سورية

النظام التركي أعلن أنه سينفذ ما يلزم شمال سورية «في الوقت المناسب»! … شويغو يؤكد لأكار أهمية التعاون للحفاظ على استقرار طويل الأمد.. وواشنطن تحذر من «انتكاسات مكلفة»

| وكالات

واصل النظام التركي أمس تهديداته الإعلامية بشن عدوان على مناطق شمال شرق سورية، لكنه ترك توقيت بدئه مفتوحاً، ما يشي ببدء رئيس النظام رجب طيب أردوغان إعادة حساباته في ظل التعزيزات الجديدة للجيش العربي السوري في المنطقة، والاعتراض الروسي والأميركي الواسع، إذ جددت الإدارة الأميركية إدانتها لأي تصعيد يتجاوز خطوط وقف إطلاق النار، ودعوتها النظام التركي إلى الوفاء بالالتزامات التي تعهد بها في تشرين الأول 2019 بوقف العمليات الهجومية في شمال شرق سورية، محذرة من أن أي تصعيد جديد يتجاوز خطوط وقف إطلاق النار يشكل «انتكاسات مكلفة».
ونقلت وكالة «الأناضول» عن وزير الدفاع في حكومة النظام التركي خلوصي أكار، قوله: إن قوات بلاده ستفعل ما يلزم ضد الإرهابيين شمال سورية في الوقت المناسب، بعدما أعلن أردوغان قبل عدة أسابيع أنه سيشن العدوان «قريبا».
أكار الذي كان يتحدث عقب اجتماع لحكومة النظام التركي برئاسة أردوغان، زعم أن «كل العمليات العسكرية التي تقوم بها تركيا، تتمتع بالشفافية ومتوافقة مع القانون الدولي»، مدعياً أن بلاده تسعى إلى حماية مواطنيها وحدودها!
وجدد أكار التأكيد أن نظام بلاده لن يسمح بأي «ممر أو حزام إرهابي» قرب حدود بلاده الجنوبية على حد تعبيره، وواصل الادعاء أن بلاده تحترم وحدة أراضي دول الجوار وخاصة سورية والعراق ولا تطمع بأراضي أي دولة، وقال: إن «أنقرة تسعى إلى مكافحة الإرهاب فقط، وإن الأكراد والعرب إخوة للشعب التركي».
في غضون ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن وزير الدفاع سيرغي شويغو بحث خلال مكالمة هاتفية مع أكار الأوضاع في أوكرانيا وسورية.
وقالت الوزارة في بيان: «بمبادرة من الجانب التركي، أجرى شويغو محادثات هاتفية مع أكار، وتم التركيز بشكل رئيسي على تبادل الآراء والتقييمات للوضع في أوكرانيا وسورية».
وذكر البيان أنه تم التأكيد على أهمية استمرار التعاون الوثيق في سورية للحفاظ على استقرار طويل الأمد في المنطقة، ونوه بأن الاتصالات الروسية التركية ستستمر بشأن هذه القضايا.
وفي السياق ذكرت قناة «سكاي نيوز» أن أكار أبلغ نظيره الروسي بأن أنقرة سترد بالشكل الضروري على من يزعزع الاستقرار في الشمال السوري.
في المقابل، نقلت وكالة «نورث برس» التابعة لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سورية ومدعومة من واشنطن، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس قوله إن «موقف الولايات المتحدة واضح وسبق وأعلنت عنه منذ طرح احتمالية شن تركيا عملية عسكرية في شمال سورية».
وأضاف: «لقد أكدنا أننا نشعر بقلق عميق بشأن المناقشات حول النشاط العسكري المتزايد المحتمل في الشمال السوري، ولاسيما تأثيره المحتمل على السكان المدنيين هناك».
وأشار برايس إلى رغبة واشنطن بالإبقاء على خطوط وقف إطلاق النار القائمة، قائلا: «ندين أي تصعيد يتجاوز هذه الخطوط، ومن المهم أن تحافظ جميع الأطراف على مناطق وقف إطلاق النار وتحترمها، لتعزيز الاستقرار في سورية والعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع».
وأعرب المتحدث عن تفاؤله بأن يفي النظام التركي بالالتزامات التي تعهد بها في تشرين الأول 2019، بما في ذلك الالتزام بوقف العمليات الهجومية في شمال شرق سورية.
وشدد برايس على أن أي تصعيد جديد يتجاوز خطوط وقف إطلاق النار يشكل انتكاسات مكلفة، ولاسيما الجهود المشتركة لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، وأيضاً جهود تعزيز الاستقرار السياسي داخل سورية.
وقال برايس رداً على ما إذا كانت تركيا ستذعن للموقف الأميركي: «أريد أن أكون متفائلاً حيال ذلك، لا أريد أن أكون متشائماً، لقد أوضحنا لهم مخاوفنا بشأن أي هجوم متجدد في شمال سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن