سورية

تأكيدات على تعرضه لضغوط كبيرة من التنظيم … إجرام «النصرة» يدفع رجلاً للانتحار

| وكالات

أقدم رجل خمسيني في قرية إبين سمعان غرب حلب التي يسيطر عليها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي على الانتحار بسبب الضغوط الكبيرة التي تعرّض لها على يد مسلحي التنظيم، ومنها الضرائب والأتاوات ومصادرة ألواح طاقة الشمسية التي استدان مبلغاً من أصدقائه لاقتنائها لكي تساعده على تأمين الكهرباء للعمل في أرضه.
وقالت مصادر محلية من القرية: إن «الرجل المنتحر «ربيع. د» الملقب «أبو رجب»، أقدم على إطلاق رصاصة في رأسه من مسدسه الحربي، على مرأى من أهالي القرية، الذين سارعوا للتجمهر حول جثة الرجل الذي فارق الحياة على الفور، وفق ما رصدته إحدى كاميرات المراقبة أمام محل تجاري مجاور لموقع الحادثة»، وذلك وفق موقع «أثر برس» الإلكتروني.
وحول أسباب الانتحار، أوضحت المصادر أن «أبو رجب» كان يعمل مزارعاً في أرضٍ يمتلكها قرب القرية، حيث تعرض على مدار السنوات الماضية لضغوط مالية كبيرة نتيجة الضرائب والأتاوات التي يفرضها تنظيم «النصرة» على المدنيين القاطنين ضمن مناطق سيطرته بشكل عام.
وأشارت إلى أنه ورغم تفاقم الأعباء المادية على «أبو رجب»، إلا أنه تمكن مؤخراً من اقتناء ألواح طاقة شمسية تساعده على تأمين الكهرباء للعمل في أرضه، بعد اقتراضه مبالغ مالية من أصدقائه ومعارفه، لتأتي بعد ذلك الطامة الكبرى على يد مسلحي «النصرة» الذين بادروا من دون أي ذريعة، باقتحام أرضه ومصادرة الألواح بالكامل.
وقالت المصادر: إن «أبو رجب حاول خلال الأيام الماضية الاعتراض على ما فعله مسلحو تنظيم «النصرة»، وقدم شكاوى بالجملة إلى ما يسمى «الهيئات الشرعية» التابعة له، عسى أن يتمكن من تحصيل حقه، إلا أن مطالبه لم تلق أذناً مصغية».
وفي ظل عجزه عن استرداد حقه، بينت المصادر، أن «أبو رجب» دخل في حالة من فقدان التوازن العقلي خلال اليومين الماضيين قبل أن يبادر بقتل نفسه صباح أمس أمام أهالي القرية.
وتندرج حادثة انتحار «ربيع. د» ضمن العديد من الحالات الإنسانية التي تعاني وتذوق الأمرّين بفعل الممارسات الإجرامية المسيئة من مسلحي تنظيم «النصرة»، الذين أرهقوا الأهالي القاطنين في مناطق سيطرتهم بالضرائب والقرارات المجحفة، وجعلوا من تلك المناطق ملكاً مستباحاً لهم، وأهمها احتكار كامل المجال الاقتصادي وممارسة دور «القطب التجاري الأوحد»، حيث أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار معظم المواد الأساسية والغذائية في مناطق سيطرة التنظيم.
ويأتي ذلك في وقت يلهث فيه متزعم تنظيم «النصرة» أبو محمد الجولاني وراء تلميع صورة تنظيمه المدرج على اللائحة الدولية للإرهاب وإظهار نفسه بمظهر «معتدل» أمام الرأي العام الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن