سورية

الاحتلال التركي صعد شمال حلب … الجيش يعزز قواته شمال الرقة ويرد بقوة في «خفض التصعيد»

| حلب- خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي - دمشق– الوطن- وكالات

أكدت مصادر أهلية في ريف الرقة الشمالي أن الجيش العربي السوري واصل أمس إرسال تعزيزات إضافية لوحداته المتمركزة في محاور عدة في الريف الذي هدد نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً باحتلاله ضمن شريط حدودي يمتد بعمق ٣٠ كيلو متراً، في وقت رد فيه الجيش العربي السوري بقوة على خروقات إرهابيي النظام التركي لوقف إطلاق النار في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب.

وذكرت المصادر لـ«الوطن»، أن رتلاً عسكرياً للجيش العربي السوري، يضم جنودا وأسلحة ثقيلة ودبابات، انتشر أمس في أرياف ناحية عين عيسى شمال الرقة، حيث يسود تصعيد دائم مصدره جيش الاحتلال التركي ومرتزقته التي يسميها «الجيش الوطني»، والذين يواصلون إطلاق القذائف المدفعية والصاروخية باتجاه البلدة وريفها المحيط منذ تهديد النظام التركي بشن عدوان نحوها في تشرين الأول الماضي.

وأفادت المصادر، بأن تعزيزات الجيش إلى المنطقة الواقعة تحت سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية هي الثانية في غضون يومين بعد تأسيس نقاط للجيش فيها في وقت سابق.

وبينت، أن خروقات جيش الاحتلال التركي لوقف إطلاق النار، ساري المفعول وبرعاية روسية منذ تشرين الأول ٢٠١٩ إبان احتلال النظام التركي مدينة تل أبيض، زادت من حدتها أخيراً إثر إطلاق أردوغان في ٢٣ الشهر الماضي تهديداً جديداً باحتلال المنطقة، لإقامة ما سماه «المنطقة الآمنة» المزعومة.

وأشارت إلى أن يوم أمس شهد قصفاً متقطعاً لجيش الاحتلال التركي ومرتزقته وبشكل عشوائي على بلدة المشيرفة ومخيم عين عيسى بمحاذاة الطريق السريع «M4» الذي يربط حلب بالحسكة ويمر في الناحية، ما أدى إلى وقف الحركة عليه وهو الهدف من القصف التركي.

أما في ريف حلب الشمالي، والمهدد أيضاً بالعدوان التركي الجديد وصولاً إلى تل رفعت الهدف الرئيسي لنظام أردوغان والذي توعد الأربعاء الماضي باحتلالها مع منبج، فأوضحت مصادر محلية في المنطقة أن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته ركزوا أمس قصفهم الهمجي باتجاه المدنيين في بلدات مرعناز ومالكية والصوغانية، ما ألحق أضراراً بالغة في ممتلكات الأهالي وأدى إلى موجة نزوح جديدة في صفوفهم نحو تل رفعت.

ولفتوا إلى أن قرى وبلدات ريف حلب الشمالي تتعرض لقصف مدفعي وصاروخي ممنهج في الآونة الأخيرة، وخصوصاً القريبة من خطوط التماس، التي تعيش توترا مستمراً، مع مدينة إعزاز وبلدة مارع حيث توجد قاعدتان عسكريتان لجيش الاحتلال التركي.

إلى منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، حيث ردت وحدات الجيش العربي السوري المتمركزة في ريف المحافظة الجنوبي وبقوة أمس على خروقات مسلحي ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي واجهة له، وتضم تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة ممولة من نظام أردوغان، والتي دأبت على خرق وقف إطلاق النار ساري المفعول بموجب «اتفاق موسكو» بين روسيا وتركيا منذ مطلع آذار ٢٠٢٠.

وقال مصدر ميداني بريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن»: إن وحدات الجيش العربي السوري دمرت مصادر نيران الإرهابيين في محيط بلدتي الرويحة وبينين بجبل الزاوية، وخصوصاً في حرش الأخيرة حيث توجد قاعدة لـ«النصرة» بقرب نقطة مراقبة لجيش الاحتلال التركي، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى كثر في صفوف الإرهابيين.

وفي السياق، تحدثت مصادر إعلامية معارضة عن استهداف الجيش العربي السوري بأكثر من مئة قذيفة صاروخية مواقع في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي تنتشر فيها قواعد ونقاط للاحتلال التركي في المنطقة.

تزامن ذلك مع إعلان وزارة الدفاع الروسية رصد تسعة اعتداءات من التنظيمات الإرهابية خلال الساعات الماضية في منطقة «خفض التصعيد»، وفق وكالة «سانا» للأنباء.

وذكر نائب رئيس مركز التنسيق الروسي اللواء البحري أوليغ جورافلوف في بيان صحفي أنه «تم خلال الـ24 ساعة الماضية رصد 9 حالات قصف من جماعة جبهة النصرة الإرهابية في منطقة خفض التصعيد في إدلب»، موضحاً أنه تم تسجيل 4 اعتداءات في محافظة حلب وخمسة في محافظة إدلب.

وفي البادية الشرقية، ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الوحدات المشتركة من الجيش العربي السوري والقوات الرديفة، فرضت أمس الهدوء الحذر بالقطاعات التي تمشطها من خلايا وفلول تنظيم داعش الإرهابي، بعد اشتباكات مع الدواعش في بادية الرقة.

من جهة ثانية، أحرق أهالي بلدة الطيانة في ريف دير الزور الشرقي نقطة لميليشيات «قسد» بعد إقدام مجموعة من مسلحيها على الاعتداء بالضرب على أحد أهالي البلدة وفق ما ذكر موقع «فرات بوست» الإلكتروني المعارض.

وأوضح الموقع، أن مسلحين يتبعون لـ«قسد» قاموا بالاعتداء بالضرب على أحد الأشخاص في بلدة الطيانة ما أدى لفقدانه وعيه بعد اعتراضه على إطلاق النار بشكل عشوائي من قبلهم الأمر الذي تسبب بحالة هلع وخوف لدى أطفاله، ليقوم عدد من الأهالي بحرق النقطة العسكرية قبل أن تستقدم «قسد» تعزيزات عسكرية وتنفذ حملة مداهمات واعتقالات واسعة في البلدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن