رياضة

في الجولة الثالثة لدوري الأمم الأوروبية بنسختها الثالثة … البطل يبحث عن نفسه في فيينا والإنكليز يطلبون الثأر من الطليان

| خالد عرنوس

تستمر المنافسة في دوري أمم أوروبا بنسختها الثالثة من خلال الجولة الثالثة لدور المجموعات التي تنطلق اليوم وتقام على مدار ثلاثة أيام على أن تقام الجولة الرابعة والأولى إياباً بداية من الأحد القادم في ختام أيام الفيفا للشهر الحالي وتقام الجولتان المتبقيتان من هذا الدور أواخر شهر أيلول القادم، وبالعودة إلى مباريات الجولة الثالثة نجد أن البطل الفرنسي يبحث عن فوز الأول على الأراضي النمساوية على حين يطمح الدانماركي لتأكيد صدارته للمجموعة الأولى عندما يستقبل الناري الكرواتي الساعي بدوره لتسجيل انتصاره الأول، وفي المجموعة الثانية يستضيف المنتخب البرتغالي نظيره التشيكي في لقاء قمة للانفراد بالصدارة، حيث يتقدم الأول بفارق الأهداف، وسيكون اللاروخا على موعد حاسم من أجل الحفاظ على حظوظه ببطاقة نصف النهائي بمواجهة الناتي السويسري الطامح بدوره لتحقيق نتيجة مشرفة في ظل صعوبة اللحاق بباقي المنافسين، وفي المجموعة الثالثة (الحديدية) كما العادة تشهد هذه الجولة قمة كبيرة جديدة تجمع هذه المرة منتخبي إنكلترا وإيطاليا أي بين المتصدر ومتذيل الترتيب بعد تعادل الأول مع الألماني وفوز الثاني على المجري، وبالتالي هي فرصة أخيرة لأسود إنكلترا من أجل بلوغ نصف النهائي، وعلى المقلب الآخر يحل المانشافت ضيفاً على المجري في ملعب فرانز بوشكاش في بودابست..

الديوك على المحك

قد يكون الحفاظ على اللقب العالمي هو الأهم بالنسبة للفرنسيين ومدربهم المحظوظ ديديه ديشان وخاصة أن المونديال لا يفصلنا عنه سوى خمسة شهور إلا أن هذا الأمر لا يعني أن الديوك سيتنازلون عن لقبهم كحاملي كأس دوري الأمم الأوروبية بسهولة لكن يعتبر الكثير منهم وخاصة ديشان الذي يحاول تجريب عدد من الخامات التي تزخر بها بلاده هذه الأيام حيث الخيارات واسعة وكثيرة وهو ما يتمناه أي مدرب ومع ذلك فالمطلوب الدفاع عن لقبهم بشراسة أكبر ولاسيما أن الفريق الأزرق لم يحصد سوى نقطة خلال الجولتين الأوليين، وسيكون ملعب آرنست هابيل في العاصمة النمساوية فيينا محطة فاصلة للبطل عندما يواجه صاحب الأرض (فريق الأولاد) الذي سجل فوزاً وهزيمة حتى الآن ويأمل بتكرار ما فعله أسلافهم قبل 14 عاماً عندما هزموا الديكة ضمن تصفيات مونديال 2010 للحفاظ على فرصتهم ببطاقة نصف النهائي مع إدراك ديفيد ألابا ورفاقه صعوبة الأمر خاصة بوجود الفريق الدانماركي الذي حقق فوزين تصدر بهما المجموعة، ويعاني بعض نجوم فرنسا من الإرهاق والإصابات ولذلك لم يجازف ديشان بمبابي وبنزيمة في لقاء كرواتيا الأخير، وكان الأول تلقى إصابة في المباراة الافتتاحية أمام الدانمارك، إلا أن الفريق أظهر بمن حضر صورة لم تكن سيئة لكن النتيجة جاءت مخيبة.

تاريخياً تقابل منتخبا النمسا وفرنسا في 23 مباراة والغلبة للأخير بواقع 12 فوزاً مقابل 9 للأول وتعادلا مرتين، وغاب التعادل عن ثماني مواجهات رسمية بين الفريقين ففاز الفرنسيون 6 مرات أشهرها بهدف في الدور الثاني لمونديال 1982 مقابل فوزين للنمساويين أشهرهما الفوز 3/1 في الدور الأول لمونديال 1934، أما آخر المواجهات فكانت في تصفيات مونديال 2010 ويومها تبادلا الفوز بنتيجة واحدة 3/1.

