مجلس الوزراء يوافق على إطلاق التأمين الزراعي ويناقش رفع تعويضات القضاة واستلام محصول القمح … محمد لـ«الوطن»: تفعيل التأمين الزراعي يشجع على الاستثمار في القطاع الزراعي
| الوطن
وافق مجلس الوزراء على إطلاق مشروع التأمين الزراعي من خلال التأمين الإلزامي على الزراعات المحمية بهدف تغطية الخسائر الكلية أو الجزئية التي تتعرض لها بما فيها تكاليف إنشاء البيت البلاستيكي والمزروعات بداخله كذلك تعويض الضرر الناتج عن البرد والصقيع والعواصف والزوابع والزلازل والبراكين والانهيارات الأرضية والفيضانات والتنين البحري.
وناقش المجلس في جلسته الأسبوعية اليوم برئاسة المهندس حسين عرنوس عدداً من الصكوك التشريعية المقترحة من وزارة العدل وذلك بهدف تحسين الوضع المعيشي للقضاة ورفع قيمة التعويضات الممنوحة لهم بما يتناسب مع الأعمال الإضافية والمسؤوليات التي يقومون بها إضافة إلى زيادة واردات الصندوق المشترك للقضاة ومحامي الدولة بما يشكل دعماً حقيقياً لهم بمن فيهم القاضي المتقاعد أو المسرّح صحياً.
وأكد المهندس عرنوس على جميع الوزارات المتابعة المستمرة لتنفيذ الخطط المعتمدة وإعداد تقارير تتبع دورية عن مراحل تنفيذ المشروعات والإجراءات المتخذة لتذليل أي عقبات بما يضمن وضع جميع المشروعات بالخدمة وفق البرامج الزمنية المحددة مشدداً في الوقت نفسه على أهمية الاستمرار بمراقبة الأسواق وضبط الأسعار والتأكد من مدى صلاحية المواد وخاصة الغذائية ومطابقتها للمواصفات القياسية المعتمدة.
ضبط الخلل في المؤسسات
وشدد رئيس مجلس الوزراء على ضبط أي حالات خلل قد تحدث في المؤسسات والجهات العامة باعتبار هذا الإجراء أحد المعايير الأساسية لتقييم عمل الوزارات.
إلى ذلك اطلع مجلس الوزراء على عمليات استلام محصول القمح في عدد من المحافظات وأكد على جميع الجهات المعنية بذل أقصى الجهود لاستلام المحصول وتذليل أي عقبات وتقديم التسهيلات للمزارعين وطلب من الجهات المعنية عدم منح أي تصريح لنقل الأقماح خلال فترة الاستلام إلا إلى المراكز المحددة للاستلام بما يؤمّن الحفاظ على المحصول وعدم هدر أو تهريب أي حبة قمح.
ولفت المجلس إلى جهود وزارة النفط وأهمية وضع بئر زملة المهر1 في الخدمة وشدد على أهمية متابعة الاستثمار الأمثل للموارد الجيولوجية من خلال الكوادر الوطنية والتوسع بعمليات الحفر والاستكشاف بما يحسن الإنتاج الوطني من المشتقات النفطية ويسهم بدخول كميات إضافية تعزز الواقع الحالي كذلك التوسع بزراعة النخيل في المناطق الملائمة وفق خطة مدروسة سنوياً لتأمين جزء من حاجة السوق المحلية من التمور وتخفيف فاتورة استيراد المادة.
وطلب المجلس من المجالس المحلية والمحافظين اتخاذ إجراءات الحيطة والحذر للحفاظ على سلامة مرتادي الأنهار والبحيرات للحد من حوادث الغرق مع حلول فصل الصيف.
واستعرض المجلس مذكرة حول المخابر المختصة بفحص تجهيزات الطاقة المتجددة وفقاً للمواصفات القياسية المعتمدة وآليات تسعير عمليات التحليل وفق النوع والمواصفة والجودة بما يضمن الاستخدام الأمثل لهذه التجهيزات وتحقيقها للأهداف المرجوة منها وحماية المواطن والاقتصاد الوطني.
ووافق المجلس على عدد من المشروعات الخدمية والتنموية ذات الأولوية في عدد من المحافظات.
التأمين يخفف مخاطر العمل
وأوضح وزير المالية الدكتور كنان ياغي في تصريح للصحفيين عقب الجلسة أن المشروع مهم لكونه يحقق الاستقرار بالعملية الزراعية من خلال تخفيف المخاطر المرافقة للعمل بالقطاع الزراعي كما سيكون له أثر إيجابي في التوسع بالمساحات المزروعة نتيجة زيادة القدرة الاقتراضية للفلاح من المصارف نتيجة وجود بوليصة تأمين على المشروع الزراعي.
ولفت وزير المالية إلى أنه تم تشكيل لجنة من وزارتي الزراعة والمالية واتحاد الفلاحين الذي كان شريكاً في هذا المشروع وتمت دراسة كل الجوانب الفنية المتعلقة بالتأمين الزراعي وتم الاتفاق على إطلاق التأمين الزراعي على الزراعات المحمية «البيوت البلاستيكية» كمرحلة أولى وسوف تتبعها مشاريع تأمينية أخرى كمحصول البطاطا إضافة إلى تأمين المواشي.
وأضاف الوزير ياغي: بالنسبة للتأمين الزراعي على المحميات الزراعية تمت دراسة قيمة البوليصة بناء على دراسات إحصائية تمتد لـ12 عاماً سابقة من خلال معرفة حجم الأضرار التي تعرضت لها البيوت البلاستيكية، ومبالغ التعويضات التي أنفقت مشيراً إلى أن تسعير بوليصة التأمين انطلق من مبدأ عدم الربح وذلك بهدف تعزيز دور القطاع الزراعي في الناتج المحلي وحمايته من المخاطر.
5ملايين ليرة لكل بيت بلاستيكي
وأوضح وزير المالية أنه تم الاتفاق على تعويض الفلاح لحدود 5 ملايين ليرة سورية للبيت البلاستيكي الواحد، مضيفاً إنه تشجيعاً من الحكومة لإطلاق التأمين الزراعي ستقدم وزارة المالية دعماً للقسط الخاص ببوليصة التأمين الزراعي والبالغ 34 ألف ليرة سورية بنسبة 70 بالمئة في السنة الأولى وبالتالي لن يتجاوز القسط 10500 ليرة سورية للبيت البلاستيكي الواحد وستتحمل الخزينة 50 بالمئة في السنة الثانية و25 بالمئة في السنة الثالثة.
وأكد الوزير ياغي أن التعويضات المالية للزراعات المحمية والمؤمنة سيتم تأمينها من شركة التأمين المعنية أما بالنسبة للزراعات خارج منظومة التأمين الزراعي فسيتم تعويضها من صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية التابع لوزارة الزراعة.
زيادة اللصيقة القضائية
بدوره قال وزير العدل القاضي أحمد السيد في تصريح عقب الجلسة: الجميع يعلم أن القاضي لا ينتهي عمله مع نهاية ساعات الدوام الرسمي إضافة إلى قيامه بعمله على قوس المحكمة وفي النيابات العامة وعليه عبء كبير بدراسة القضايا والبت بها وانطلاقاً من ذلك تم طرح مشاريع على مجلس الوزراء ومناقشتها وأهمها زيادة اللصيقة القضائية التي كانت عبارة عن 200 ليرة سورية لتصبح ألفي ليرة سورية وزيادة طبيعة العمل القضائي بنسبة جيدة جداً تحقق تحسناً واضحاً وملموساً في معيشته.
وأكد وزير العدل أن هناك اهتماماً كبيراً من السيد الرئيس بشار الأسد رئيس مجلس القضاء الأعلى بهذا المرفق لأهمية القضاء في المجتمع لافتاً إلى ما يسعى إليه القضاء في تحقيق العدالة والنزاهة.
التأمين يخفف العبء على المزارع
وفي تصريح لـ«الوطن» بيّن مدير عام هيئة الإشراف على التأمين رافد محمد أن مشروع التأمين الزراعي جاء بهدف تعويض جميع المزارعين في حالة وقوع الكوارث الطبيعية، وتحقيق قانون الأعداد الكبيرة القائم على التكافل بين الخطر الجيد والخطر الرديء، وبما يخفف العبء على المزارع من خلال انخفاض قسط التأمين بفعل الأعداد الكبيرة، وهو يتضمن التعويض عن مختلف الكوارث الطبيعية كالصقيع والتنين البحري والعواصف وسواها، وتتولى المؤسسة العامة السورية للتأمين هذا المنتج التأميني الجديد.
وأضاف: إن المشروع يعتبر من أهم الوسائل لمواجهة المخاطر التي قد يتعرض لها القطاع الزراعي من خلال كونه أحد أنواع وثائق التأمين التي تهتم بنقل المخاطر من المزارع الى شركة التأمين مقابل قسط محدد، وتتمثل أهم هذه المخاطر بعوامل الطقس والتقلبات المناخية كالجفاف والصقيع والحرائق والآفات والأمراض الزراعية وغيرها، كما يدخل ضمن مفهوم التأمين الزراعي تأمين الثروة الحيوانية (المواشي، النحل، مزارع الأسماك)، ومن المؤكد أن للتأمين الزراعي الكثير من الفوائد على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي إضافة إلى الفائدة الأساسية المتمثلة في دعم وحماية القطاع الزراعي، حيث يمنح التأمين الزراعي درجة من الطمأنينة لدى المزارعين من المخاطر التي قد تواجههم لكونه وسيلة لتعويض الخسائر الناجمة عن المخاطر فيما لو تحققت، كما أن تفعيل التأمين الزراعي قد يعتبر عاملاً مشجعاً على الاستثمار في مجالات القطاع الزراعي المختلفة ما دام هناك غطاء تأميني يكفل لهم تعويض الخسائر التي قد يتعرضون لها وبكلف بسيطة، ما يشكل عامل دعم للاقتصاد الوطني من خلال تنمية القطاع الزراعي وتطويره ويساهم في تخفيف الأعباء التي تتحملها الدولة عن الخسائر التي قد يتعرض لها المزارعون نتيجة الأضرار التي قد تلحق بمحاصيلهم الزراعية، وكذلك تخفيف هجرة المزارعين إلى المدن، وما لهذا الأمر من أهمية كبيرة اقتصادية واجتماعية، خاصة في هذه المرحلة.
الحكومة تساعد
وأوضح محمد أن القسط السنوي للبيت البلاستيكي الواحد 34000 ليرة ، تضاف إليه مصاريف إدارية للمؤسسة العامة السورية للتأمين حدها الأقصى 15 بالمئة من هذا القسط، وتدعم الحكومة القسط الإجمالي بنسبة 70 بالمئة في السنة الأولى و50 بالمئة في السنة الثانية، و25 بالمئة في باقي السنوات، مؤكداً أن التأمين الزراعي للبيوت البلاستيكية هو خطوة أولى فقط، ومن المهم جداً البدء بها وتطويرها، إذ إن التأمين يشكل حلاً مثالياً لمختلف الأزمات من خلال التكافل المحسوب على أسس رياضية، وعبر التاريخ وفي مختلف الأزمات كان الاعتماد على الذات هو أهم الحلول للخروج من الأزمات، والتأمين (التكافل) هو أهم أشكال الاعتماد على الذات.
وأشار محمد إلى أن البدء بتأمين البيوت البلاستيكية هو دون الطموح بكثير، حيث كان الهدف أغلب المحاصيل إلا أنه من الجيد البدء والبناء على هذه التجربة، حيث لم تساعد الإحصائيات المتوفرة على البدء ببعض المحاصيل المهمة، عدا كون هذه التجربة جديدة فهذا يجعل من المضي بخطوات متأنية ومحسوبة بدقة ضمانة للنجاح والاستمرارية.