الخبر الرئيسي

عبد اللهيان أجل الزيارة.. لافروف في أنقرة غداً ودورية مشتركة روسية – تركية في عين العرب … هدوء حذر شمال الحسكة.. والتصعيد يتواصل في منبج وعين عيسى

| حلب- خالد زنكلو - الوطن- وكالات

مع إعلان وزير الخارجية الإيراني عن تأجيل زيارته المقررة إلى أنقرة لعدة أيام جديدة، يحط وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تركيا غداً حيث سيحل الملف السوري وتهديدات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بشن عدوان جديد داخل الأراضي السورية، كأحد العناوين الرئيسة لمباحثاته هناك.

المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف قال للصحفيين بشأن «العملية العسكرية التركية المحتملة في سورية»: «فيما يتعلق بحقيقة أن الوزير سيناقش هذا الموضوع، فبالتأكيد خلال اتصالاته القادمة يمكن افتراض ذلك بدرجة عالية من اليقين».

وتعليقاً على المعلومات التي تفيد بأن روسيا وحلفاءها في سورية عززوا مواقعهم حول عدة مدن حيث يخطط النظام التركي لغزوها، قال بيسكوف: «لن أعلق على ذلك، فبعد كل شيء، أنت تتحدث عن منطقة ذات سيادة على أراضي سورية، فإن القوات المسلحة لهذه الدولة قد تعزز، بدرجة أكبر أو أقل، بعض القطع (العسكرية) على أراضيها».

وجاء الإعلان عن زيارة لافروف الذي سيرافقه فيها وفد عسكري يضم ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية إلى تركيا في وقت تتواصل فيه التحركات الميدانية على الأرض، حيث يواصل الجيش العربي السوري إرسال تعزيزات إضافية لوحداته المتمركزة في محاور عدة في المنطقة.

في الأثناء، تحدثت مصادر دبلوماسية عن تأجيل زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى تركيا التي كانت مقررة أمس للقاء مسؤوليها، والبحث في ملفات المنطقة وعلى رأسها التهديدات التركية بشن عدوان جديد على أراضي شمال سورية.

ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء عن المصادر أن «الزيارة تأجلت لعدة أيام»، وهو ما أكدته مصادر إعلامية في تركيا قالت للوكالة: إن «الزيارة تأجلت إلى موعد آخر».

يأتي ذلك في وقت ضبطت فيه القوات الروسية، عبر إجراءات عسكرية، جموح رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لشن عدوان عسكري في منطقة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، وفي ريف الحسكة الشمالي والشمالي الغربي، في وقت حافظ جيش الاحتلال التركي في منبج وريفي حلب والرقة الشماليين على وتيرة التصعيد التي انتهجها بعد إعلان أردوغان في ٢٣ الشهر الماضي نيته غزو مناطق داخل الأراضي السورية لإنشاء ما سماه «منطقة آمنة» مزعومة بعمق ٣٠ كيلو متراً.

وبدا أن إيقاع التصعيد العسكري التركي منصب راهناً في جبهات منبج شمال شرق حلب وفي تل رفعت بريف المحافظة الشمالي، بعدما ركز جيش الاحتلال التركي قصفه المدفعي الصاروخي باتجاه المنطقتين، اللتين أعلن أردوغان الأربعاء الماضي أنهما تشكلان الهدف الأول لعدوانه لاقتطاع أراضٍ سورية.

ففي عين العرب، وإثر تدخل المروحيات التابعة لسلاح الجو الروسي أول من أمس في حماية الأهالي الذين نزحوا من قريتين شرق المنطقة بعد إطلاق النار عليهم من جيش الاحتلال التركي خلال ترميمه جداراً حدودياً فيها ومساهمة الجانب الروسي في الإشراف على ترميم الجزء المهدم منه، فرضت القوات الروسية حضورها الميداني أمس من خلال تسيير حوامات في سماء المنطقة وبالقرب من خطوط التماس الحدودية، وكذلك تسيير الشرطة العسكرية الروسية دورية جديدة مع الجانب التركي في ريف عين العرب الشرقي والغربي عند الحدود التركية.

وأفادت مصادر أهلية في عين العرب لـ«الوطن»، بأن الدورية العسكرية المشتركة الروسية- التركية في المنطقة، الواقعة تحت سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية والمشمولة بتهديدات أردوغان، هي الثانية من نوعها في غضون أسبوع، ما يدل على رغبة موسكو في احتواء تصريحات أردوغان الإعلامية ومطامحه العدوانية التوسعية بقضم المنطقة ذات الموقع الإستراتيجي لوصلها بمناطق هيمنة الاحتلال التركي ومرتزقته ببعضها بعضاً.

وأشارت إلى أن الدورية المشتركة، المؤلفة من ٨ عربات عسكرية مناصفة بين الجانبين الروسي والتركي، انطلقت من ريف قرية غريب شرق عين العرب ووصلت كسابقتها إلى قرية أشمة غرب المنطقة بعد أن جالت في قرى كورتك وعليشار وكوسك وتيري وقباجب وتل حاجب وجيشان وخرابيسان فوقاني.

بالمقابل واصل الاحتلال التركي ومرتزقته استهدافهم المدفعي وبقذائف الهاون لقرى وبلدات ريف حلب الشمالي الأوسط المهدد بالغزو، حيث طال القصف كلاً من بلدات دير الجمال والزيارة والوحشية وكشتعار وأبين وتل عجار والشيخ عيسى، مخلفاً أضراراً بالغة في ممتلكات المدنيين على الرغم من أن مروحيات روسية حلقت فوق خطوط تماس المنطقة في الليلة ما قبل الماضية، وفق قول مصادر أهلية في ريف حلب الشمالي الأوسط لـ«الوطن».

أما في منبج، وحسب مصادر «الوطن»، فبقي حال التصعيد من الاحتلال التركي ومرتزقته على حاله أمس، إذ جرى استهداف محيط بلدة العريمة جنوب غرب منبج وخطوط تماس نهر الساجور غرب المنطقة، إلى جانب قرى الكاوكلي وقرط ويران ومزارع الفوارس، الأمر الذي فرض موجة نزوح جديدة لدى قاطني تلك القرى باتجاه مدينة منبج الواقعة تحت هيمنة «قسد».

كما أكدت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها اعتدت بقذائف المدفعية الثقيلة والصاروخية على المناطق السكنية في قرية الهوشان والطريق الدولي «إم 4» ومحيط بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي التركي في أجواء المنطقة، حسب ما ذكرت وكالة «سانا».

وأشارت المصادر، إلى أن الاعتداءات، أسفرت عن وقوع أضرار مادية بالمنازل والممتلكات من دون ورود معلومات عن إصابات في صفوف المدنيين الذين اضطروا للاختباء بالأقبية خوفاً من همجية الاحتلال التركي والقصف العشوائي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن