واصل النظام التركي عملية التغيير الديموغرافي في منطقة عفرين المحتلة، بريف حلب، عبر إقامة وحدات سكنية لتسكين مرتزقته الإرهابيين، وذلك بالتزامن مع قيام هؤلاء المرتزقة بقطع أكثر من 50 شجرة زيتون معمرة في ناحية راجو.
ونقلت وكالة «هاوار» الكردية عن مصادر تأكيدها إنهاء منظمة تابعة لمشيخة قطر بناء وحدة سكنية في ناحية شيه في منطقة عفرين المحتلة، مشيرة إلى أنه من المقرر افتتاحها اليوم.
وبينت المصادر، أن جمعية ما تسمى «خير الشام الإنسانية» الكويتية، وبدعم من جمعية ما تسمى «الرحمة العالمية الكويتية» ذات الإيديولوجية الإخوانية تعمل منذ قرابة الشهرين، بالتنسيق مع ميليشيا «فرقة السلطان سليمان شاه» والمعروفة بـ«العمشات» التي تسيطر على ناحية شيخ الحديد بريف عفرين، على بناء وحدة سكنية جديدة ضمن الأراضي الزراعية على أطراف الناحية، باسم قرية «نواف الخير».
وأشارت إلى أن الوحدة الجديدة تضم نحو 200 شقة سكنية، ومن المقرر توطين عوائل مرتزقة النظام التركي الذين شاركوا في القتال في ليبيا ودول أخرى فيها.
وتشهد المناطق التي يحتلها النظام التركي وتسيطر عليها مرتزقته بناء مئات الوحدات السكنية من جمعيات تابعة للنظام التركي وأخرى قطرية وكويتية إخوانية اتخذت من دعم العمل الخيري غطاء لأهدافها المشبوهة المتمثلة بدعم التنظيمات الإرهابية في سورية.
إلى ذلك، أقدم مسلحو ميليشيا «رجال الحرب» التابعة للاحتلال التركي على قطع أكثر من 50 شجرة زيتون معمرة في ناحية راجو التابعة لعفرين، ونقلوا الحطب بعد قطعه إلى أحد مقراتهم في الناحية.
ونقلت الوكالة عن مصدر من ناحية راجو إن ملكية أشجار الزيتون تعود إلى المواطن جهاد موسى، من أهالي قرية ميدانو التابعة للناحية، مضيفاً: إن الحقل الذي قُطعت منه الأشجار، يقع على طريق قرية خلالكا التابعة لناحية بلبلة.
وفي السادس عشر من آذار الماضي أفادت مصادر أهلية في عفرين لـ«الوطن»، بأن وضع من تبقى من السكان في مدينة عفرين وقرى وبلدات الأرياف التابعة لها يزداد سوءاً يوماً بعد يوم لإرغامهم على النزوح وترك ممتلكاتهم وأراضيهم المزروعة بالزيتون عرضة للنهب والسرقة، وهي التي لم تسلم من تعديات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته حتى مع إصرارهم على البقاء.
وكشفت المصادر أنه ليس بإمكان الأهالي رفع دعاوى قضائية بحق السارقين والمعتدين على حياتهم وأرزاقهم وممتلكاتهم من المرتزقة الإرهابيين الممولين من النظام التركي خشـية اتهامهم بالموالاة لما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية، مع تنامي عمليات قطع أشجار الزيتون وسرقة الممتلكات على مرأى من أصحابها بوجود عناصر من جيش الاحتلال التركي الذي يعد شريكاً في تقاسم ثمن المسروقات.