الديناميت والنار

مازال الخروج المخيب للديناميت الدانماركي من دور الـ16 لمونديال 2018 بركلات الترجيح ماثلاً في الذاكرة وعندما يحين موعد مباراته في العاصمة كوبنهاغن أمام الناري الكرواتي ستشتعل الذاكرة أكثر وهي الفرصة المناسبة للاعبي المدرب كاسبر هيولماند للانفجار والثأر من تلك الخسارة وهو الذي يبدأ المباراة برصيد 30 مباراة منذ تسلمه المهمة قبل عامين سجل فيها 21 فوزاً وتعادين وخسر 7 مباريات، فالفريق الأحمر يمرّ بوضعية رائعة جسدتها النتائج المميزة في التصفيات المونديالية ثم بالانتصارين على فرنسا والنمسا قبل أيام قليلة، على حين اكتفى وصيف بطل المونديال بنقطة واحدة من مباراتين ما يعني أن المدرب داليتش ونجومه المخضرمين (مودريتش وبيريسيتش وبروزفينش وكوفاسيتش) يخوضون الفرصة الأخيرة للحاق بمضيفهم، علماً أن المنتخب الكرواتي لم يعرف لغة الفوز في المسابقة الجديدة سوى مرتين مقابل 8 هزائم وتعادلين منذ النسخة الأولى والملاحظ أنه خسر جميع مبارياته خارج بلاده على المنتخب الدانماركي لم يخسر سوى مرة واحدة على أرضه خلال خمس مباريات سابقة والمثير أنه سجل فوزه في النسخة الحالية خارج ملعبه.

وتتساوى كفتا الفريقين بالمواجهات المباشرة فقد فاز كل منهما مرتين وتعادلا مرتين في ستة لقاءات جمعتهما منذ نهائيات يورو 1996 ويومها فاز الكرواتي 3/صفر، اللقاء الأهم كان في الدور الثاني لمونديال 2018 ويومها تعادلا 1/1 وفاز الكرواتي بالترجيح 3/2، وتعادلا في تصفيات كأس العالم 1998 1بنتيجة 1/1 ثم فاز الدانماركي إياباً 3/1 وتبادلا الفوز ودياً كل في ملعب الآخر ففاز الديناميت 1/صفر عام 1999 والكرواتي 2/1 عام 2004.

موقعة حاسمة

في المجموعة الثالثة سجل المنتخب الإيطالي فوزاً صعباً على ضيفه المجري بهدفين لهدف فتصدر الآتزوري الترتيب بعدما استعاد نغمة الانتصارات الغائبة عنه في 5 مباريات رسمية وواحدة ودية مستفيداً من تعادل قمة هذه الجولة بين الألمان والإنكليز بعد مباراة متوازنة أظهر الفريق الضيف من خلالها عزمه على المنافسة الجدية على بطاقة نصف النهائي، وعليه يدخل فريق الأسود الثلاثة مباراته أمام الآتزوري على أرض ملعب المولينيو في وولفرهامبتون بغية الظفر بالنقاط الكاملة التي تقوي حظوظه وعدا ذلك فيجب على المدرب ساوثغيت ولاعبيه التفكير بالمونديال القادم، فالفريق الذي احتل المركز الثالث في النسخة الأولى وأخفق بالثانية يحتل المركز الأخير حالياً بنقطة جراء الخسارة المفاجئة على أرض المجر وأي فقدان جديد للنقاط سيجعله خارج الحساب تقريباً، وعلى الضفة المقابلة يدرك المدرب الإيطالي ولاعبوه صعوبة المهمة وخاصة أن للفريقين تجربة قبل أقل من عام عندما تقابلا في نهائي اليورو ويومها امتد اللقاء إلى ركلات الأعصاب الترجيحية، ويطمح روبرتو مانشيني للخروج، فأضل نتيجة أمام الإنكليز قبل السفر إلى ألمانيا لملاقاة المانشافت في مباراة الإياب يوم الثلاثاء القادم.

عقدة إنكلترا

وإذا كان الألمان يعانون من العقدة الإيطالية التي استمرت 10 مباريات كاملة في البطولات الكبرى فإن الإنكليز لا يحظون بسجل طيب أمام الكالشيو الإيطالية على المستوى الرسمي، فخلال 9 مواجهات سابقة حقق الأسود فوزاً يتيماً كان ضمن تصفيات مونديال 1978 ويومها لم ينفعه الفوز بهدفين دون رد ذلك أن الآتزوري الفائز بالنتيجة ذاتها ذهاباً تقدم بفارق الأهداف يومها، وبعدها فاز الطليان في نهائيات يورو 1980 بهدف، وتكررت المواجهة في يورو مرة أخرى في ربع نهائي 2012 فتعادلا صفر/صفر قبل أن يفوز الآتزوري بركلات الترجيح، وفي نهائي 2020 بهدف لمثله وكذلك فاز الطليان فيه بركلات الترجيح، وفي نهائيات المونديال فاز الطليان 2/1 في مباراة المركز الثالث عام 1990 وبالنتيجة ذاتها في الدور الأول لمونديال 2014.

وبالمجمل تقابل الفريقان 28 مرة بداية من عام 1933 ويومها تعادلا 1/1 وهو واحد من عشرة تعادلات بينهما ويتفوق الإيطالي بعشرة انتصارات أولها عام 1973 ودياً في تورينو، مقابل 8 انتصارات للإنكليزي أولها في ملعب هايبري في لندن 1934 بنتيجة 3/2 وآخرها في برن الألمانية عام 2012 ودياً كذلك بنتيجة 2/1.

فرصة الألمان

ويبدو أن المنتخب المجري الذي اعتبره المراقبون السمكة الصغيرة وسط الحيتان لن يكون كذلك، فها هو هزم الإنكليز وعذب الطلبان واليوم موعده مع الألمان في بودابست ما يعزز فرصته بإسقاط المانشافت الذي كلما تحدث المجريون عنه استذكروا حلمهم القديم الضائع بمونديال 1954 والذي بدّده الألمان يومها في النهائي الشهير، الظروف تغيرت تماماً، فمنذ ذلك العقد تراجعت الكرة المجرية وباتت من صغار القوم على حين أصبح ألمانيا قوة قارية وعالمية على الرغم من بعض الهنات هنا وهناك، فعلى سبيل المثال تعادل الفريقان في آخر لقاء رسمي جمعهما في يورو 2020 قبل عام تقريباً، المجريون متحفزون للانقضاض على نجوم هانز فليك الذي لم يخسر بعد في 11 مباراة قاد بها المانشافت لكنه خرج بتعادلين لم يعجبا أبناء بلاده أمام إيطاليا وإنكلترا، وإذا كانت الحسرة على ضياع نقطتين أمام الآتزوري إلا أن النقطتين المهدرتين أمام الأسود الثلاثة كانتا أشد وقعاً وخاصة أن الفريق الضيف أدرك التعادل في وقت متأخر.

تاريخياً تقابل منتخبا ألمانيا والمجر 35 مرة والمواجهة الأولى كانت عام 1909 والغلبة للأول بواقع 13 فوزاً آخرها عام 2016 بنتيجة 2/صفر مقابل 11 للثاني آخرها عام 2004 ودياً بهدفين و11 تعادلاً، وتقابلا مرتين في نهائيات كأس العالم عام 1954 ففاز المجريون 8/3 بالدور الأول وردّ الألمان 3/2 في النهائي، وهذا هو اللقاء الرابع بينهما على المستوى الرسمي.

سباق الصدارة

لقاء قمة فرضته النتائج في المجموعة الثانية بين المنتخبين البرتغالي والتشيكي، حيث الفائز سيتصدر وربما يقطع شوطاً مهماً نحو حجز بطاقة مربع الكبار، فقد نجح الفريقان في حصد أربع نقاط حتى الآن، والوصول إلى النقطة السابعة سيكون إنجازاً وخاصة للفريق الضيف الصاعد إلى التصنيف الأول في هذه النسخة، في حين رفاق رونالدو هم أبطال النسخة الأولى ولم يخسروا في ملعبهم سوى مرة واحدة خلال 14 مباراة في النسخ الثلاث حتى الآن وكانت في لشبونة بالذات، وكان الفريقان تواجها 3 مرات فقط كلها في نهائيات اليورو، ففاز التشيكي في ربع نهائي يورو 1996 بهدف وبالنتيجة ذاتها وفي الدور ذاته لنسخة 2016 ردّ البرتغالي في طريقه إلى اللقب وبينهما فاز البرتغالي أيضاً بالدور الأول لنسخة 2008 بنتيجة 3/1.

من جهته يسعى اللاروخا الإسباني إلى الفوز الأول على حساب ضيفه السويسري الذي خسر مرتين في حين فريق لويس إنريكي اكتفى بتعادلين، وكان الفريقان تقابلا 23 مرة والكفة الإسبانية وازنة بواقع 16 فوزاً مقابل فوز يتيم للسويسري و6 تعادلات، وفي العامين الفائتين فاز اللاروخا 1/صفر وتعادلا 1/1 ضمن النسخة الثانية لدوري الأمم، ثم تعادلا في ربع نهائي يورو 2020 بهدف لمثله قبل أن يفوز اللاروخا بركلات الترجيح.

مباريات الجولة الثالثة

– الخميس: البرتغال × تشيكيا، سويسرا × إسبانيا (9.45).

– الجمعة: النمسا × فرنسا، الدانمارك × كرواتيا (9.45).

– السبت: إنكلترا × إيطاليا، المجر × ألمانيا، هولندا × بولندا، ويلز × بلجيكا (9.45).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن