رياضة

رباعية برتغالية وتعثر اللاروخا والكبار يترنحون … الكلاسيكو الثاني في المجموعة الحديدية لدوري الأمم الأوروبية

| خالد عرنوس

تتواصل منافسات دوري الأمم الأوروبية بنسختها الثالثة التي انطلقت مطلع الشهر الحالي ويستمر دور المجموعات فيها حتى أيلول (سبتمبر) القادم، على أن تقام أربع جولات كاملة حتى منتصف الشهر الحالي، وتستكمل اليوم وغداً مباريات الجولة الثانية، وفي أهمها على الإطلاق يلتقي المنتخبان الألماني والإنكليزي في واحدة من كلاسيكيات الكبار ليس في القارة العجوز فحسب بل في العالم، وقد اجتمعا غير مرة في مناسبات كبيرة على مستوى المونديال والنهائيات الأوروبية، وتأتي هذه القمة في توقيت مهم للفريقين اللذين فشلا بالفوز في المحطة الأولى، وفي التوقيت ذاته يحاول الآتزوري الإيطالي التقاط أنفاسه أمام ضيفه المجري الذي باغت الإنكليز افتتاحاً.

ويوم غدٍ الأربعاء تقام مباراتان ضمن المجموعة، فيحل المنتخب الهولندي الذي حقق فوزاً معنوياً كبيراً على نظيره البلجيكي ضيفاً على نظيره الويلزي المنتشي بالعودة إلى المونديال، على حين يسعى منتخب الشياطين الحمر البلجيكي للتعويض عن تلك الهزيمة أمام ضيفه البولندي الفائز بدوره على ويلز بالجولة الأولى.

الألمان فائزون دائماً

«الجميع يلعبون.. وفي النهاية يفوز الألمان» مقولة شهيرة للنجم الكروي الإنكليزي غاري لينيكر هداف مونديال 1986، وهي تدل على سوء حظ الإنكليز وخاصة أمام المانشافت ولاسيما بعد الذي حدث في نصف نهائي مونديال 1990 وكذلك نصف نهائي يورو 1996 وفي المرتين تعادل منتخب الأسود الثلاثة مع نظيره الألماني لكن ركلات الترجيح ضحكت للأخير، ولا ننسى ربع نهائي مونديال 1970 عندما تقدم المنتخب الإنكليزي 2/صفر لكن الألماني قلب الطاولة وفاز بالثلاثة، إلا أن هذا الأمر لا يعني أنه كما كان للمانشافت أيام جميلة أمام أباء كرة القدم كذلك عاش الإنكليز أوقاتاً جميلة بل رائعة أمامه، ولا ننسى اللقب اليتيم في خزائن الاتحاد الإنكليزي (مونديال 1966) وحكاية الهدف المثير في تلك الأمسية كان على حساب بيكنباور ورفاقه وأيضاً فوز الإنكليز التاريخي في ميونيخ ضمن تصفيات كأس العالم 2002 بخمسة أهداف لهدف وآخرها في دور الـ16 ليورو 2020 والفوز الإنكليزي بهدفين نظيفين، هو الفوز الذي رجح كفة الإنكليز على الألمان تاريخياً.

فالتفوق التاريخي في المواجهات المباشرة للإنكليز وبفارق فوز واحد، فقد تقابلا 33 مرة بداية من عام 1930 في كل المناسبات حملت الفوز للأسود الثلاثة في 14 منها مقابل 13 للمانشافت آخرها ودياً عام 2017 بهدف وتعادلا 6 مرات آخرها أيضاً في الإطار الودي في العام ذاته، أما المواجهات الرسمية فبلغت 21 مباراة ضمن التصفيات والنهائيات العالمية والقارية والغلبة للإنكليز بواقع 10 انتصارات مقابل 7 للألمان وتعادلا 4 مرات، والملاحظ أن بعض المواقع تعتبر الفوزين المذكورين بركلات الترجيح لمصلحة المانشافت والمتعارف أنها تحسب تعادلاً في سجلات الفيفا.

