رياضة

المسمار المزعج

| محمود قرقورا

عاش منتخب أستراليا لحظات فرح كثيرة عندما كان بين عداد منتخبات القارة الأقيانوسية نظراً لتواضع المنتخبات المنافسة باستثناء نيوزيلندا، ولكنه كان يجد صعوبة بالغة في اختراق المنطق وبلوغ مصاف النهائيات العالمية، إذ نجح مرة واحدة عبر ملحق تصفيات مونديال 2006 عندما عبر محطة بطل المونديال مرتين الأورغواي بركلات الترجيح بعد تبادلهما الفوز بهدف، وعدا ذلك فقد وصل إلى نهائيات كأس العالم من قبل عام 1974 عندما كانت تنص قوانين التصفيات على منح قارتي آسيا وأقيانوسيا مجتمعتين مقعداً واحداً، علماً أن التصفيات كانت مشتركة.

ولكن الخريطة تغيرت منذ ضم أستراليا إلى القارة الصفراء بدءاً من تصفيات 2010 ومن يومها حققت أستراليا المتوقع ببلوغها نهائيات كأس العالم ثلاث مرات متتالية 2010 و2014 و2018 وإن احتاجت إلى الملحق في المرة الثالثة، والفاجعة أكثر أنها مُنحت حق استضافة نهائيات القارة الصفراء عام 2015 وأحرزت اللقب بجدارة، فهي خارج أرضها تنافس على اللقب فما بالنا عندما تلعب أمام جماهيرها؟

ولا شك في أن بطاقة أستراليا المونديالية منذ 2010 هي بالعمق على حساب منتخبات لغة الضاد والدليل أن عرب آسيا غابوا عن كأس العالم 2010 و2014 وفي تصفيات 2018 ضاعت على سورية فرصة خوض الملحق العالمي بسبب الاصطدام بالمنتخب الأسترالي المتين.

وأمس الأول ضاعت الفرصة ذاتها على الأبيض الإماراتي نظراً لعامل الخبرة الأسترالية والرهبة من مواجهته.

المعضلة أن العرب حضروا في كأس العالم عندما كانت القارة مخصصة بمقعدين وحدث ذلك أعوام 1982 و1986 و1990 و1994.. ولكن خلال الألفية الثالثة لم يتأهل عن عرب آسيا سوى منتخب السعودية مع أن القارة مخصصة بأربعة مقاعد ونصف المقعد، والسبب وجود أستراليا من جانب والتطور الهائل لمنتخبات شرق آسيا مقارنة بالعرب من جانب آخر.

الغاية من ضم أستراليا إلى القارة رفع مستوى اللعبة من وجهة نظر المعنيين وهذا منطق، ولكن ضاعت فرصة بلوغ العالمية على عدة منتخبات بسبب وجوده الذي يعد بمنزلة المسمار المزعج حقاً.

اتحاد الكونميبول ومنذ ثلاثة عقود يحرص على استضافة منتخبات لجعل بطولة كوبا أميركا مثالية من حيث التنظيم، ولكن الضيوف لم يخترقوا قائمة المتوجين رغم تألق المكسيك وتسجيلها نتائج لافتة وبلوغها النهائي يوماً ما، ولكن مهما علا شأن القادمين فلن يصلوا إلى مستوى أساتذة الكونميبول.

بينما أستراليا اخترقت العادات والتقاليد وهي التي استفادت من الانضمام إلى مصاف منتخبات القارة الصفراء من جميع الجوانب، فبعيداً عن سهولة الوصول إلى المونديال فهي تواجه منتخبات أعلى مستوى من منتخبات القارة الأقيانوسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن