رياضة

توازن العدالة..

| مالك حمود

جمالية الرياضة بتنافسها الشريف والقوي والمثير، وروعتها ببلوغ أطراف معادلتها التنافسية حالة الذروة في التحضير والإعداد والاستعداد، في سباق بلوغ القمة وتتويج الجد والاجتهاد بإنجاز يليق بما توافر من معطيات، ضمن منافسة تهدي الأفضلية في النهاية للأكثر تميزاً، وقد يكون التمايز في تفاصيل صغيرة، وجزئيات دقيقة، فيما لو تكافأت القوى، وتوازنت المعطيات، ولكن ماذا لو غاب التكافؤ واختفى التوازن؟

لسنا بصدد الدخول في دوامة الأندية، ومتاهة التبعيات والمحسوبيات، ورغم حبنا واحترامنا واعتزازنا بكل الأندية السورية، وبالتالي عندما نتحدث عن قضية في كرة السلة المحلية، فإننا نتناولها من المنظار العام المنطلق من باب مصلحة كرة السلة السورية بشكل عام.

مسألة اللاعب الأجنبي صارت حديث الساعة بما أثارته من جدلية كبيرة وواسعة، والمشكلة أن هذه المسألة تجاوزت اتحاد اللعبة الذي أراد التعامل معها بدهاء عندما رفعها إلى المكتب التنفيذي محاولاً الهروب من مسؤولية اتخاذ القرار، واضعاً الكرة في ملعب القيادة الرياضية، لكن المكتب التنفيذي تعامل معه بطريقة التفافية فأعاد الكرة إلى ملعب اتحاد السلة، من خلال رده بأنها مسألة فنية ومن اختصاص اتحاد السلة وعليه أن يتخذ ما يراه مناسباً، لقد كان الأجدر باتحاد السلة كمؤسسة معنية بكرة السلة أن يتخذ القرار المناسب والذي يرى من خلاله مصلحة كرة السلة السورية، وأن يتابع العمل بمشروعه في استقدام اللاعبين الأجانب خلال مرحلة الفاينال، والآمال التي بناها على وجود الأجانب، أو عودتهم إلى كرة السلة السورية، ودورهم في تنشيط اللعبة وزيادة جماهيريتها، والأهم وجودهم في الملعب إلى جانب اللاعبين السوريين بهدف تطويره فنياً وذهنياً، وتتسع مساحة الكلام مع السماح بمشاركة لاعبين أجنبيين بأرض الملعب.

الجمالية والقوة اجتمعتا في الملعب مع وجود 4 لاعبين أجانب في كل مباراة، ولكل فريق أوراقه وطرق تعامله مع العملة الأجنبية التي صارت بين يديه، وسط تقارب كبير بين الفرق المتبارية بأرض الملعب، ولكن ماذا لو غاب لاعب أجنبي عن أحد هذه الفرق.

غياب اللاعب الأجنبي بداعي الإصابة ليس لنادي الأهلي ذنب فيه، فلماذا يُحرم من هذا الوجود؟!

وإذا كانت الحجة الأنظمة والقوانين واللوائح، فهذه ليست المرة الأولى التي يتم خلالها تجاوز هذه الأنظمة، وذلك باعتراف أهل الشأن السلوي بأن التجاوز والتغاضي كان لتسيير وتيسير الأمور، فلماذا لا يتم اليوم التعامل بروح القانون، وإعطاء كل فريق حقه من القوى المحلية والأجنبية في أرض الملعب، في مواجهات تختصر تعب وحشد وتكاليف سنة بأكملها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن