المقداد أكد وفاء دمشق بالتزاماتها بموجب انضمامها لمنظمة الحظر.. وأدان الدول التي زودت داعش و«النصرة» بها … سورية تنفي بشكل قاطع استخدامها أي أسلحة كيميائية منذ بدء الأحداث
وكالات
نفت سورية بشكل قاطع استخدام أي أسلحة كيميائية بما في ذلك غاز الكلور منذ بدء الأحداث في البلاد قبل نحو خمس سنوات، مؤكدة وفاءها لالتزاماتها بموجب انضمامها إلى اتفاقية حظر استخدام وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية وأن ما تم القيام به خلال العامين الماضيين من عمل ضخم ومهم وغير مسبوق في تاريخ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يعكس النجاح المشترك لكل من سورية والمنظمة.
جاء ذلك في بيان سورية الذي ألقاه نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد في الجلسة الافتتاحية للدورة العشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية الذي افتتحت أعماله أمس بمدينة لاهاي في هولندا.
وأوضح المقداد في البيان بحسب وكالة «سانا» للأنباء، أن سورية كانت حذرت أكثر من مرة من قيام أطراف إقليمية ودولية تتآمر على سورية بتزويد العصابات الإرهابية المسلحة بمواد كيميائية سامة لاستخدامها ضد الشعب السوري واتهام الحكومة السورية بذلك، مشيراً إلى أن الأطراف المعادية لسورية فشلت في إخفاء دعمها لتنظيم داعش الإرهابي الذي قام باستخدام غاز الخردل في أماكن متعددة في سورية والعراق على حد سواء الأمر الذي تم إثباته بشكل لا يقبل الجدل من قبل فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتقصي الحقائق.
وشدد المقداد على إدانة سورية للدول التي تتستر على ما يقوم به داعش من استخدام للأسلحة الكيميائية وقيام هذه الدول بتزويد داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية بالمواد الكيميائية.
وأضاف: إن «التخلص من جميع أسلحة الدمار الشامل ومنع المجموعات الإرهابية من الوصول إليها واستخدامها هو مسؤولية جماعية ينبغي التصدي لها بكل جدية ومسؤولية وعلى نحو خاص في الشرق الأوسط».
وطالب المقداد الولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص بالإسراع في تنفيذ التزاماتها في إزالة الأسلحة الكيميائية المتبقية لديها وعدم اللجوء إلى المزيد من المماطلة والتأجيل وفي الوقت نفسه نوه بإكمال الاتحاد الروسي مؤخراً تدمير الأسلحة الكيميائية المتبقية في أربعة مرافق لديه.
وأدان المقداد بشدة انتهاك بعض الدول وخاصة بعض دول الاتحاد الأوروبي لسرية المعلومات المقدمة من الدول الأطراف من خلال قيامها بتسريب معلومات تتعلق بعمل المنظمة لأغراض سياسية بعيدة كل البعد عن أهداف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وهو الأمر الذي كانت سورية نبهت إلى خطورته مراراً.
وفي ختام بيانه أكد المقداد ضرورة التحرك الدولي الجاد لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل وهو أمر لن يتحقق ما لم يتم إلزام «إسرائيل» الطرف الوحيد في المنطقة الذي لم ينضم إلى أي من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل بالانضمام إلى هذه الاتفاقيات.
من جهتها نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء عن المقداد قوله خلال الاجتماع: «نود هنا أن نؤكد بشكل قاطع إننا لم نستخدم يوماً غاز الكلور ولا أي مواد كيميائية سامة خلال أي حوادث أو أي عمليات في الجمهورية العربية السورية منذ اندلاع الأزمة وحتى يومنا هذا».
وأضاف المقداد: إن دمشق ترفض «الاتهامات الخاطئة ضد سورية بخصوص الشبهات باستخدامها الكلور كسلاح في العمليات العسكرية»، مؤكداً أن هذه الاتهامات «تخدم أجندات سياسية فقط بهدف تحويل الأنظار عن نجاحاتنا في تدمير أسلحتنا الكيميائية».
وافتتحت الدورة العشرون لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية افتتحت أعمالها ببيان عام ألقاه السفير أحمد أوزومجو مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحدث فيه عن مجمل التطورات المتعلقة بالاتفاقية خلال العام الذي مضى كما تطرق إلى عملية إزالة برنامج الأسلحة الكيميائية في سورية حيث نوه السفير اوزومجو بالتعاون القائم والمستمر بين سورية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وبالتقدم الجوهري الذي تم إحرازه من قبل سورية في تنفيذها لالتزاماتها بموجب الاتفاقية.
كما ألقيت بيانات عدد من الدول والمجموعات الإقليمية والتي أشاد العديد منها بما قامت به الحكومة السورية من أعمال والتعاون الذي قدمته لتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.
وفي هذا المجال رحبت مجموعة الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز والصين بالتعاون الذي قدمته سورية في تنفيذها لالتزاماتها بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وبالتقدم الجوهري الذي تم تحقيقه في هذا الشأن كذلك رحبت المجموعة الإفريقية بالتقدم الجوهري الذي تم إحرازه في إزالة وتدمير المواد الكيميائية في سورية على الرغم من التحديات الكبيرة الناتجة عن الأزمة التي تمر بها سورية ونوهت بالجهود المشتركة لسورية والأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
في المقابل، قال مندوب الاتحاد الأوروبي ياسيك بيليتشا أمام ممثلي الدول الـ192 في المنظمة: «هناك ارتياب كبير بخصوص موضوع تدمير برنامج الأسلحة الكيميائية السوري لاسيما الثغرات والتناقض في التصريحات».
وأضاف: «هذا الارتياب يخلق شكوكاً حول مدى احترام سورية التزاماتها بموجب الاتفاقية». وهذه الشكوك «تجعل من المستحيل الوثوق بأن البرنامج دمر بطريقة لا يمكن العودة عنها».
وعبرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأسبوع الماضي عن «قلقها الشديد» إزاء الاستخدام المستمر للأسلحة الكيميائية في سورية وطلبت إحالة المسؤولين عن ذلك إلى القضاء.
وقالت المنظمة الشهر الماضي: «بأكبر قدر من الثقة أن شخصين على الأقل تعرضا لغاز الخردل ومن المرجح جداً أن تكون آثار هذا السلاح الكيميائي قد تسببت بوفاة طفل» وذلك خلال معارك بين تنظيمات مسلحة في آب.
وسيستمر مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في متابعة أعمال دورته العشرين خلال الأيام الأربعة المقبلة حيث ستتم مناقشة كل البنود المدرجة على جدول الأعمال.