رياضة

بعد 17 موسماً حلق في سماء البطولات.. الشرطة يهبط بصمت … الهبوط الحزين بفوارق بسيطة… والفريق دفع ضريبة باهظة الثمن

| ناصر النجار

فريق الشرطة الهابط المظلوم لأنه كان قريباً جداً من النجاة فابتعد عن حطين القريب منه بفارق نقطة وعن كل من جبلة والكرامة والفتوة بفارق نقطتين، وعن الوحدة الرابع بفارق ست نقاط.

وهذا الميزان يجعلنا نقول: إن المسافات كانت قريبة جداً بين الفرق وأن الشرطة كان سيئ الحظ فكان قدره الهبوط، وقد يكون ذلك مفيداً له ليعيد كل حساباته من جديد، وليبدأ وفق منظور القواعد الجيدة، والاهتمام بالمواهب والخامات، وخصوصاً إذا علمنا أن الفريق واجه العديد من الصعوبات في عقود هذا الموسم.

وبالعودة إلى نقطة البداية نجد أن الفريق خسر العديد من اللاعبين الجيدين وخصوصاً في خطي الدفاع والوسط، وسعت الإدارة إلى الترميم لكنها لم تصل إلى مبتغاها بسبب الكتلة المالية التي لا تستطيع إدارة النادي تجاوزها، وكما نعلم إن الهيئات لها قوانينها الخاصة على عكس الأندية الأخرى التي ميزانياتها مفتوحة من استثمار وموارد وريوع وإعانات وتبرعات ودعم تجاري واقتصادي.

بكل الأحول قدم لنا فريق الشرطة نموذجاً جيداً من اللاعبين الذين أخذوا فرصتهم وبصموا في هذا الموسم كيوسف عرفة وحاتم نابلسي وصهيب الشرعبي ومعن الحسن وغيرهم وقاد هذه الجوقة مؤمن ناجي اللاعب المخضرم.

العقبة في التشكيل الجديد كانت بالانسجام، فكل فريق يحتاج إلى وقت طويل، وهذا لم يتح لفريق الشرطة، لأن الانسجام لا يتحقق إلا بمباريات رسمية وجدية.

التوقفات الكثيرة في الدوري والروزنامة غير المستقرة كان أثرها سلبياً على الفريق لأنه دخل في مراحل راحة سلبية عديدة، تأثر الشرطة بالتوقف كان أكثر من غيره لاعتبارات تخص الفريق، فالجاهزية المفترضة بقيت في حوزة الفرق التي لديها لاعبون في المنتخب الأول والأولمبي، ولذلك كانت هذه الفرق جاهزة على الدوام ولو من الناحية البدنية على الأقل، فضلاً عن اكتساب الخبرة الخارجية.

النقطة التي لا نود التعليق عليها أن فريق الشرطة اشتكى من أكثر من حالة تحكيمية ساهمت في تعادل أو بخسارة، وعدّ لي إداري الفريق عدداً من المباريات مع حالاتها المصورة مؤكداً أن حالة واحدة فقط لو احتسبت لمصلحتنا لكنا في الدوري الآن، ولو نلنا الحق الكامل لكان وضعنا في أمان.

هذه النقطة تبقى جدلية لأن وجهة نظرنا أن بعض الفرق تعرضت للظلم التحكيمي وكانت رهينة صافرة خاطئة أو راية طائشة.

لكن إذا أردنا أن نضع التحكيم وآثاره السلبية على الدوري جانباً، فإن اللوم يقع على إدارة النادي في جانب واحد وهو تأخرها بقبول استقالة مدربها محمد شديد، وتأخرها بتعيين المدرب باسم ملاح.

الشديد كانت له مبررات للاستقالة، ربما وجد نفسه غير قادر على تحقيق شيء إيجابي للفريق، أو إن الفريق لم ينسجم مع أفكاره وأسلوبه، فقدم استقالته التي لم تقبل فوراً، ولانشك أن مساعده حسام عوض بذل جهداً مشكوراً لتسيير أمور الفريق فنجح في مباريات وفشل في أخرى حتى كان القرار المتأخر جداً بتعيين باسم ملاح وقد لامست أقدام الفريق أعتاب الهبوط، فبذل جهداً للنجاة، لكن على ما يبدو أن الأمور في خواتيم الدوري لم تصب في مصلحة الشرطة فكان الهبوط الحزين قدره بعد 17 موسماً نال فيها لقب الدوري مرتين ووصل إلى ثمن نهائي بطولة الأندية الآسيوية مرتين، وحُرم من الكأس بقرار جائر.

