في البدءِ نتحدّث عن الثقافة ومكانتها العُليا في حياة المجتمعات، كما نتحدّث عن منظومة القيم الساميّة التي تتبع لها وتُشكّل بعض روافدها القويمة.
ويستجد الحديث عن الثقافة ومفهومها المعرفيّ القويم الذي يتبع لها مما يجعلنا نسألُ عن «المفهوم الثقافيّ» وإلى أي مدى يتسع بحره؟
وكيف يتشكّل زبده الأجمل؟..
وكيف يجب أن تُمنح الثقافة مكانتها العُليا بما يجعلها تسمو وتُصبح مشكاةً مُضيئة.
كلّ هذا يجعلنا نستقرئ الثقافة بكل أبعادها والأدوار المُناطة بها، وبما يؤكد لنا بأن الثقافة هي ذلك الدليل القويم والتقويميّ الذي يجب أن يُؤخذ به، كما يتوجب علينا التمسك بمشكاته الوضّاءة، والأخذ بدلائل ومؤشرات المعرفة الثقافيّة التي تتبع لها.
هذه المعرفة والثقافة التي يجب أن تكون متغيرة الحال والرؤى والمنهج الذي تتبع إليه.
وهذا يقودنا للحديث عن «الجذوة الثقافيّة « أي جذوة الشيء الفكريّ والمنطقيّ الذي يجب أن يحمل ذاك الشيء الذي يُسمّى «مضامين الفكرة الثقافية» وضرورة التوجه إليها.
فالثقافة هي «ذاك النُّور الوهّاج» الذي يجب أن يبقى ساطعاً كالشّمس، يُنير العقول ويُبهج القلوب.
وكذلك يجب أن تبقى الثقافة عاملاً فاعلاً ومؤثراً، وكذلك يجب أن تُصبح «ساطعة الأنوار المعرفيّة» ويجب أن تتمتع بجمال الشيء الذي يُسمّى جماليات الشيء المنجز الأدبي قديماً وحديثاً، وكذلك يجب أن نؤمن بضرورة وجود الشيء الجوهريّ في عوالم الفكرة الثقافيّة والعمل على تطويرها بشكلٍ فعالٍ.. بما يُشكّل المحور الرئيسيّ لكل ما يُسمّى «جماليات التزوّد الثقافيّ» وما يطرأ على هذا المصطلح من تجديد جوهريّ يشمل الثقافة بكل أبعادها ويُجمّل نطق قولها الثابت والمتغير في آن معاً.. ويجعل نطقها القويم هو الذي يُمثّل «النطق الثقافيّ القويم» وبالتالي يحثُ علىّ ضرورة التمسك بشيءٍ يجب أن يُسمّى «الثقافة ونور كلمتها العُليا» هذه الثقافة التي يجب أن تتمثل مشكاةً متوهّجة الجماليّة.
قد تأتي على الأشياء فتزيدها جمالاً وتصنع الكثير من المتغيرات التي لا يمكن أن تحدث فعلاً إلا إذ جاء «الفعل الثقافيّ القويم» وجاءت نباهة قوله ولحنه الأبقى.
وبهذا الشكل نرى الثقافة ونهجها الأسمى الذي يجب التمسك به والسير على دروبه المضيئة، وما نزال نحتاج إلى الشيء الثقافيّ النير المستنير الذي يسحرنا بعوالم جماله الخاصة، ويُبرز لنا جماليات خاصة في الثقافة وبُعد أمرها المعرفيّ ويجعل الأشياء كُلّها تستقيم بسطوع «الأنوار المعرفيّة وشموسها الوضّاءة وكيف تأتي على «الفعل الثقافي» وتجعله متميزاً ومؤثراً، وكذلك تجعله يتمتع برمزيّة خاصة تمنح الثقافة مكانتها التي تستحق
وتجعلها في مُقدّمة الأشياء التي يجب الحفاظ عليها وبالتالي تعمل على تكريس «المفهوم الثقافيّ» بما يُعزّز مقومات وجودها المستمر على خريطة التطوير الثقافيّ.
ومن هنا تُقرأ الثقافة وتبدو وكأنّها خيرُ من يُمثّل «ذاك المركب القائد الذي لابدَّ أن يصل بمن يحمل إلى برِّ الأمان» وهي بوصلة الشيء المنطقيّ والفكريّ لكل المجتمعات على حدٍّ سواء.
فالثقافة هي ضمير الشعوب وكلمتها المؤثرة، وكذلك تُمثّل جوهر ما وصل إليه الفكر الإنساني..
وهي تُمثل الشيء العقلانيّ المتعدّد الاتجاهات والتوجهات وإذ تُمثّل القيم الفكريّة وتُحقّق الشيء الرياديّ المنتظر.
وهذا يُؤكد لنا بأن «الثقافة ومكانتها العُليا» ليست مجرد كلمة تُقال أو عنوان يُكتب، إنها تُمثّل نهجاً فكرياً وقولاً ثقافياً يرفد عوالم المعرفة ويمنح الثقافة مكانتها العُليا.