بوريل تحدث عن تضاءل إمكانية إحياء الاتفاق النووي الإيراني … خامنئي: الغربيون نهبوا العالم والثورة باتت شجرة ثابتة بعد أن خسروا رهاناتهم
| وكالات
أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي، أمس السبت، أن عنوان المقاومة أصبح عنواناً عريضاً، مشيراً إلى أن هناك أملاً لدى الأعداء بتوجيه ضربة للشعب الإيراني عبر الاحتجاجات واستخدام الساحة الافتراضية والحرب النفسية، لافتاً إلى أن الغرب نهب العالم لثلاثة قرون وارتكب المجازر، على حين أوضح منسق السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن إمكانية إبرام صفقة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران تتضاءل.
ونقلت وكالة «فارس» عن خامنئي، قوله أمس السبت، في ذكرى رحيل مفجّر الثورة الإيرانية الخميني إن بلاده نجحت بتحقيق نتائج باهرة في مختلف المجالات.
وقال: «إن الغربيين يحاولون وضع قانون لحقوق الإنسان لإيران، وهذا خداع»، لافتاً إلى أنهم «نهبوا العالم لثلاثة قرون وارتكبوا المجازر، وعلى الشباب التنبّه لهذا الأمر».
وأشار خامنئي إلى أن هناك أملاً لدى الأعداء بتوجيه ضربة للشعب الإيراني عبر الاحتجاجات واستخدام الساحة الافتراضية والحرب النفسية، وقال: «الأعداء يريدون أن يروّجوا أن الشعب ابتعد عن القيادة»، واصفاً هذا الادعاء بـالكلام التافه الذي يصدّقه بعض السُذّج.
واعتبر أن الأعداء مخطئون في تقويمهم لمشاعر الشعب الإيراني ووفائه وصموده، مشدداً على أن الثورة الإيرانية باتت شجرة ثابتة بعد أن خسر الغربيون رهاناتهم.
وقال: إن «الشعب الإيراني اليوم مقاوم بكل معنى الكلمة، وعنوان المقاومة بات واضحاً في الثقافة السياسية في العالم»، مشدداً على أن الشعب الإيراني ينتمي إلى الثورة، ومن يرد أن يلمس ذلك فلينظر إلى التشييع المليوني للشهيد قاسم سليماني.
وأكد خامنئي أن الأميركيين هم من أمر الحكومة اليونانية بالقيام باحتجاز ناقلة النفط الإيرانية وسرقة النفط الإيراني.
وأضاف: سرقوا النفط الإيراني في سواحل اليونان، وقامت القوات الباسلة الإيرانية في المقابل باستعادة نفطنا في حين الإعلام الغربي يتهمنا نحن بالسرقة، يجب مواجهة قلب الحقائق، يجب عدم السماح للقوات الرجعية بتشويه صورة الثورة، كما يجب أن نواجه من يحاول بث اليأس بين الشعب».
وشدد على أن الثورة الإسلامية في إيران انتصرت بفضل حضور الشعب الإيراني في الساحة ولم يتم تهميشه كما جرى في الثورات الأخرى في العالم، حيث إنه تم إجراء استفتاء عام بعد أشهر في البلاد لانتخاب النظام الذي يريده، مشيراً إلى أنه تم انتخاب أول رئيس للجمهورية من الشعب الإيراني بعد نحو عام من انتصار الثورة ثم انتخب الشعب نوابه في أول برلمان له حيث جرت في البلاد حتى الآن نحو 50 عملية انتخابية بحضور الشعب.
وجدد خامنئي التأكيد أن الغرب يرتكب مختلف الجرائم التي يندى لها الجبين، وقال: «الإمام الراحل كان يعرف هذه الأمور بشكل جيد، ولذلك جعل الشعب يتعرف إلى مفهوم المقاومة ورباه على روح المقاومة والصمود والثبات».
من جانب آخر أشار منسق السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس، عبر «تويتر» إلى أن إمكانية إبرام صفقة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران تتضاءل،
وأوضح حسب «فارس» أنه تحدث مرة أخرى مع وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان، مضيفاً: إن الإمكانية لا تزال قائمة لبذل جهد إضافي لإحياء الاتفاق النووي.
وتابع: «كمنسق أقف مستعداً لتسهيل التوصل إلى حل للقضايا العالقة» في المفاوضات النووية.
وحذر عبداللهيان في اتصال هاتفي مع بوريل، أول من أمس، الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اتخاذ أي إجراء سياسي من أميركا والترويكا الأوروبية.
وأشار إلى عزم طهران على التوصل إلى اتفاق جيد وقوي ودائم، معتبراً الإجراء الأخير الذي اتخذته أميركا والدول الأوروبية الثلاث بصياغة قرار في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه خلاف للنهج الدبلوماسي وإجراء متسرع وغير بنّاء، ما سيجعل مسار المفاوضات أكثر صعوبة وتعقيداً.
وفي إشارة إلى قانون مجلس الشورى الإسلامي، حذر أمير عبداللهيان من أن إجراء سياسياً من أميركا والدول الأوروبية الثلاث في الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيواجه بلا شك رداً مناسباً ومؤثراً وعاجلاً من إيران.
وأعرب عبد اللهيان عن تقديره للجهود التي يبذلها بوريل، وجدد استعداد إيران ورغبتها في مواصلة المفاوضات واختتامها بطريقة واقعية ومتفق عليها.
في السياق أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إلى الزيارة المثيرة للتساؤل التي قام بها مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الكيان الإسرائيلي، محذراً من المزيد من إضعاف مصداقية الوكالة.
ونقلت «فارس» عن خطيب زادة قوله في تغريدة له على موقع «تويتر» أول من أمس: إن إيران بصفتها واحداً من أول الموقعين على معاهدة حظر الانتشار النووي، تحذر الجميع من المزيد من إضعاف مصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف: لا أحد يمكنه التزام الصمت تجاه البرنامج السري للأسلحة النووية لـ«إسرائيل» ومن ثم يدعي الحياد ويتحدث حول الأنشطة النووية السلمية الإيرانية.
وتوقفت المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني منذ آذار الماضي بسبب تعنت الجانب الأميركي وعدم تعاونه.