ميزان المباريات

فاز الشرطة في تسع مباريات وتعادل في ست وخسر إحدى عشرة مباراة ونال 33 نقطة، سجل 29 هدفاً ودخل مرماه 34 هدفاً.

ولاحظنا أن الفريق تحسن في الإياب عن الذهاب، ففي الذهاب فاز في ثلاث مباريات فقط مقابل ست في الإياب، وتعادل مرتين في الإياب مقابل أربعة في الذهاب وخسر ست مباريات في الذهاب مقابل خمس في الإياب.

سجل ذهاباً 11 هدفاً وإياباً 18 هدفاً ودخل مرماه في الذهاب 17 هدفاً ومثلها في الإياب.

لم يحقق الفوز على الكرامة وتشرين وأهلي حلب والجيش والنواعير والوثبة، فاز مرتين على عفرين وجبلة، وحقق الفوز مرة واحدة على الفتوة وحرجلة وحطين والوحدة والطليعة.

التعادل تحقق مرتين مع النواعير ومع تشرين وأهلي حلب وحطين والوثبة.

لم يسجل بمرمى أهلي حلب والجيش.

أكبر فوز كان على الوحدة وحرجلة 3/صفر، وأكبر خسارة أمام الجيش صفر/4 وأمام الطليعة صفر/3.

وخسر 1/2 مرة واحدة، وصفر/2 خمس مرات، وصفر/1 مرتين و2/3 مرة واحدة.

أما التعادل فكان بنتيجة 1/1 أربع مرات وصفر/صفر مرة واحدة وكذلك 2/2.

محمد شديد درب الفريق في 11 مباراة ونال تسع نقاط من أصل 33 نقطة.

فاز في مباراتين على الفتوة 2/1 وعلى عفرين 2/صفر، وتعادل ثلاث مرات مع تشرين والنواعير 1/1 ومع أهلي حلب صفر/صفر.

وخسر ست مرات أمام: الكرامة 1/2 والجيش والوثبة والوحدة صفر/2، وأمام حرجلة صفر/1، وأمام الطليعة صفر/3.

حسام عوض قاد الفريق في خمس مباريات ونال أربع نقاط من أصل 15 نقطة ممكنة ففاز على جبلة 2/صفر، وتعادل مع حطين 2/2 وخسر أمام الكرامة والفتوة صفر/2 وأمام تشرين 2/3.

باسم ملاح قاد الفريق في عشر مباريات ففاز بست وتعادل في مباراتين ومثلها خسارتان، مع العلم أنه غير مسؤول عن الخسارة مع أهلي حلب لأنه تسلم الفريق ليلة المباراة، نال الملاح 20 نقطة من ثلاثين نقطة ممكنة.

فاز على الوحدة وحرجلة 3/صفر، وعلى جبلة وحطين والطليعة 2/1، وعلى عفرين 2/صفر، وتعادل مع الوثبة والنواعير 1/1، وخسر أمام أهلي حلب صفر/1، وأمام الجيش صفر/4، وسجل في هذه المباريات16 هدفاً ودخل مرماه عشرة أهداف.

أرقام وألوان

سجل الفريق 29 هدفاً وأفضل مسجل لاعبه معن الحسن بسبعة أهداف، يليه يوسف عرفة بخمسة أهداف وسجل حاتم نابلسي أربعة أهداف، وسجل كل من: صياح نعيم ومحمد هزاع وصهيب الشرعبي ومؤمن ناجي وخليل إبراهيم هدفين، وسجل هدفاً واحداً: مجد الغايب وعبد الساتر حسن ومحمد خلف.

على صعيد ركلات الجزاء: نال الفريق ركلتين في الإياب سجلهما مؤمن ناجي بمرمى الطليعة وخليل إبراهيم في مرمى جبلة.

واحتسبت عليه ست ركلات جزاء مناصفة بين الذهاب والإياب.

ففي الذهاب أضاع عمرو جنيات من الكرامة وسجل محمد الواكد من الجيش وعبد الله نجار من الطليعة.

وفي الإياب أضاع علي زكريا من الكرامة وسجل نصوح نكدلي من تشرين وأنس بوطة من الوثبة.

ونال بطاقة حمراء واحدة للاعبه معن الحسن بلقاء حرجلة ذهاباً.

في الختام إذا أراد الشرطة العودة السريعة المظفرة فعليه الاعتماد على مدربه الحالي، باسم ملاح والحفاظ على لاعبيه الشبان الموهوبين وضخ دماء جديدة شابة وهو أفضل بكثير من البحث عن لاعبين لن يقدموا للفريق المطلوب ولن يرتقوا به.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن