الخبر الرئيسي

دمشق: تهديدات النظام التركي انتهاك سافر لسيادة ووحدة البلاد وتنسف التفاهمات السابقة … جهود دبلوماسية روسية و«ترتيبات» عسكرية على الأرض لوقف العدوان التركي

| حلب- خالد زنكلو - الحسكة- دحام السلطان

جددت سورية التحذير من مغبة التهديدات العدوانية للنظام التركي، مؤكدة بأنها تشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي ولسيادة ووحدة وسلامة أراضي سورية، وتتناقض مع تفاهمات ومخرجات مسار أستانا.

مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين قال في بيان نشرته وكالة «سانا»: إن «الجمهورية العربية السورية تتابع التصريحات العدوانية للنظام التركي بشأن إنشاء ما يسمى «المنطقة الآمنة شمال سورية»، والاعتداءات المتكررة والمستمرة على الأراضي السورية التي أودت بحياة عدد من المواطنين الأبرياء».

وأضاف المصدر: إن «التهديدات العدوانية للنظام التركي، تشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي، ولسيادة ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية، كما أنها تتناقض مع تفاهمات ومخرجات مسار أستانا وتشكل تهديداً جدياً للسلم والأمن في المنطقة وتنسف كل التفاهمات السابقة برعاية دولية والتي تمت على خطوط مناطق «خفض التصعيد».

تحذيرات دمشق مجدداً من التهديدات العدوانية للنظام التركي، تزامنت مع تحركات وتعزيزات عسكرية على الأرض، حيث أفادت مصادر محلية في منبج لـ«الوطن» بوصول تعزيزات عسكرية روسية أمس إلى قاعدة السعيدية بريف منبج الجنوبي الغربي، وعززت الوجود الروسي في قاعدة العريمة المجاورة غرب المنطقة، ما يدل على مساعي موسكو استمرار توجيه الرسائل العسكرية لوقف الاعتداء التركي، ومنها تحليق حوامات عسكرية روسية على خطوط تماس نهر الساجور غرب منبج، حيث تعرضت القرى المأهولة بالسكان مع قرى ريفها الشرقي إلى قصف مدفعي عنيف من جيش الاحتلال ومرتزقته على مدار اليومين الماضيين، في المنطقة الحيوية التي تصل مناطق هيمنة جيش الاحتلال وميليشياته التي يسميها «الجيش الوطني» بعضها ببعض.

أما في ريف حلب الشمالي الأوسط، وحسب قول مصادر أهلية في تل رفعت لـ«الوطن»، استمر جيش الاحتلال التركي وميليشياته بنهجهم التصعيدي أمس، عبر قصف قرى حربل واحرص وتل قراح بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية، قبل أن يواصل سلاح الجو الروسي بتسيير مروحياته، ولليوم الرابع على التوالي، في سماء المنطقة المهددة بغزو عسكري تركي وصولاً إلى تل رفعت، وذلك بالتوازي مع تحليق طائرة حربية روسية وتسيير دورية عسكرية روسية منفصلة وللمرة الثانية خلال ٤ أيام في ريف مدينة الدرباسية بريف الحسكة الشمالي عند الحدود التركية.

بموازاة ذلك، أكدت مصادر محلية في ريف الحسكة لـ«الوطن»، أن الاحتلال التركي واصل الاعتداء على محيط المناطق الشمالية الغربية للمحافظة واستهدف نقطة للجيش العربي السوري في محيط قرية أم الكيف غرب بلدة تل تمر غرب الحسكة، ما أدى إلى إصابة ستة عناصر تم نقلهم جميعاً إلى المركز الإسعافي الطبي بمدينة الحسكة.

وأشارت المصادر إلى تساقط عشرات القذائف الصاروخية على محيط قرى تل تمر من دون توقف منذ الساعة الرابعة فجراً ولغاية التاسعة والنصف صباحاً من يوم أمس ما أدى إلى حدوث إصابات بشرية وخسائر مادية كبيرة في ممتلكات المدنيين وانقطاع التيار الكهربائي.

وبين مدير عام شركة الكهرباء أنور عكلة، حسب وكالة «سانا»، أن الاحتلال التركي اعتدى بقذائف المدفعية على أم الكيف ما أدى إلى إلحاق الأضرار بخط الـ66 ك. ف، المغذي لمحطة تحويل كهرباء تل تمر 20-66 ك. ف وخروجها من الخدمة.

في ظل هذه التطورات، عدّ مراقبون للوضع شمال وشمال شرق سورية أن وعيد أردوغان أمس خلال مشاركته في اجتماع تشاوري لحزبه «العدالة والتنمية» رداً على الممانعة الروسية – الأميركية لمخططه العدواني، بأنه لا يريد لأحد «أن يزعجنا هناك، ونقوم بخطوات في هذا الخصوص ونواصل بعناية الأعمال المتعلقة باستكمال خطنا الأمني على حدودنا الجنوبية عبر عمليات جديدة»، يأتي في إطار تصعيده الإعلامي لكسب نقاط تعزز طموحاته التوسعية بإقامة «المنطقة الآمنة».

وأشار المراقبون إلى أنه لا يمكن لأردوغان، وبأي حال من الأحوال، اتخاذ قرار بشن الحرب المفترضة قبل انتظار نتائج مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء المقبل، حيث سيرافقه في الزيارة ممثلون عن وزارة الدفاع الروسية.

ولفتوا إلى أن أردوغان بحاجة أيضاً إلى توافق ضامني مسار «أستانا» روسيا وإيران أيضاً بشأن أي إخلال بخطوط تماس المناطق محل أطماعه، والمتوقع عقد جولة جديدة منه منتصف الشهر المقبل بموجب صيغة «أستانا»، وبالتالي، لا بد من التريث في انتظار ما ستسفر عنه تلك المباحثات، إلا إذا قرر أردوغان الإخلال بقواعد اللعبة منفرداً رغم معارضة موسكو وواشنطن وعدم وجود توافق إقليمي ودولي بشأن ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن