اللاروخا للثأر من ضيفه التشيكي والناتي لتسجيل موقف أمام البرتغالي … الناري أحبط الديناميت ومبابي أنقذ الديوك
| خالد عرنوس
عند قراءة المادة تكون انقضت ثلاث جولات من عمر الدور الأول (دور المجموعات) لدوري الأمم الأوروبية بنسختها الثالثة فانتهت مرحلة الذهاب واليوم تنطلق مرحلة الإياب فتقام الجولة الرابعة على مدار ثلاثة أيام لينتهي الموسم الكروي الأوروبي عملياً وتبدأ رحلة الاستعداد للموسم الكروي القادم الذي يشهد تتمة البطولة قبل الشروع بالاستعداد للمونديال، المهم أننا نشهد اليوم 9 مباريات في الدرجات الأربع وبالطبع أهمها مباراتا المجموعة الأولى للتصنيف الأول حيث يحل المتصدر البرتغالي الساعي لاستعادة اللقب ضيفاً على نظيره السويسري صاحب الرصيد (صفر) في حين يبحث الإسباني عن إبقاء الأمل على حساب ضيفه التشيكي، ويوم غدٍ سيكون المنتخب الدانماركي على موعد مع نظيره النمساوي من أجل تثبيت صدارته بعدما تلقى صفعة قوية أمام الناري الكرواتي في حين يلتقي في باريس منتخبا فرنسا وكرواتيا على أمل مزاحمة الديناميت الأحمر على الصدارة وخاصة للديوك الذين يخوضون مباراة مصيرية بعد تذيلهم الترتيب.
واثق الخطوة
في المجموعة الثانية انفرد السيلكيسيون البرتغالي بالقمة عقب فضه للشركة مع التشيكي بالفوز عليه بهدفين في الجولة الثالثة ويعي المدرب فرناندو سانتوس ولاعبوه أن تجديد الفوز على الناتي السويسري سيعطيهم دفعة كبيرة ويؤكد الصدارة قبل الاستراحة الصيفية الطويلة قبل خوض الجولتين الأخيرتين أواخر أيلول القادم خاصة أن الجار الإسباني لا يبعد سوى نقطتين ويتوقع أن يظل هذا الفارق مع نهاية الجولة الرابعة، وكان البرتغالي بطل النسخة الأولى بدأ النسخة الثالثة بالتعادل مع اللاروخا بهدف لمثله قبل أن يكتسح ضيفه السويسري برباعية ويتفوق على التشيكي كذلك بهدفين، وقد أشرك سانتوس عشرين لاعباً في المباريات الثلاث في محاولة لإراحة بعض اللاعبين ووحدهم بيبي وجواو كانسيلو ودانيللو بيريرا خاضوا الدقائق كاملة وقد نجح الأول بتسجيل هدفين من أهداف الفريق السبعة، ويتوقع ألا يخرج المدرب عن مبدأ المداورة خاصة أن الجميع خارج من موسم طويل ومرهق.
من جهته لم يقدم الناتي السويسري حتى الآن ما يشفع له بتجنب ثلاث هزائم متتالية كأسوأ بداية له في البطولة، ففي النسخة الأولى انتزع بطاقة نصف النهائي من نظيره البلجيكي وفي الثانية تحصّل على 6 نقاط فقط لكنه فرض التعادل على المانشافت الألماني مرتين وتعادل مرة مع اللاروخا وتبادل الفوز مع أوكرانيا، لكنه خسر في النسخة الحالية أمام التشيك 1/2 ثم أمام البرتغال صفر/4 وإسبانيا صفر/1، أي إنه لم يسجل أكثر من هدف مقابل 7 أهداف بمرماه ما يعني عملياًخروجه من السباق على بطاقة المجموعة، ويبقى أمامه محاولة الحفاظ على موقعه بين فرق التصنيف الأول وهو ما يطمح إليه المدرب مراد ياكين الذي أشرف على الفريق بداية من الموسم المنصرم وقاده في 12 مباراة حقق خلالها 4 انتصارات ومثلها تعادلات ومثلها هزائم، وقد اعتمد المدرب ياكين على 24 لاعباً في المباريات الثلاث حيث لم يخضها كاملة سوى الكابتن غرانيت تشاكا.
وعلى الرغم من الخسارة الأخيرة إلا أن المنتخب السويسري مازال يتقدم على نظيره البرتغالي في المواجهات المباشرة بواقع 10 انتصارات مقابل 9 هزائم و5 تعادلات لكنه خسر فارق الأهداف التي أصبحت 33/34، لكن الفريق البرتغالي يتقدم عند الحديث عن المواجهات الرسمية بواقع 6 انتصارات مقابل 4 هزائم و4 تعادلات، وسبق للمنتخب البرتغالي أن فاز مرتين على الأراضي السويسرية، الأولى ودياً عام 1964 بنتيجة 3/2 والثانية في تصفيات مونديال 1990 بنتيجة 2/1، على حين سجل الناتي 7 من انتصاراته على أرضه وآخرها في تصفيات مونديال 2018 بنتيجة 2/صفر.
نحو القمة
عانى المنتخب الإسباني منذ تتويجه بطلاً لأوروبا 2012 والذي ختم حقبة رائعة في تاريخ اللاروخا نال خلالها أفضل إنجازاته، ثم جاءت النكسات فلم يقدم الفريق سوى بعض العروض هنا وهناك، وتوقع الجميع أن يعود اللاروخا إلى المنصات في عهد المدرب لويس إنريكه بعد نجاحه اللافت مع برشلونة، وبالفعل بلغ معه نهائي النسخة الثانية لدوري الأمم لكنه خسر هناك أمام الفرنسي في دقائق قليلة، وقبلها خرج من نصف نهائي يورو 2020 أمام الآتزوري الإيطالي بركلات الترجيح وهي الطريقة ذاتها التي تخطى بها كل من الكرواتي والسويسري في الطريق إلى مربع الكبار يومها، وهاهو يبحث عن بطاقة نصف النهائي لدوري الأمم في نسخة العام الحالي لكنه يواجه صعوبة كبيرة حتى الآن، فقد خرج بتعادل مخيب أمام البرتغالي في إشبيلية قبل أن يتجنب خسارة على أرض التشيك بعدما كان الأفضل بكل شيء لكنه تلقى هدفين من هجمات قليلة جداً، ثم عاد من جنيف بفوز عسير بهدف يتيم، ويمكن وصف أدائه باختصار بالجميل لكنه يفتقد النهايات الحاسمة وهو ما يفسر عدم تسجيله لأكثر من 4 أهداف وتلقيه 3 أهداف على الرغم من أفضليته على أرض الملعب ونسبة الاستحواذ الكبيرة، علماً أن الحارس يوناي سيمون الوحيد الذي خاض 270 دقيقة كاملة مع الفريق من أصل 21 لاعباً أشركهم إنريكه.
بالمقابل فإن المنتخب التشيكي يعرف أنه وقع بين فكي كماشة (إسبانيا والبرتغال) وبالتالي فإن فرصته برئاسة المجموعة ضعيفة جداً إن لم تكن معدومة، وسنحت له الفرصة بإنهاء الذهاب متصدراً لكنه لم يقو على ذلك بالخسارة في لشبونة، وبالتالي فإن همه الآن هو الحفاظ على موقعه بالمركز الثالث للبقاء بين الكبار في النسخة القادمة وهو القادم في هذه النسخة من التصنيف الثاني، ويأمل المدرب ياروسلاف سيلها في الخروج بنتيجة إيجابية في ملعب لازوراليد في ملقة على غرار تعادل الذهاب.
ولم يعرف الفريق التشيكي سوى فوز يتيم على اللاروخا في عهد الفريق المستقل عن تشيكوسلوفاكيا خلال ثماني مواجهات جمعتهما في المناسبات الرسمية وكانت الأولى في عهد جمهورية التشيك ضمن تصفيات يورو 1992 وانتهت بنتيجة 3/2 ورد الإسباني في الإياب 2/1، وتعادلا في براغ صفر/صفر في ذهاب تصفيات مونديال 1998 قبل أن يفوز اللاروخا إياباً بهدف، وفي تصفيات يورو 2012 فاز اللاروخا مرتين 2/1 و2/صفر ثم فاز في الدور الأول لنهائيات يورو 2016 بهدف وآخر المواجهات التي انتهت 2/2 قبل أسبوع.
أوضاع متغيرة
في المجموعة الأولى جاءت نتائج الجولة الثالثة على غير ما يشتهي المتصدر الدانماركي وكذلك البطل الفرنسي، فقد سقط الأول في ملعبه أمام الناري الكرواتي بهدف ماريو بازاليتش لاعب أتلانتا الإيطالي الذي سجل هدفه الدولي السابع والأول له في دوري الأمم، وعلى الرغم من أن رفاق كريستيان أريكسن وكاسبر شمايكل كانوا الأفضل فوق الميدان إلا أن زملاء مودريتش اقتنصوا فوزهم الأول منزلين الهزيمة الأولى بالديناميت والأخير مني بالخسارة على ملعبه في كوبنهاغن وهو الذي سجل فوزين خارج بلاده، أما البطل الفرنسي فقد كاد يدفع ثمن تراخي خط هجومه ويخسر للمرة الثانية لكن البديل كليان مبابي أنقذه من الشرك النمساوي وأدرك التعادل بمساعدة كريستوفر نكونكو في الدقيقة 83 مسجلاً هدفه رقم 27 دولياً في مباراته الـ56 ليصبح على بعد هدف واحد من دخول قائمة العشرة الأوائل لهدافي فرنسا الدوليين التي يتصدرها تيري هنري بـ51 هدفاً.
ويمكن القول إن الفريق النمساوي خسر فرصة إنزال الهزيمة بالأزرق بعدما نجح بالدفاع عن تقدمه الذي جاء بإمضاء أندرياس ويمان لاعب بريستول روفرز الإنكليزي (هدفه الدولي الأول في مباراته الـ19) لكن خروج قائده ديفيد ألابا قبل 20 دقيقة من النهاية والضغط الفرنسي أدى في النهاية لقبوله بالتعادل بهدف لمثله حارماً بطل دوري الأمم من الفوز الأول في طريقه للدفاع عن لقبه.
الفرصة الأخيرة
عند القرعة توقع الجميع أن تكون المنافسة في المجموعة الأولى بين بطل العالم ووصيفه وربما بعض المناوشة من الفريق الدانماركي خاصة أنه سجل نتائج كبيرة في العامين الماضي والحالي، إلا أن الأخير نجح في كسب الرهان فاسقط الديوك في معقلهم قبل أن يتبعهم بالنمساويين ليتصدر الترتيب، إلا أن نتائج الجولة الثالثة وخاصة الفوز الكرواتي على الدانمارك أعاد بعض الأمور إلى نصابها لكنه لم يقض تماماً على الفرصة الدانماركية بتعكير الأجواء، ووضع الفريقين الفرنسي والكرواتي في الزاوية قبل لقائهما في سان دوني غداً الإثنين، فقد أصبحت مواجهتهما الفرصة الأخيرة لكليهما من أجل إحياء الآمال بالمنافسة على البطاقة الوحيدة المؤهلة إلى مربع الكبار وخاصة بالنسبة للبطل الذي أخفق بحصد أكثر من تعادلين حتى الآن وسيكون مطالباً بالفوز ليس على كرواتيا فحسب بل في مبارياته الثلاث المتبقية إذا أراد ألا يخسر لقبه مبكراً.
ولن يكون الناري الكرواتي أقل شغفاً بالنقاط الثلاث ذلك أنها السبيل الوحيد لفريق المدرب داليتش من أجل مزاحمة الديناميت على الصدارة، ويتوق مودريتش ورفاقه لهذا الأمر لاسيما أنه لم يسبق لهم ولا لأسلافهم أن حققوا الفوز على الزرق، فخلال 9 مواجهات جمعتهم (ودياً ورسمياً) فازوا 6 مرات وأهمها في نهائي مونديال 2018 بنتيجة 4/2 وكذلك في نصف نهائي مونديال 1998 بنتيجة 2/1 وسبق للفريقين أن تقابلا 3 مرات في دوري الأمم ففاز الفرنسي 4/2 و2/1 في الطريق إلى لقبه قبل أن يتعادلا 1/1 في ذهاب النسخة الحالية قبل أسبوع من الآن، ولا ننسى أن الفوز الذي سجله أولاد داليتش على الدانمارك وكذلك عدم مقدرة الفرنسيين على الفوز حتى الآن ربما أنعش أحلامهم بفعل ما لم يقدروا عليه سابقاً.
وينتظر الفريق الدانماركي مواجهة أسهل عندما يستضيف النمساوي، وكان الديناميت فاز ذهاباً في فيينا مؤكداً سطوته على (الأولاد) رسمياً حيث لم يسبق له أن خسر أي مواجهة رسمية أمامه حيث حقق خمسة انتصارات كاملة، ففاز عليه 2/1 و3/صفر في تصفيات يورو 92 ثم 4/صفر و1/صفر في تصفيات المونديال القادم، وآخرها الفوز في ذهاب البطولة الحالية 2/1.
مباريات الجولة الرابعة
– الأحد: إسبانيا × تشيكيا، سويسرا × البرتغال (9,45).
– الإثنين: فرنسا × كرواتيا، الدانمارك × النمسا (9,45).
– الثلاثاء: ألمانيا × إيطاليا، إنكلترا × المجر (9,45).