لأنه أصبح حاجة ملحّة أكثر من أي وقت سابق … أهالي دوما يضغطون لتحقيق وقف إطلاق نار
الوطن- وكالات :
يتزايد الضغط الشعبي في غوطة دمشق الشرقية على التنظيمات المسلحة بإنجاز هدنة أو مصالحة لإنهاء الحصار، حيث خرج العشرات في مدينة دوما بمظاهرة طالبوا فيها بـإنهاء حمام الدم في سورية، ووقف إطلاق النار بشكل فوري بين الجيش العربي السوري والتنظيمات المسلحة كافة لأنه «أصبح حاجة ملحّة أكثر من أي وقت سابق».
ونقل موقع «الحل السوري» المعارض عن الناشط الإعلامي في دوما على الدوماني: إن التظاهرة التي خرجت، الإثنين في الغوطة الشرقية للمطالبة بوقف إطلاق النار، «لم تكن مسيّسة، وليس للقادة العسكريين أي دور بخروجها».
ونشرت «شبكة الغوطة الآن» المعارضة تسجيلاً مصوراً للتظاهرة، ظهر فيه عشرات الشبان والرجال والأطفال، يهتفون «الشعب يريد.. وقف إطلاق النار». ويرفعون لافتات، جاء فيها عبارات متشابهة، أبرزها: «أهالي دوما والغوطة الشرقية، يطالبون بوقف إطلاق النار على كامل الأراضي السورية.. لا دمار لا دمار.. لا حصار لا اعتقال لا تهجير».
وظهر في التسجيل أحد الرجال الذين يقودون التظاهرة، وهو يقول: «بدنا نحنا من دول العالم.. من الدول العربية.. من عند رب العالمين.. بدنا وقف إطلاق النار.. هاد يلي بدنا ياه!».
وكانت أبرز الدول المعنية بالشأن السوري، من بينها روسيا وأميركا وإيران وتركيا والسعودية، قد وصلت خلال اجتماع فيينا الموسع الثاني، منذ أكثر من أسبوعين، إلى جدول زمني لحل الأزمة في سورية، ينص على أن الأطراف المتحاربة كافة في سورية (عدا داعش والنصرة)، يجب أن تتوصل إلى وقف إطلاق النار في كامل الأراضي السوري خلال ستة أشهر.
وانتشرت بعد صدور البيان بأيام قليلة، شائعات تتحدث عن بدء هدنة في الغوطة الشرقية، لم يؤكد حصولها سواء الحكومة السورية أم التنظيمات المسلحة.
وأكدت مصادر ميدانية لـ«الوطن» أمس الأول، أن وحدات من الجيش العربي السوري حققت تقدماً على محور قرية مرج السلطان، بالسيطرة على عدد من نقاط تمركز التنظيمات المسلحة في محيط مطار الحوامات الاحتياطي، والمدخل الجنوبي للقرية القادم من قرية نولة، لافتة إلى أن الجيش قطع نارياً من الشرق طريق مرج السلطان البلالية بعد أن حقق تقدماً في المزارع الواقعة إلى الشمال من المدجنة ومستودعات الأقطان الواقعة إلى الجنوب الشرقي من القرية.
ويعتبر هذا الاختراق الأول منذ سنتين على الجبهة الجنوبية الشرقية للغوطة، حيث استطاع الجيش التقدم من «القرية الشامية» وبلدة دير سلمان الواقعتين خلف سكة قطار دمشق حلب، باتجاه مرج السلطان والطرق الواصلة لها إن باتجاه بلدة بزينة أو البلالية وبعمق وصل إلى 3 كم نحو الشمال والغرب.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن ميليشيا «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» شكلا غرفة عمليات مشتركة في محاولة لمنع تقدم الجيش باتجاه بزينة وحرستا القنطرة التي عمدت المجموعات المسلحة إلى إخلاء جميع المدنيين من المزارع الواقعة بينهما ومرج السلطان.
ومع تيقنه من عدم إمكانية تحقيق أي تقدم عسكري للمجموعات المسلحة بل استمرار تراجعها، بدأ الشارع في الغوطة الشرقية يتحرك في تظاهرات تطالب بانجاز هدنة أو مصالحة لإنهاء الحصار، وتحت هذا الضغط أعلن قائد ميليشيا «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» أبو محمد الفاتح قبول التنظيم «أي مبادرة مشرفة تحافظ على ثوابتنا وإنجازاتنا، فواجب على كل مجاهد وثائر وفصيل أن يقبل بها لأن الموت والقتل ليس هدفنا»، وذلك بعد أيام من انتخاب «الهيئة العامة» في الغوطة الشرقية أعضاء «الهيئة السياسية» المنوط بها دراسة الوضع السياسي بما يخص الغوطة الشرقية.