توقيع البرنامج التنفيذي للتعاون في مجال التعليم العالي … عرنوس يلتقي وزير الصحة الإيراني والوفد المرافق له ويبحث معه عقد مؤتمرات طبية مشتركة
| فادي بك الشريف
واصل الوفد الطبي الإيراني الذي يزور سورية، برئاسة وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي بهرام عين اللهي والوفد المرافق، سلسلة لقاءاته باجتماع مع رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس، حيث بحث معه توسيع التعاون بين سورية وإيران في مجالات الصناعات الدوائية والمعدات والمستلزمات الطبية والأبحاث العلمية والسياحة العلاجية وتبادل الطلاب والأساتذة على مستوى الجامعات والمراكز البحثية.
وجرى الحديث خلال اللقاء حول عقد مؤتمرات طبية مشتركة بين سورية وإيران وفتح آفاق جديدة للعلاقات الثنائية في هذا المجال وخصوصاً في ظل ظروف الحصار الاقتصادي الجائر الذي يستهدف شعبي البلدين.
وأكد عرنوس دعم الحكومة السورية لأي خطوات مشتركة تسهم بتحسين الواقع الصحي في البلدين وتعزز التعاون الطبي بما فيها إنشاء معامل مشتركة لإنتاج الأدوية تلبي حاجة سوقي البلدين وتذليل العقبات التي تحول دون ذلك.
كما لفت إلى ضرورة العمل المشترك لتطوير المخابر البحثية والاستفادة من التقانة الحيوية والتقدم العلمي في إيران بما ينعكس إيجاباً على القطاعات الصحية والبحثية والعلمية في سورية معتبراً أن التنمية الصحية والبشرية والتعاون المشترك يجب أن يكون محط اهتمام القائمين على القطاع في كلا البلدين ولاسيما في ظل التحديات الصحية التي تواجه العالم.
من جهته وزير الصحة الإيراني استعرض ما توصلت إليه بلاده من تقدم في مجالات صناعة الأدوية والتجهيزات والمستلزمات الطبية معرباً عن رغبة بلاده في تفعيل التعاون الثنائي في القطاعين الصحي والعلمي وتبادل الخبرات في مجال الصناعات الدوائية بما ينعكس عملياًعلى أرض الواقع ويخدم الجانبين وذلك في سياق العلاقات المتميزة التي تربط البلدين في المجالات كافة.
في السياق، وقعت سورية وإيران البرنامج التنفيذي لمذكرة التفاهم المشتركة الموقعة في طهران خلال تشرين الثاني من عام 2021 بهدف تعزيز التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي وعقد اتفاقيات توءمة مباشرة وفقاً للأنظمة النافذة في كلا البلدين.
ويتعاون الجانبان بموجب المذكرة التي وقع برنامجها التنفيذي وزير التعليم العالي والبحث العلمي بسام إبراهيم ووزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني، على تبادل المنح والمقاعد الدراسية للمرحلتين الجامعية الأولى والدراسات العليا «ماجستير ودكتوراه» وتنظيم زيارات مشتركة للطلاب الجامعيين للمشاركة في النشاطات العلمية والثقافية والرياضية والفنية.
كما نصت المذكرة على تعاون الجانبين في مجال التعليم الطبي لإجراء البحوث العلمية والطبية لمؤسسات التعليم العالي بما فيها المشافي التعليمية. وكذلك تبادل الكتب والدوريات العلمية المحكمة والمعلومات والخبرات والتدريب في مختلف التخصصات الطبية والصيدلانية المتطورة مثل الجراحة العصبية التنظيرية والجراحات العظمية والقلبية والنسائية وزراعة الكبد والعلوم الطبية الحيوية والخلايا الجذعية وتقانات الليزر وغيرها.
وأكد إبراهيم أن إيران ومراكزها العلمية والبحثية قطعت شوطاً كبيراً في الكثير من المجالات ولاسيما الطبية منها وكذلك تقانات النانو والخلايا الجذعية، وأشار إلى أنه سيتم تقديم التسهيلات بخصوص مسألة تعادل الشهادات.
هذا وتم الاتفاق على تنظيم مؤتمر طبي تخصصي مشترك سيكون الأول من نوعه بين الكليات الطبية والمشافي التعليمية في البلدين خلال الفترة القادمة.
بدوره أكد الوزير الإيراني الاستعداد الكامل للتعاون مع الجانب السوري في مختلف المجالات ولاسيما الطبية والعلاجية والتعليمية انطلاقاً من القواسم الثقافية والتاريخية المشتركة بين البلدين لافتاً إلى أهمية تبادل الخبرات والتجارب وتوسيع العلاقات العلمية وإزالة كل ما يعوق ذلك.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد رئيس الجامعة محمد أسامة الجبان أن الوفد زار الجامعة وتم إجراء مباحثات لتعزيز التعاون في مجال العلوم الطبية والتعليم الطبي والأبحاث العلمية
هذا وتطرق اللقاء إلى إمكانية عقد اتفاقيات توءمة بين جامعة دمشق والجامعات الإيرانية وتنفيذ أبحاث علمية مشتركة والاستفادة من الأبحاث العلمية التي تجري في كلا الجانبين وتنظيم زيارات مشتركة للطلاب للمشاركة في النشاطات العلمية والثقافية كما تطرق الحديث إلى المؤتمر الطبي المشترك المزمع تنظيمه بين الكليات الطبية والمشافي التعليمية خلال الفترة القادمة.
وبين الجبان أنه تم الاتفاق على إجراء عمليات نوعية في دمشق خلال الفترة القادمة عبر وفود طبية من إيران، منوهاً بتعزيز موضوع الإيفاد والمنح المقدمة من الجانب الإيراني للطلبة السوريين، منوها بأهمية تبادل الخبرات وتطوير التعاون في مجال نشر الأبحاث العلمية النوعية المشتركة وتبادل الطلاب في مرحلة الدراسات العليا مؤكداً أهمية الاستفادة من التجارب الإيرانية في مختلف المجالات العلمية والطبية.
وأعرب الوزير الإيراني عن استعداد الجانب الإيراني لتوسيع التعاون مع جامعة دمشق بمختلف المجالات العلمية والطبية وتقديم كل التسهيلات لإنجاح هذا التعاون.