فليك وساوثغيت

في الجولة الافتتاحية اكتفى المانشافت بالتعادل مع الإيطالي بهدف لمثله وهو ما اعتبره الأنصار غير كاف ولاسيما أن الآتزوري عانى من الغيابات وقد خسر قبلها بأيام من الأرجنتيني بالثلاثة، وإذا كانت النقطة لم تعجب الألمان فإن نظراءهم الإنكليز صبوا جام انتقاداتهم على اللاعبين والمدرب ساوثغيت ربما بسبب طريقة اللعب أو حتى التشكيلة التي بدأ بها اللقاء أمام المجر والخسارة التي لم تحدث من المجريين خلال ستة عقود كاملة، وقد عاش الفريق الذي جدد دماءه المدرب الطموح أياماً جميلة منذ مجيئه قبل ست سنوات، فاحتل المركز الرابع في المونديال والمركز الثالث في النسخة الأولى لدوري الأمم قبل أن يحل وصيفاً لبطل يورو 2020 بعدما سجل أفضل إنجاز فيها عندما بلغ النهائي للمرة الأولى وقد خسره بركلات الترجيح أمام نظيره الإيطالي، وكل هذا يشفع للمدرب غاريث الذي يضع عينيه على نهائي كأس العالم، وعذره أن لاعبيه ربما كانوا أكثر إرهاقاً من المنافسين.

بالمقابل فإن هانز بيتر فليك الذي صنع المجد خلال أقل من موسمين مع البايرن فيتطلع كما سلفه يواكيم لوف وكذلك كل أسلافه لأن يبقى في منصبه لأطول فترة ممكنة وبالتالي يحتاج الأمر إلى الإنجازات الكفيلة بوضع اسمه إلى جانب المدربين الكبار للمانشافت، ويمكن القول: إن بلوغ نصف نهائي دوري الأمم يمكن أن يكون فاتحة جيدة وخاصة أن المونديال على الأبواب، لكن عليه مبدئياً أن يتجاوز مطباً إنكليزياً في ميونيخ قبل الذهاب لملاقاة المجر في بوادبست، ويدخل فليك مباراة أليانز أرينا متسلحاً ببداية مثالية مع لاعبيه، حيث لم يخسر في أول 10 مباريات بقيادة المانشافت معادلاً رقم سيب هيربرغر ويوب ديرفال.

رأس مانشيني

قطع مدرب الآتزوري الإيطالي روبرتو مانشيني وعداً أو بشكل أدق أعلن عن طموحه بالتتويج بكأس العالم عام 2022، وقد يبدو الأمر مجرد حلم صعب المنال، فالجماهير لن تنتظر عليه كثيراً وخاصة في حال سوء النتائج أكثر، ويعتبر ما حققه مانشيني خلال أربع سنوات قضاها على رأس الإدارة الفنية للإسكوادرا رائعاً وهو الذي لم يخسر سوى 5 مباريات في 50 مباراة بل سجل رقماً قياسياً تاريخياً على المستوى الدوري لأطول سلسلة دون هزيمة وتوج بطلاً لليورو إلا أنه أخفق بالتأهل إلى النهائيات العالمية وبالتالي كانت الكبوة التي كادت تطيح به، وها هو خسر كأس الأبطال أمام الأرجنتين لكنه خرج بتعادل مع المانشافت الألماني في مستهل مشواره في دوري الأمم الشيء الذي اعتبر نتيجة مقبولة لكنها لن تفي بالغرض في حال أراد التأهل إلى نصف النهائي للمرة الثانية على التوالي في البطولة الحالية، ويعد لقاء المنتخب المجري الليلة خطوة أولى نحو استعادة نغمة الانتصارات التي لم تحضر سوى مرة واحدة خلال 6 مباريات أخيرة (بين الودي والرسمي)، ويدخل الفريق الضيف ملعب دينو مانوتزي في تشيزينا بمعنويات مرتفعة جراء الفوز على الإنكليز، حيث يأمل المدرب الإيطالي للفريق المجري ماركو روسي بالخروج بنتيجة إيجابية تدعم موقفه بين الحيتان الثلاثة.

تاريخياً سبق للفريقين أن تقابلا في 34 مباراة على كل الصعد بداية من عام 1910 ويومها فاز المجريون 6/1، أما اللقاء الأخير فكان عام 2007 وانتهى أيضاً للمجريين بنتيجة 3/1 وكلاهما في الإطار الودي والمجمل فاز الطليان 16 مرة مقابل 9 مرات للمجريين و9 تعادلات، وفي الرسميات تواجها 17 مرة فتبادلا الفوز بواقع 7 مرات وتعادلا 3 مرات، وبالطبع فإن اللقاء الأشهر كان نهائي مونديال 1938 يوم توج الآتزروي بلقبه الثاني بفوزه 4/2 وتكرر الفوز 3/1 في الدور الأول لمونديال 1978.

تحدٍّ خاص

وكما في كل المجموعات تعتبر الجولة الثانية مفصلية للكبار وخاصة الذين خسروا في الجولة الأولى وهذا الأمر ينطبق على المنتخب البلجيكي الذي خسر بغرابة أمام الهولندي في بروكسل بالأربعة، وهاهو فريق الشياطين الحمر يستضيف نظيره البولندي بعد أكثر من 15 عاماً على مواجهتهما الأخيرة، وسبق لفريق النسور البيض أن فاز افتتاحاً على ويلز، ويتعين على رفاق دي بروين الذين يفتقدون هدافهم لوكاكو للإصابة الفوز في حال أرادوا متابعة الطريق إلى نصف النهائي كما فعلوا في النسخة الماضية، وسبق للفريقين أن تواجها في 19 مباراة والغلبة للبولنديين الذين فازوا 7 مرات مقابل 6 للبلجيكيين وتعادلا 6 مرات، ولم يعرف أسلاف ليفاندوفسكي الخسارة أمام بلجيكا في 7 مواجهات رسمية، حيث فازوا بست منها وأشهرها مباراة مونديال 1982 التي انتهت بثلاثية نظيفة سجلها النجم بونييك، ومنها مرتان في تصفيات يورو 2008 في آخر مواجهة بينهما.

وفي كارديف سيكون التحدي الكبير للتنين الويلزي من أجل إيقاف طواحين هولندا عن الدوران وخاصة أن المؤشرات تقول: إن رفاق فرجيل فان ديك قادمون بقوة بفضل جيل متجدد يقوده المدرب الخبير لويس فان غال، ويتطلع زملاء غاريث بيل إلى إيقاف دوران البرتقالي وخاصة أنه لم يسبق لفريق بلاد الغال أن سجل أي نتيجة إيجابية أمام ضيوفهم، فقد سبق لهم أن خسروا ثماني مباريات سابقة جمعتهم ونصفها في الإطار الرسمي وذلك بين عامي 1988 عندما خسروا بهدف في التصفيات المونديالية و2015 عندما خسروا ودياً في كارديف بنتيجة 2/3، وتأتي مباراة غد الأربعاء في توقيت مثالي للفريق الويلزي بعدما حقق إنجازاً كبيراً تمثل بالتأهل إلى المونديال للمرة الثانية بتاريخه.

رباعية برتغالية

وكانت مباراة المجموعة الثانية للتصنيف الأعلى شهدت فوزاً برتغالياً هو الأعلى في نسخة العام الحالي حتى كتابة هذه السطور فقد دك شباك ضيفه السويسري برباعية دون ردّ، وقد سجل نصفها أسطورته كريستيانو رونالدو رافعاً أهدافه الدولية إلى 117 هدفاً في صدارة الهدافين التاريخيين على الصعيد الدولي وسجلها خلال 188 مباراة، وسجل ويليام كارفاليو وجواو كانسيلو الهدفين الآخرين، الفوز البرتغالي هو الأعلى في هذه المسابقة بعد 12 مباراة وبه تصدر الترتيب برصيد 4 نقاط بفارق الأهداف أمام المنتخب التشيكي الذي خرج بنقطة غالية أمام ضيفه الإسباني.

فبعد مباراة سيطر عليها اللاروخا بالطول والعرض نجح التشيكيون وعلى عكس المجريات ومن ثلاث تسديدات على المرمى فقد استطاع التقدم مرتين عن طريف ياكوب بيسيك ويان كوتشكا (4 و66) إلا أن الإصرار الإسباني حرمهم من الفوز فأدرك بابلو مارتين جافيرا (جافي) التعادل الأول في الدقيقة 45+3 ثم إينييغو مارتينيز في الدقيقة 90 ليخفق فريق المدرب لويس إنريكه بالفوز للمباراة الثانية مكتفياً بنقطتين احتل بهما المركز الثالث، علماً أن جافي لاعب برشلونة الشاب الذي يكمل عامه الثامن عشر في آب المقبل سجل باكورة أهدافه الدولية في مباراته الثامنة، وكذلك سجل مدافع بلباو إينييغو مارتينيز (31 سنة) هدفه الدولي الأول في مباراته الدولية الثامنة عشرة.

مباريات ومواعيد

الجولة الثانية

– الثلاثاء: ألمانيا × إنكلترا، إيطاليا × المجر (9.45).

– الأربعاء: بلجيكا × بولندا، ويلز × هولندا (9.45).

الجولة الثالثة

– الخميس: البرتغال × تشيكيا، سويسرا × إسبانيا (9.45).

– الجمعة: النمسا × فرنسا، الدانمارك × كرواتيا (9.45).

– السبت: إنكلترا × إيطاليا، المجر × ألمانيا، هولندا × بولندا، ويلز × بلجيكا (9.45).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن