ثقافة وفن

الشللية مشكلة قاتلة وبشعة ومرعبة … روعة ياسين لـ«الوطن»: لم أعش حباً لم أقدر على نسيانه

| وائل العدس

اكتفت النجمة السورية روعة ياسين بالظهور في مسلسل واحد في رمضان المنصرم، في وقت اعتذرت فيه عن العديد من الأعمال.

خلال مسيرتها الفنية قدّمت ما يقارب 130 تجربة درامية مع كتّاب ومخرجين عدة، ونجحت في تشكيل بصمة خاصة بها، جعلتها من الفنانات المتفوقات.

«الوطن» استضافتها وخرجت معها بحوار فني واجتماعي وإنساني وهذه تفاصيله:

• شاركت في مسلسل «على قيد الحب» بشخصية «مروة» المرأة الطيبة التي تتحول إلى قاسية بسبب الظروف، إلى أي مدى تشبهكِ؟

تشبهني قليلاً في بعض التفاصيل، إن كان بالحنان والمحبة أو باحتواء أفراد عائلتها، لكني بشكل كم أفضل تأدية الشخصيات التي لا تشبهني.

• هل تسعين للانتقام مثل «مروة» إذا تعرضتِ للأذى؟

أواجه الشخص الذي آذاني وجهاً لوجه، لكن الموقف يتحدد وفقاً للشخص، فإن كان لا يعنيني فإني لا أرد إطلاقاً لأنه آذى نفسه قبل أن يؤذيني، وإذا كان قريباً فإنني أناقشه وأجادله فيما فعل.

أشعر أن الشخص المؤذي مريض ومعلول وغير سوي ولا أحب النزول لمستواه، وبشكل عام لا أحب سياسة الانتقام وأحاول ألا أعطي مجالاً لأحد تجنباً للأذى، وإن كان وحصل فإنني لا أنتقم.

• جمع المسلسل اثنين من الجيل الذهبي هما دريد لحام وأسامة الروماني، فكيف تصفين التعامل معهما؟

لا أستطيع وصف حجم سعادتي بالعمل معهما، فالأستاذ أسامة كان والدي في العمل والأستاذ دريد كان عمي والد زوجي، وفعلاً شعرت أنني أتعامل مع اثنين من العمالقة يتمتعان بقمة الاحترام والأدب والاحتواء، ما دفعني فعلاً لإظهار أجمل ما عندي.

ومن الصعب وصف صدريهما الرحبين ومحبتهما وتعاملهما الراقي مع الجميع، ولم أستغرب أنهما يصلان لموقع التصوير وهم حافظان لمشاهدهما، ويمكن وصفهما بأنها كالنمسة أو الفراشة المفعمة بالطاقة والمحبة والخير، وشرف كبير لي بأنني وقفت أمامهما.

• أنتِ من الوجوه المعروفة في الدراما السورية، فلمَ لم تحصلي على أدوار البطولة المطلقة حتى الآن؟

أعتقد أن معظم الأدوار في الدراما السورية تبدو بطولة مطلقة، ومثال على ذلك مسلسل «على قيد الحب»، فلا يوجد دور أول ولا دور ثانوي، فجميع الأدوار مهمة ومؤثرة ومساحتها متساوية.

وبكل الأحوال لا أستطيع الإجابة على سؤالك لأن الجواب عند المنتجين والمخرجين وليس عندي.

• هل تعتقدين أنكِ من الممثلات المظلومات؟

تعاني الدراما السورية من مشكلة كبيرة تتمثل بالشللية، وهي مشكلة قاتلة وبشعة ومرعبة، ولذلك نرى الممثلين أنفسهم مع المخرجين دوماً، وأيضاً نجد أن للكاتب ناسه وللمنتج ناسه وكذلك الأمر للمخرج، وهو تصرف غير صحي ويجب التخلص منه.

• شقيقتك علا بدر، لماذا نالت الشهرة التي لم تناليها، وبماذا تتفوق كل واحدة منكما؟

لا يجوز مقارنة أحد بآخر، فكل واحدة مستقلة عن الأخرى فنياً، وشقيقتي انتقائية بأدوارها أكثر مني، وأنا لا أمتلك الدقة التي تمتلكها، وهي موفقة أكثر مني بخياراتها لأنها تتأنى ولا تستعجل، ولذلك قدّمت أدواراً لم أكن مقتنعة بها وندمت عليها بعدما قدمتها من باب «المخاجلة»، وبالمقابل أفتخر بأعمال أخرى شكلت نقاطاً مضيئة في مسيرتي مثل مسلسلاتي مع الأساتذة هشام شربتجي وأيمن زيدان وياسر العظمة ورشا شربتجي ويوسف رزق، فالقصة لا تتعلق بالشهرة بقدر ما تخص الدقة وتقديم الشيء الصح بالوقت الصحيح.

نعيش وقتاً ممنوعاً فيه الخطأ وانتقاء الأدوار بعشوائية بهدف الحضور فقط، لكنني أعتقد أن الوقت كفيل بأن يضعها بالمكان الذي تحبه وتستحقه.

• بعيداً عن الفن، لماذا تعزفين عن الزواج؟

كل أنثى تعزف عن الزفاف تكون مريضة حتماً، لكن من حقي البحث عن الشريك المناسب وسط الضغوطات التي نعيشها، فالرجل الذي أنتظره عليه أن يكون صديقاً وحبيباً وسنداً، وإن كانت تلك الصفات يصعب أن تتوافر في رجل واحد، لكن عندما يدق قلبي وأجد صفات منطقية في الشريك لأكون سعيدة معه فإنني لن أرفضه طبعاً.

• كثرت حالات الطلاق في الوسط الفني خلال الفترة الماضية، فهل تقبلين بالارتباط بفنان؟

لا يهم الارتباط بفنان أو غيره، المهم الارتباط بالشخص المناسب بعيداً عن مهنته وعمله، فالمرأة ستتزوج الرجل وليس مهنته، وبالنهاية الفنان أو أي رجل آخر هو بشر ولديه قصصه ومشاكله وخلافاته مع الشريكة مثل أي شخصين عاديين.

الانفصال كثر في الآونة الأخيرة في كل الأوساط وليس في الوسط الفني فقط، لأنها أصبحت حالة عامة ولا تخص أشخاصاً دون غيرهم.

• هل عشتِ حباً لم تستطيعي نسيانه؟

لم أعش حباً لم أقدر على نسيانه، وإن اعتبرت أنني عشت حباً يوماً ما فإنني مع الوقت اكتشفت أنه مجرد وهم، بل هو تجربة استفدت منها.

ربما عشت علاقة لا أنسى صاحبها ولا معطياتها، لكنني لا أكررها لأنها تركت عندي انطباعاً وأثراً غير جيدين، ولذلك أتجنب الوقوع في مطب مشابه.

• من الرجل الذي تحلمين باستمرار حياتك معه؟

أحب الارتباط برجل متفهم ومنطقي ومحب، يسمعني وأسمعه، أستوعبه ويستوعبني، يدعمني وأدعمه، تجمعني به كيمياء وانسجام وطموحات وأحلام مشتركة.

• ما الهدف الذي تريدين تحقيقه على الصعيدين الفني والاجتماعي؟

على الصعيد الفني أتمنى الحصول على الفرصة التي أستحقها لكي أثبت من خلالها أن لديّ المزيد لأقدمه، فطموحي كبير وثقتي بنفسي عالية جداً، وأعتقد أنني قريبة من تحقيق أهدافي.

أما على الصعيد الاجتماعي فأتمنى الخير لأهلي وأصدقائي وللجميع، وعن نفسي أتمنى الاستقرار عاطفياً واجتماعياً وفكرياً وأن أكون أكثر هدوءاً، فهناك صورة عامة بأنني هادئة ولطيفة، لكنني من الداخل لستُ هادئة وفي الوقت نفسه لستُ عصبية بطريقة حمقاء، أتمنى هذه الثورة التي بداخلي أن تهدأ قليلاً.

• ما أكثر شيء ندمتِ على فعله في حياتك؟

لم أندم على شيء، هناك أمور حزنت عليها لأنني لم أستغلها بالشكل الصحيح، وخاصة أنني دخلت الوسط الفني من دون أي داعم ووقعت بأخطاء وعثرات كان بالإمكان تفاديها، كما أنني حصلت على فرص لم أستثمرها جيداً.

عندما دخلت مجال الفن كنت أدرس في الجامعة ولم أكن أمتلك وقتها أي خلفية درامية، وكنت بحاجة لمن يدلني ويثقفني، لكنني لم أجد أحداً.

هناك مسلسلات ندمت على المشاركة فيها، وهناك مسلسلات أخرى اعتذرت عنها وندمت لأنني لم أكن فيها، كما ندمت على مجاملتي لبعض الناس الذين لا يستحقون، وبت الآن حريصة أكثر على اختياراتي من دون مجاملة أو خجل.

• هل تعرضت للتنمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

لم أتعرض لمثل هذا الموقف، أحياناً أقرأ تعليقات إيجابية وأحياناً العكس، لكنني أتجاوزها، لأن أصحاب التعليقات المسيئة مريضون ومختلون عقلياً ولا يمتلكون أي بعد إنساني أو اجتماعي وبالتالي لا عتب عليهم.

أتقبل النقد بكل رحابة صدر، لكن عندما يتحول النقد إلى إساءة فإنني أرفضها قطعاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن