رياضة

هل يستفيد اتحاد السلة من تجاربه السابقة ويضع إستراتيجية لإعداد منتخباته الوطنية

| مهند الحسني

مازالت تحضيرات منتخباتنا الوطنية في عهد اتحاد السلة الحالي تسير على عادتها بلا هدف ولا تنظيم ولا أهداف ولا إستراتيجية واضحة المعالم، فهذا المنتخب يحضر قبل البطولة بشهور، ومنتخب آخر يدعى قبل البطولة بأيام قليلة، ولأن خطط إعداد الاتحاد ضبابية، فالمنتخبات ستبقى تائهة تحت مظلة الاجتهادات الشخصية.

فتحضيرات منتخب الناشئين الذي شارك في بطولة غرب آسيا بالأردن سلقت بالاستعجال والتقتير، ومن دون أهداف واضحة فجاءت النتائج كارثية ومؤلمة.

أما منتخب الناشئات ورغم أن بطولته مازالت بعيدة، فإن مدة التحضير كانت مديدة منحت المنتخب والقائمين عليه الوقت والظروف المناسبة للإعداد والتحضير تحت وطأة الدوري معلوم البداية ومجهول توقيت النهاية.

وجاءت تحضيرات باقي المنتخبات بنظام (خود وهات ومشي شغل).

حقيقة

أحزنتنا كثيراً النتائج التي حققها منتخبنا الوطني للناشئين تحت 16 سنة في بطولة غرب آسيا الأخيرة حيث مني بأربع خسارات كانت كفيلة بوضعه في المركز الرابع بالبطولة، وتوّج بلقبها المنتخب الإيراني، فلم يتمكن منتخبنا من ترك بصمة إيجابية لا على صعيد النتائج الرقمية ولا المستوى الفني، فقدم أسوأ عروضه فردياً وجماعياً، ولم يصل منتخبنا لهذه النتائج من عبث، وإنما جاءت نتيجة الروزنامة التي يعمل بها اتحاد السلة والتي باتت أشبه بدفتر ديون سمان حارة( كل مين إيدو ألو)، فبدلاً من أن يسعى الاتحاد لتأمين كل المناخات الملائمة لتحضير المنتخب الذي يعد اللبنة الأساسية لمنتخب الوطن كانت تحضيراته متواضعة لم تلب الطموح فوضع لاعبينا الشبان تحت وطأة الخسارات القاسية والرادعة.

دعم لا محدود

سنضع هذه المشاركة خلف ظهورنا وسنطوي صفحتها من دون رجعة لأن التحدث عن الماضي لن يفيد، وإنما لابد من التأسيس عليه لفضاءات أوسع وأشمل، والخسارة رغم قساوتها غير أنها ليست نهاية العالم، بشرط الاستفادة من تجاربنا، وأن تكون مشاركاتنا القادمة مدروسة بعناية لا أن تسيء إلى سمعة السلة السورية.

نتطلع في هذه المشاركات القادمة إلى تسجيل حضور طيب، وضمان التأهل وخاصة في هذه الفئة، ولن نشطح بتطلعاتنا وأحلامنا كثيراً لكن الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرياضية لكرة السلة يعد شيئاً جديداً لم تلمسه سلتنا منذ نشأتها فما كان مستحيلاً بات في ظل الدعم والرعاية ممكناً وملموساً على أرض الواقع.

جميل أن نشارك في جميع البطولات وأن نكون حاضرين، والأجمل أن تكون مشاركتنا مشرقة ونترك بصمة تليق بسلتنا.

واقع وخيال

سنكون من المداحين للقائمين على اللعبة، وسنصفق لهم كثيراً، وسنقف إلى جانبهم، وسنكون في خدمة منتخباتنا الوطنية بغض النظر عمن يقودها أو يرتدي قميصها، لكن هذا يتطلب وجود شروط يجب توافرها للمرحلة القادمة والتي لم نرها في روزنامة أي اتحاد قاد اللعبة، فالتحضيرات العشوائية باتت ماركة مسجلة لمعظم منتخباتنا الوطنية في عهد الاتحاد الحالي الذي لم يتمكن من وضع إستراتيجية جيدة لمنتخباته.

ولنتحدث بصراحة ونقول إن القائمين على اللعبة ليس لديهم حتى الآن أهداف واضحة، ويبدو أنهم يعملون لمرحلة آنية يتطلعون خلالها لتحقيق نتائج جيدة وبعدها على الدنيا السلام.

أهداف وإستراتيجية

لن نحاول تقزيم ما تم تحقيقه لسلتنا الوطنية بتأهلها للنهائيات الآسيوية على صعيد منتخب الرجال، فهي نتيجة جيدة وتسجل للقائمين عليها، لكن بالوقت نفسه كنا نتمنى أن يوازي حجم العمل على صعيد المنتخبات الوطنية مع حجم العطاء المقدم من القيادة الرياضية، بحيث تكون هناك خطة إعداد جيدة لمنتخب شاب تمتد لثلاث سنوات قادمة، جلّ أعمار لاعبيه دون العشرين عاماً ونتعاقد مع مدرب أجنبي عالي المستوى مع كادر إداري جيد وأجواء تحضيرية مناسبة ونضع أهدافاً مستقبلية له على اعتباره اللبنة الأساسية لمنتخب الأمل، ونفتح باب المشاركات أمامه بغض النظر عن النتائج لأننا في طور البناء والإعداد، وحينها ستكون نتائج عملنا مثمرة لا محالة.

ما نطالب به ليس مستحيلاً، وليس ضرباً من الخيال، وننتظر تحركاً سريعاً على أرض الواقع طالما أن الدعم موجود، وما يشجع على ذلك وجود نخبة من اللاعبين الشباب بأنديتنا لا ينقصهم سوى الخبرة والإعداد الجيد.

من يرد أن يبني كرة سلة متحضرة، فليبدأ من الروزنامة المستقرة وخطة إعداد للمنتخبات الوطنية تبدأ اليوم وتنتهي بعد خمس سنوات ولكل منتخب ميزانية وأهداف, أما أن نخلط الماء بالزيت، ونصر على نجاح الخليط فهو اتجاه يعكس جهل القائمين على شؤون المنتخبات وضعف الإمكانيات المتوافرة للمدربين، فعلاً صدق من قال: ما أسهل الكلام وما أصعب العمل!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن