عربي ودولي

مناورات جوية لـ«الناتو» في البلطيق.. وكييف: صعب جداً جداً تحقيق انتصارات في الصراع مع روسيا … موسكو: قواتنا ستردّ على الإمدادات الغربية من الأسلحة البعيدة المدى لأوكرانيا

| وكالات

مع إصرار الدول الغربية على تسعير نار الحرب وإمداد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى، جددت موسكو التحذير من أنها سترد على ذلك وستكثف جهودها لدفع قوات كييف بعيداً عن حدودها، مشددة على أن المحادثات الأمنية مع أميركا ضرورية لكنها غير مرجحة حتى الآن، على حين لم يستبعد السفير الأميركي في موسكو احتمال أن تغلق روسيا والولايات المتحدة سفارتيهما على أراضي بعضهما بعضاً، لكنه أكد أن بلاده لا ترغب في اتخاذ خطوة كهذه.
وفي التفاصيل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي، أمس الإثنين: «كلما ازداد عدد الأسلحة البعيدة المدى التي تزودونها إيّاها، سندفع خطوط القوات الأوكرانية بعيداً عن أراضينا».
تصريحات لافروف جاءت بعد إعلان وزير الدفاع البريطاني بين والاس، في وقت سابق أمس، أن بلاده «سوف ترسل عدداً غير محدود من قاذفات «إم 270» إلى أوكرانيا، والتي يمكنها إطلاق صواريخ دقيقة التوجيه يصل مداها إلى 80 كيلومتراً»، وبعد أن أعلنت واشنطن، الأربعاء الماضي، تخصيص حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، تشمل منظومات «هيمارس».
ونقلت «روسيا اليوم» عن لافروف وصفه قرار عدد من دول «الناتو» بمنع طائرته من المرور عبر أجوائها إلى صربيا، بأنه غير معقول، معتبراً ذلك عملاً مثيراً للاستياء، وأوضح أن الغرب يرسل إشارة واضحة لموسكو بأنه لن يتورع عن أي وسيلة من أجل مواصلة الضغط على روسيا، مشدداً على أن «محركي الدمى في بروكسل» لم يرغبوا في إعطاء روسيا منبراً في بلغراد للتعبير عن موقفها من عدد من القضايا الإقليمية، ولفت لافروف إلى أن الناتو يحتاج إلى دول مثل الجبل الأسود ومقدونيا الشمالية لتوسيع موطئ القدم المناهض لروسيا في أوروبا.
وشدد لافروف على أن تصرفات الغرب تهدف إلى حرمان صربيا من إمكانية اختيار شركاء لها ومنعها من ممارسة سياسة خارجية سيادية، ووصف هذا الموقف الغربي بأنه ضرب من الوقاحة، مضيفاً إن ذلك لم يعد يثير أي دهشة.
وفي وقت سابق أمس قال رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش إن السفير الروسي في بلغراد أبلغه بتأجيل زيارة لافروف، التي كانت مقررة إلى العاصمة الصربية يومي الإثنين والثلاثاء، وذلك بعد أن رفضت بلغاريا ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود السماح لطائرة الوزير الروسي بالمرور عبر أجوائها.
إلى ذلك أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس، أن المحادثات الأمنية مع الولايات المتحدة ضرورية لكنها غير مرجحة حتى الآن، وقال بيسكوف للصحفيين رداً على سؤال حول المفاوضات الروسية الأميركية بشأن الأسلحة النووية: «نحن مهتمون ونؤمن، بشكل عام، بمواصلة المفاوضات ومناقشة هذا الموضوع، مع الأخذ بالحسبان التحولات التكتونية التي نشهدها الآن في مجال الأمن الأوروبي وحتى العالمي، مثل هذه المفاوضات ضرورية، هناك حاجة إليها من العالم كله».
وأشار بيسكوف إلى أنه يتفق مع السفير الأميركي في موسكو جون سوليفان على أن هذه المفاوضات غير مرجحة حالياً، مضيفاً إنه عاجلاً أم آجلاً سيكون من الضروري العودة إلى هذا الموضوع.
وفي سياق منفصل لم يستبعد السفير ساليفان احتمال أن تغلق روسيا والولايات المتحدة سفارتيهما على أراضي بعضهما بعضاً، ونقلت وكالة «تاس» عن ساليفان قوله رداً على سؤال عن مدى احتمال إغلاق السفارتين: «هذا أمر ممكن، ومثل هذا الاحتمال وارد، على الرغم من أنني أعتقد أن هذا سيكون خطأ كبيراً».
وأضاف إنه بالكاد يمكن العثور في الإدارة الأميركية على مؤيد لفكرة إغلاق السفارتين، معتبراً أن السبب الوحيد الذي قد يجبر الولايات المتحدة على إغلاق سفارتها هو استحالة مواصلة عملها لاعتبارات أمنية.
وأشار إلى أن موسكو سبق أن تحدثت عن خطر قطع العلاقات بين البلدين، وأضاف إن هذا قد يعني إغلاق البعثات الدبلوماسية في كلا البلدين.
وقال: أؤكد لكم أن هذا لا يأتي من طرف الولايات المتحدة، هذه ليست نية الرئيس جو بايدن أو الحكومة الأميركية، ليس بوسعنا إضافة الكثير حول هذا الموضوع الآن. فمنذ ثلاثة أشهر نعيش حالة من التغير الكامل، كما يبدو لي، في علاقاتنا».
في غضون ذلك بدأت القوات الجوية لحلف «الناتو» والدول الشريكة له تنفيذ مناورات عسكرية في سماء دول البلطيق، ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بيان صدر عن مركز الخدمة الصحفية لمقر قوات الدفاع الإستونية، أمس الإثنين، أنه بدأت تدريبات للقوات الجوية لحلف شمال الأطلسي التي تحمل اسم «Ramstein Alloy» وستستمر لمدة 4 أيام، والغرض الرئيسي منها هو ضمان أمن المجال الجوي لدول البلطيق، وإجراء الاتصالات وإجراءات التحكم، كما سيتم التدرب على حالات فقدان الاتصال ومرافقة الطائرات وتحديد عمليات البحث والإنقاذ.
وأضاف البيان: «إضافة إلى المقاتلات الفرنسية والإسبانية، المتمركزة في قاعدة «إيماري» الجوية في إستونيا و«سيولياي» في ليتوانيا، ستشارك في المناورات مقاتلات فنلندية وألمانية وسويدية وتشيكية وبريطانية وتركية».
وتقام تدريبات «Ramstein Alloy»، منذ عام 2008، بواقع 3 مرات في السنة، وتقوم طائرات الناتو المقاتلة بمهمة دورية لحماية المجال الجوي لدول البلطيق.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها الجوية دمرت بصواريخ عالية الدقة بعيدة المدى في مقاطعة خاركوف بشمال شرق أوكرانيا، ورشات مصنع كانت موقعاً لترميم وإصلاح مدرعات للجيش الأوكراني.
ونقلت «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، قوله في إفادة صحفية أمس أن صواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو أصابت 4 مواقع قيادة للقوات الأوكرانية و15 منطقة تجمع للقوات والمعدات العسكرية.
في أثناء ذلك أكد سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أليكسي دانيلوف أنه لا يعتبر انسحاب القوات المسلحة الأوكرانية من عدد من المناطق في دونباس مأساة.
وقال دانيلوف في حوار مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية من «الصعب جداً جداً» بالنسبة لأوكرانيا تحقيق انتصارات في الصراع مع روسيا، لكن القوات مستعدة للمقاومة لفترة طويلة.
وشدد على أن أوكرانيا يمكن أن تستمر في سحب قواتها من دونباس من أجل إعادة تجميع صفوفها وتلقي المساعدة العسكرية من الدول الغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن