السويدي يومها 11/3 وآخرها في تصفيات يورو 2020 وتعادلا مرتين 3/3 و1/1، ويتفوق السويدي بـ59 فوزاً مقابل 24 فوزاً للنرويجي وتعادلا 25 مرة، وفي المواجهات الرسمية لعبا 12 ديربياً في تصفيات المونديال ويورو فتعادلا 3 مرات وفاز السويدي 7 مرات والنرويجي مرتين، كذلك لعبا 50 مباراة ضمن بطولة الدول الإسكندنافية (ألغيت مطلع الألفية الثالثة) والفوز مجدداً للسويدي بـ28 مرة مقابل 12 مرة للنرويجي وتعادلا 10 مرات.

ولا يخرج لقاء صربيا مع سلوفينيا عن سلسلة الديربيات التي تحفل بها البطولة فهما جاران وكانا تحت راية يوغسلافيا السابقة وقد خسرا المباراة الأولى ويحاولان التعويض من خلال المواجهة بينهما في بلغراد، وسبق لهما أن تقابلا مرتين ضمن تصفيات كأس أوروبا 2012 فتعادلا في صربيا 1/1 وفاز السلوفيني إياباً بهدف وتواجها ودياً مرة واحدة انتهت بالتعادل 1/1 عام 2004.

مباريات الجولة الثانية

– اليوم: تشيكيا × إسبانيا، البرتغال × سويسرا (9,45).

– غداً: كرواتيا × فرنسا، النمسا × الدانمارك (9,45).

– الثلاثاء: ألمانيا × إنكلترا، إيطاليا × المجر (9,45).

– الأربعاء: بلجيكا × بولندا، ويلز × هولندا (9,45).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن