تلويح تركي بعملية مشتركة مع السعودية لمكافحة الإرهاب في سورية..! … جثمان بيشكوف يصل إلى روسيا.. وبوتين رفض لقاء أردوغان.. وتحرش تركي بالطراد موسكو
الوطن – وكالات :
فشلت كل مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للظفر بلقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في باريس. وبالرغم من أن تركيا حرصت على تسليم الطيار الروسي القتيل بأجواء رسمية إلا أن ذلك لم يؤثر في ديناميكية التوتر المتصاعد بين الدولتين الجارتين. فبالترافق مع إعلان روسيا تزويدها مقاتلاتها المشاركة في العملية الجوية في سورية بصواريخ جو جو تفادياً على ما يبدو لـ«طعنة أخرى من الخلف»، اقتربت غواصتان تركيتان من الطراد الروسي موسكو المرابط شرقي البحر الأبيض المتوسط، في تحرش تركي جديد بروسيا.
موسكو، بدورها، هددت بتوسيع عقوباتها على أنقرة، مؤكدةً أنها ستدوم «طويلاً»، ما لم تعتذر الأخيرة عن إسقاط المقاتلة الروسية، وتقر أنها تصرفت على نحو متهوّر للغاية. وفيما صدرت أصوات في روسيا تؤكد أن أنقرة أسقطت المقاتلة بإيعاز من واشنطن والغرب، حاولت تركيا مجدداً، أمس إظهار أنها تتمتع بدعم حلف شمال الأطلسي «ناتو» في مواجهة روسيا، الذي كرر دعوته لخفض التوتر بين أنقرة وموسكو.
وتمسكت الحكومة التركية برفضها الاعتذار لموسكو، وأكدت أنها مستعدة للتفاوض مع روسيا لحل المشكلة الناتجة عن إسقاط الطائرة، لكنها لوحت بعملية عسكرية مع السعودية ودول أخرى، داخل سورية لمواجهة الإرهاب، في موقف من شأنه أن يفجر الوضع في سورية.
قمة المناخ
ورفض الرئيس الروسي لقاء نظيره التركي على هامش قمة المناخ في باريس، على الرغم مما بذله الأخير لذلك. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن بوتين لن يعقد لقاء مع أردوغان في باريس. وقال بيسكوف: إن «الرئيس الروسي لا يخطط لعقد لقاء مع أردوغان، ولا يدور الحديث عن هذا اللقاء ولن يعقد هناك مثل هذا اللقاء».
في المقابل، نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن أردوغان، قوله: «طلبنا لقاء بوتين في اليوم الأول (لإسقاط الطائرة) ومازلنا ننتظر الرد». إلا أن مصادر في مكتب الرئيس التركي، وحفظاً لماء وجه أردوغان، قالت وفقاً لوكالة الأنباء «رويترز»، إنه «لا يوجد اجتماع مزمع بين أردوغان وبوتين خلال مشاركتهما» في باريس.
وصول جثمان بيشكوف لبلاده
في مطار تشكالوفسكي العسكري بضواحي موسكو، هبطت طائرة نقل عسكرية تابعة لوزارة الدفاع الروسية تقل جثمان المقدم أوليغ بيشكوف قائد القاذفة الروسية «سو 24» التي أسقطتها تركيا، قادمة من أنقرة، بمرافقة سرب من المقاتلات الروسية.
وذكر موقع «روسيا اليوم» أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو كان في استقبال الجثمان. وقامت ثلة من حرس الشرف بأداء التحية العسكرية لبطل روسيا، المقدم بيشكوف، الذي سيجري دفنه في مسقط رأسه بمدينة ليبيتسك بناء على طلب عائلته.
وأفاد بيان صادر عن هيئة الأركان العامة للجيش التركي، نقلته وكالة «الأناضول»، أن وفداً عسكرياً من القوات المسلحة، شارك إلى جانب مسؤولي الملحقية العسكرية في السفارة الروسية بأنقرة، في مراسم إرسال الطيار الروسي.
إجراءات لتأمين المقاتلات الروسية.. وتحرش تركي
وبعد أيام من نشرها منظومة الدفاع الجوي «إس 400» على الأراضي السورية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها المشاركة بالعملية الجوية في سورية، نفذت أول طلعاتها مزودة بصواريخ جو جو، تحصيناً لها في مواجهة «الطيران المعادي».
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن قائد القوة الجوية الفضائية الروسية العاملة في سورية العقيد إيغور كليموف أنه «تم تزويد المقاتلات سوخوي- 34، بصواريخ جو جو، لتأمين حمايتها من الطيران المعادي».
وعلى الرغم من مساعي أنقرة للتهدئة مع موسكو إلا أن الساعات القليلة الماضية سجلت تحرشاً تركياً بروسيا. فقد تحدثت وسائل إعلام تركية، بحسب موقع «روسيا اليوم»، عن وجود غواصتين تركيتين على الأقل في موقع مرابطة الطراد الروسي موسكو، الذي يقوم بحماية قاعدة «حميميم» عند شواطئ اللاذقية شرقي المتوسط.
وأعلنت هيئة الأركان التركية أن الغواصتين دولوناي وبوراكرييس تجريان حالياً دوريات في الجزء الشرقي من البحر المتوسط، أي بالقرب من الشواطئ السورية.
استعداد روسي لتوسيع العقوبات ضد تركيا «إذا اقتضى الأمر»
وعقب اجتماع مع نوابه لبحث سبل تنفيذ مرسوم بوتين الذي فرض بموجبه حظراً على السلع التركية ضمن سلسلة إجراءات بحق أنقرة، أكد رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف أن توسيع الإجراءات التقييدية ضد تركيا ممكن إذا اقتضى الأمر، وأضاف «بل يجب توسيعها عند الضرورة».
ووفقاً لموقع «روسيا اليوم»، وصف مدفيديف «التدابير التقييدية» ضد تركيا بـ«إجراء اضطراري (جاء) رداً على العمل العدواني الذي قامت به تركيا عندما هاجمت الطائرة الروسية في سماء سورية».
أما عن القيادة التركية، فقد قال ميدفيديف: إنه يجد موقفها غريباً، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، إذ إنها تأمل أن تتراجع روسيا عن محاسبة تركيا، وترفض في الوقت نفسه تقديم اعتذار. وأوضح أنه «ليس لديه تعليق على هذا الموقف».
ونقلت وكالة «رويترز» عن بعض كبار المسؤولين قولهم خلال الاجتماع الذي ترأسه ميدفيدف، أن روسيا ستحظر واردات المنتجات الزراعية والخضراوات والفواكه من تركيا.
وأوضح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي أليكسي بوشكوف، في حديث تلفزيوني، أن مدة العقوبات على تركيا ستتحدد حسب سلوك أنقرة. وأعرب عن اعتقاده، وفقاً لوكالة «سبوتنيك» في أن «الحظر الروسي سيدوم طويلاً، إذا سلكت تركيا مسلك التصعيد، متمادية في الإحجام عن تقديم اعتذار والإقرار بأنها تصرفت على نحو متهوّر للغاية».
ومن جانبه، خاطب الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف زعماء تركيا، قائلاً: «إنكم تعرفون أن روسيا تحتضن ملايين المسلمين، فلماذا هاجمتم طائرتنا بإيعاز من الولايات المتحدة والغرب، وقتلتم طيّارنا الذي يقاتل «داعش» ويدافع عن المسلمين؟»
دولياً، حث الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف كلاً من روسيا وتركيا على تشكيل لجنة ثنائية لإجراء تحقيق مشترك في إسقاط أنقرة طائرة حربية روسية الأسبوع الماضي. وقال في كلمته السنوية للأمة: «هناك حاجة لتشكيل هذه اللجنة في سبيل معرفة المسؤولين، ومعاقبتهم وترميم العلاقات».
أوغلو: عملية عسكرية تركية سعودية ضد الإرهاب في سورية!
بدوره، عبر رئيس الوزراء التركي عن استعداد بلاده للحوار مع روسيا عبر كافة الوسائل الدبلوماسية من أجل حل المشكلة الناتجة عن حادثة الطائرة، إلا أنه قال: «لكننا لن نقدم أي اعتذار، فنحن قمنا بواجبنا في حماية مجالنا الجوي وحدودنا وسيادتنا وأمننا القومي»، وقال على مسامع أمين عام حلف الأطلسي: «الحدود التركية السورية هي حدود الناتو، وإن انتهاك تلك الحدود ليس انتهاكاً ضد تركيا فحسب بل انتهاك ضد الناتو».
وأعرب عن استعداد تركيا لتزويد موسكو بكافة البيانات المتعلقة بحادثة إسقاط القاذفة، التي وصفها بأنها كانت غير مقصودة.
وحذر داود أوغلو من أن مثل هذه الحوادث قد تتكرر طالما واصلت روسيا والتحالف الدولي بقيادة واشنطن العمل بشكل منفصل لمحاربة الإرهاب في سورية. ورأى أن «على روسيا التركيز على قصف داعش وليس المعارضة السورية أو المدنيين السوريين، لأن عمليات القصف تؤدي إلى لجوء أعداد إضافية من الناس إلى تركيا وليس إلى روسيا».
وتابع أنه يأمل في أن تعيد القيادة الروسية النظر في تلك الإجراءات الاقتصادية، باعتبار أنها تتعارض ومصالح البلدين.
من جهة أخرى، أكد داود أوغلو على تصميم بلاده التعاون مع أجل محاربة داعش، وفجر مفاجأة قائلاً، بحسب موقع قناة «الجزيرة» القطرية: إن تركيا «ستبدأ مع السعودية ودول أخرى عملية لمكافحة الإرهاب في سورية».